واصل الجنيه تراجعه أمام الدولار في السوق الرسمية لليوم الثاني علي التوالي، فيما توقعت بنوك استثمار مزيدا من الهبوط خلال العام الجاري. وفي عطاء للبنك المركزي اليوم، خسر الجنيه 5 قروش أمام الدولار، مسجلا 7.24 جنيه مقابل 7.19 جنيه في عطاء للمركزي أمس، وقال البنك المركزي إنه عرض 40 مليون دولار وباع 38.4 مليون دولار وبلغ أقل سعر مقبول 7.24 جنيه. ويأتي هبوط الجنيه اليوم بعد تراجعه 5 قروش أخري أمس، وذلك بعد فترة طويلة من الاستقرار، وتتحدد الأسعار المسموح للبنوك بتداول الدولار بها علي أساس نتائج عطاءات البنك المركزي، مما يعطيه سيطرة علي عملية سعر الصرف الرسمي، لكن السوق السوداء لا تلتزم بنتائج تلك العطاءات. وفي استجابة لمزاد المركزي، رفعت البنوك المحلية، ومن بينها الأهلي ومصر والبنك العربي الأفريقي، أسعار صرف العملة الأمريكية إلي 7.25 جنيها للشراء، و7.28 جنيها للبيع، وفقا للمواقع الإلكترونية لهذه البنوك. وتفاوتت تقديرات المتعاملين في السوق غير الرسمية حول سعر الدولار اليوم، بين الإستقرار عند مستوياته السابقة البالغة 7.84، والارتفاع إلي 7.87 جنيها تأثرا بتحرك السعر الرسمي. وتوقعت إيمان نجم، محللة الاقتصاد الكلي في بنك الاستثمار برايم، مزيدا من الهبوط في سعر الجنيه في السوق الرسمية، ليصل الدولار إلي 7.30 جنيها، قبل مؤتمر القمة الاقتصادية في مارس المقبل، وليستقر عند هذا المستوي حتي نهاية العام. واعتبرت نجم أن سماح البنك المركزي للجنيه بالهبوط أمس واليوم، 'طعم لجذب المستثمرين وضخ استثمارات بالعملة الأجنبية في الاقتصاد المحلي'. ومن المنتظر أن تشهد الشهور المقبلة تدفقا للاستثمارات الأجنبية، تبعا لنجم، والتي تقول إن البنك المركزي يوجه رسالة للمستثمرين من خلال سياسات سعر الصرف بأن هناك إصلاحا في الاقتصاد والمناخ الاستثماري. 'الأجانب سوف يعودون إلي البورصة، بالإضافة إلي أن السياحة سوف تتحسن لأن سعر الجنيه أرخص، كما أن هناك توقعات كبيرة بزيادة الإستثمارات الأجنبية المباشرة' وهي الأسباب التي تري نجم أنها تشجع المركزي علي تحريك سعر الجنيه. إلا أن بنك الاستثمار فاروس، يتوقع نزولا أكبر للجنيه أمام الدولار في السوق الرسمية، ليصل إلي 7.50 جنيها في مارس المقبل وإلي 7.80 جنيها في نهاية العام.