أرفع لكم جلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز عاهل السعودية حفظه الله رسالتي هذه التي تحمل نبض الشارع العربي الذي التقط مبادرتكم للم شمل الأمة العربية ويعلن رغبته في أن تتسع لتشمل مناطق أكثر حاجة لوقف نزيف الدماء في دول مثل سوريا والعراق وليبيا. ولا يسعني هنا إلا أن أشيد بمبادرتكم التي حاولتم عبرها رأب الصدع في العلاقات بين مصر وقطر وهي مبادرة كريمة نقية يحمد لكم طرحها في ضوء ما عرف عنكم من مواقف عروبية صادقة تجاه قضايا الأمة. واليوم تتطلع المنطقة إليكم لإنقاذها مما يراد لها من تمزق وتفتيت عبر أجندة أمريكية ومؤامرات خارجية. ومن ثم يراود الجميع الأمل في أن يتم البناء علي مبادرتكم النقية كي تمتد إلي انتشال سوريا من أزمتها عقب أعوام أربع من الاضطرابات والقلاقل مما أثر بالسلب علي الأمة، فتضاءلت الثقة في قدرتها علي الوقوف علي أقدام ثابتة تمكنها من رسم سياسة خارجية ناجزة تستعيد معها وضعها وتأثيرها الإقليمي. ولهذا، ولكي تتمكن الأمة من الخروج من عنق الزجاجة، لابد من تسوية ملفات الخلافات المثارة في المنطقة حتي لا تصبح منفذا تتسلل منه قوي الشر التي تستهدفها ولكي يتسني للأمة بناء نظام عربي جديد يكون لديه القدرة علي اتخاذ قرارات تصب في مصلحة الدول العربية لا سيما وأن الشرق الأوسط مهدد بمخطط محكم لبث الفرقة والشقاق بين دوله كي تسهل السيطرة عليها. ولذلك أناشد جلالتكم سرعة التدخل من أجل تنقية الأجواء العربية مما علق بها من شوائب بحيث يتبدد الفتور والجفاء ويعاد ترتيب البيت من الداخل علي أسس الوحدة والتضامن. ولا شك أن مبادرتكم هي البوصلة التي سيتم بواسطتها إجهاض المخطط الخبيث الذي يستهدف الأمة في مقتل، فمبادرتكم هنا هي أشبه ما تكون بجهاز المناعة الذي يقي الأمة من فيروس التآمر الصهيوأمريكي ومن هجمة ارهاب الجماعات التكفيرية. بحكمتكم يمكنكم قطع الطريق علي مناورات الخارج التي تستهدف تمزيق الأمة العربية، فعبر تحقيق المصالحة الكاملة الشاملة بين الدول العربية يتم وأد كل المؤامرات علي أساس أن المصالحة فريضة شرعية وضرورة دينية وهي الطريق الوحيد لتحقيق الهدف عملا بقوله تعالي: 'إنما المؤمنون أخوة فاصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون' الحجرات 9 / 10. اليوم تتطلع الأمة اليكم لوضع حد للخلافات بين الدول العربية عملا بمبدأ أمة عربية واحدة تجمعها وحدة الموقف والمصير الواحد.أناشد جلالتكم السعي لرأب الصدع مع سوريا لكي يرفع عنها غطاء العزلة والعقوبات التي فرضتها عليها الجامعة العربية في نوبة تيه أصابتها وغاب عنها وقتئذ أنها أعطت بذلك مظلة للغرب ليحكم الحصار حول سوريا ويترصدها أكثر وأكثر عبر مؤامرة دنيئة في محاولة لإسقاطها لا سيما بعد أن ظهرت داعش والنصرة وغيرها من جماعات التطرف والارهاب وركبوا موجة المعارضة واستغلوا ثورات الجحيم العربي لمحاربة سوريا شعبا وجيشا وقيادة بدعم وتآمر خارجي قادته الولاياتالمتحدة ولعبت فيه تركيا دور رأس الحربة لاستئصال الدولة السورية. وتظل المرحلة الحالية في أمس الحاجة إلي جهدكم وحكمتكم لبث روح جديدة من التضامن بين أشقاء الوطن العربي في وقت يعاني فيه الفضاء العربي من تشوهات في ظل استهداف الارهاب لدوله وفي ظل التحديات التي تواجهه من الخارج. وفقكم الله وسدد خطاكم. وللحديث بقية....