في السابع من الشهر الجاري طالعتنا إسرائيل بعدوان غاشم علي سوريا استهدفت عبره منطقتين أمنيتين في ريف دمشق، إحداهما قرب مطار دمشق والثانية في بلدة الديماس قرب الحدود مع لبنان. ورغم أن العدوان يشكل خرقا صارخا لقواعد القانون الدولي إلا أن المجتمع الدولي لم يحرك ساكنا ولم يدن العدوان الآثم وتستر علي ما قامت به إسرائيل وأسقط من اعتباره الاجراءات المنصوص عليها في ميثاق الأممالمتحدة لردع هذا الكيان الصهيوني المجرم. لقد أكد هذا العدوان العلاقة القائمة بين الصهيونية والفكر التكفيري الارهابي. وبدا وكأن إسرائيل أرادت مد يدها للارهابيين العاملين علي الأرض السورية ودعمهم من خلال عدوانها علي سوريا. وهو ما يظهر بجلاء الارتباط الوثيق بين التنظيمات الارهابية كداعش والنصرة والقاعدة والاخوان وبين مخططات إسرائيل العدوانية المدعومة من الغرب ومن دول إقليمية كقطر وتركيا. هذا بالاضافة إلي أن إسرائيل لابد وأن تكون قد حصلت علي الضوء الأخضر من أمريكا لتنفيذ هذا العدوان، فلقد اعتادت الدولة الكبري توفير مظلة الأمان للكيان الصهيوني لارتكاب جرائمه ضد دول المنطقة. ولا شك أنه كان يتعين علي الدول العربية الوقوف مع سوريا ودعمها وإدانة الارهاب بعد أن ظهرت حقيقة المشروع الصهيو أمريكي في المنطقة الرامي إلي تفتيت دولها وتجزئتها عبر تسليط قوي الارهاب ضدها. ولكن وللأسف التزمت الدول العربية الصمت حيال العدوان الصهيوني السافر علي سوريا العروبة التي تجابه علي مدي السنوات الأربع الماضية آفة سرطانية متوحشة ممثلة في التنظيمات الارهابية التكفيرية كجبهة النصرة والاخوان وغيرهما من الخونة المرتزقة الذين يضطلعون بتنفيذ مخطط خارجي ضد دول المنطقة يعتمد علي نشر الفوضي الهدامة من خلال القتل والترويع وصولا لإسقاط دول المنطقة وهدم مؤسساتها وإضعاف جيوشها ليتيح بذلك للأجنبي شرعية التدخل والسيطرة علي أعنة الأمور فيها. وجاء العدوان الإسرائيلي ليكشف المستور حول العلاقة الوثيقة بين الصهيونية والفكر التكفيري الذي تجسده اليوم عصابات داعش والقاعدة. ولكن وللأسف بتنا اليوم نمر بحقبة عجيبة غريبة تشهد انهيارا لمؤسسة العمل العربي المشترك بعد أن التحفت بداء الصمت وهو داء عضال مخيف لكونه يعكس حالة الرضا بما يحدث من أزمات لدولة عربية شقيقة. لقد عمدت إسرائيل بعدوانها علي سوريا إلي حرف بوصلة السعي للقضاء علي الارهاب عن مسارها لتتولي دعمه ورعايته بهدف تكريس خريطة جديدة للمنطقة يكون الكيان الصهيوني هو بؤرتها المحركة. خاب الأمل المعقود علي الدول العربية في أن تسارع بمد اليد لسوريا كي تسهم معها في القضاء علي هذه المؤامرة الكونية التي سلطت عليها، ولكي تساعدها في اجتثاث هذا الفكر التكفيري الظلامي الذي استهدفها والذي ستمتد آثاره وتداعياته الوخيمة إلي كل الدول العربية، فلن يكون هناك أحد بمنأي عنها. ورغم ذلك نقول ما ضاع حق وراءه مطالب، فمازالت الفرصة قائمة في أن تسهم الدول العربية في وضع قواعد ناجزة نحو تحرك عربي واحد تتوحد من خلاله كل القوي كي يتم وضع نهاية لحالة التشرذم العربي التي انعكست بالسلب علي المنطقة بأسرها وصبت بالإيجاب في مصلحة المشروع الصهيوأمريكي.