حسب ما اتفق عليه عربيا رسميا طبعا فان انعقاد القمة العربية القادمة سيكون بداية من يوم 29 مارس 2011 والمكان بغداد المحتلة أمريكيا وفيها حكومة عميلة غير مشروعة تحتمي بقوات الاحتلال الأمريكي اضافة الي كونها قد جاءت نتيجة لانتخابات في ظل الاحتلال المزدوج للعراق أمريكيا وصهيونيا وفارسيا واصطفافا طائفيا وأمام هذه الحالة الواضحة من السقوط السياسي والاخلاقي والتاريخي لحكام بغداد المنكوبة تأتي هذه القمة في ظرف تاريخي معاكس تماما لما يجري في الشارع العربي من حراك ثوري أدي الي حد الآن الي اسقاط ديكتاتورين من أعتي و قوي الديكتاتوريين العرب ليس عبر انقلاب عسكري أو غزو أجنبي كما حصل في العراق ودمركل معاني الحياة لشعبنا في العراق بتعلات واهية أثبتت الوقائع زيفها وكذبها وانما عبر ثورتين شعبيتين عظيمتين في كل من تونس ومصر وخلع الرئيسين هناك بحكم الضغط الشعبي الجماهيري ولذا فان حضور هذه القمة ترفضه الجماهير العربية جملة وتفصيلااذ الجماهير لا تزال تحتل الميادين وتنادي بسقوط أنظمة لم تصل في سقوطها السياسي والأخلاقي الي المستوي الذي وصل اليه حكام بغداد المحتلة لذا فان الجماهير العربية تعتبر أن مجرد حضور هذه القمة اعتراف بالاحتلال الأمريكي لبغداد وتشريع من النظام العربي الرسمي له وهو أمر مرفوض من الجماهير العربية التي أصبحت حساسة جدا تجاه أي عمل مشبوه أو غير مقبول تقوم به الأنظمة العربية للانقضاض عليها واسقاطها لذا فانه في هذه الظروف بالذات لا يحسن بالأنظمة العربية المجازفة بما بقي لديها من حد أدني من الكرامة أو رغبة في المحافظة علي كراسيها المرتعشة في كل الساحات والميادين العربية فعليها أن لا تغامر وتحضر مثل هذه القمة الفضيحة بكل المقاييس. ان الشارع العربي المنتفض والذي نزع رداء الخوف وأحاله نهائيا والي الأبد علي التقاعد الوجوبي لم يعد يقبل بأقل من مواقف مشرفة في الحد الأدني والا فان السقوط المدوي ينتظر الحكام الذين يخرجون عن ارادة الجماهير العربية ومثال بن علي ومبارك لا يزال شاهدا علي قدرة الشعوب علي احداث تغيير نوعي وجذري والذي أصبح أكثر من ممكن في أي ساحة عربية لذا فان الجماهير العربية تقرر ثوريا حرمة وتجريم انعقاد تلك القمة في بغداد حتي تكون حرة وليست تحت الحراب الامريكية فامريكا قد سقطت لها كل هيبة عسكرية واقتصادية واعلامية واصبحت مجرد تاريخ قديم ما كان لها من قوة مهابة اذ سقطت تلك المهابة في كل المدن والبلدات العراقية وايضا في جبال افغانستان وما علي القوي الاستعمارية الآن الا احترام هذا الانسان العربي الذي اخذ يقرر مباشرة وعبر ثورات شعبية في منتهي الرقي الحضاري والسلمي وغير المسبوقة في التاريخ. ان الحضور الي بغداد في هذا الوقت خيانة لملايين العراقيين من الشهداء والجرحي والمشوهين واليتامي والارامل وتشريع للنهب والسرقة وكل الدمار الذي حصل للعراق سواء من المحتلين أو أذنابهم وكذلك اهانة كبري للشارع العربي الذي وقف الي جانب الشعب العراقي منذ 1990 والي الآن وكذلك اهانة لكل الشهداء العرب الذين سقطوا في مختلف الميادين العربية في مواجهة أنظمة الحكم العربية الصامته ازاء أكبر جريمة في هذا العصر ترتكب في العراق فلم يعد مجديا السكوت بعد أن انطلق قطار الثورة العربية في كل من تونس ومصر . *كاتب عربي من تونس