أدي أكثر من ستين ألف فلسطيني من القدسالمحتلة والداخل الفلسطيني، اليوم، صلاة الجمعة برحاب المسجد الأقصي المبارك، وسط انتشارٍ واسع لقوات الاحتلال في البلدة القديمة بالقدسالمحتلة. وقال مراسلنا ان المصلين تدفقوا علي المسجد الأقصي منذ ساعات صباح اليوم، وانتشروا في مرافقه ومصلياته وساحاته، في حين احتجزت شرطة الاحتلال الخاصة بطاقات العشرات من الشبان علي البوابات الرئيسية للمسجد الي حين خروج أصحابها منه. من جانبه، لفت الشيخ عكرمة صبري رئيس الهيئة الاسلامية العليا في القدس، بخطبة الجمعة، إلي رسالة غريبة وعجيبة أصدرتها وزارة الخارجية الصهيونية التي تتضمن أن المسجد الأمامي 'أي القبلي' هو الأقصي وهو خاص بالمسلمين فقط، وما سوي ذلك فهو يقع ضمن ما يطلقون عليه زورا وبهتانا 'جبل البيت' هكذا وبكل تحد واستفزاز وتزوير, موضحا أنه قد تم تعميم هذه الرسالة علي السفارات والممثليات الدبلوماسية الأجنبية، وقال 'إن هذه الرسالة زوّرت الواقع وتنكرت لما هو قطعي وعقدي للمسلمين'، مؤكداً استنكار المسلمين لهذه الرسالة. وأكد الشيخ صبري مجددا أن المسجد الأقصي المبارك هو ما دار عليه السور ويشمل مائة وأربعة وأربعين دونما ومائة متر مربع أيضا بما في ذلك المسجد القبلي ومسجد الصخرة المشرفة والمصلي المراوني والأقصي القديم واللواويين والأروقة والممرات والمساطب والآبار والبوابات والأسوار الخارجية بما في ذلك حائط البراق ويشمل باطن الأرض وسماء الأقصي. وقال إن الأقصي مرتبط بقرار إلهي رباني لا يخضع للتفاوض ولا للتنازل ولا للتنسيق، مشيرا إلي أن اقتحامات الأقصي لن تكسب الاحتلال حقًا فيه. من جهة ثانية، استنكر الشيخ صبري اعتقال المواطنين الذين يعبرون عن آرائهم وأفكارهم علي صفحات الفيسبوك بالإضافة الي سياسة إبعاد المقدسيين. وقال: 'إن سلطات الاحتلال استغلت هذه الصفحة لتعتقل وتحاكم من يعبر عن أفكاره وآرائه ومشاعره علي صفحة الفيسبوك'، مضيفًا أنه 'تم فعلاً اعتقال عدد من المواطنين في مدينة القدس بحجة التحريض علي العنف'. واعتبر خطيب الأقصي هذه الخطوة بالظلم الفاضح في أن يحاسب الإنسان علي فكرة أو رأيه في حين أن أحزاب وجماعات يهودية تكتب علي صفحات الفيسبوك ما يحلو لها دون أية محاسبة، لافتاً إلي أن من اليهود من يكتب عبارة اقتلوا العرب ومع ذلك فإن سلطات الاحتلال لم تعتقل أحدا منهم ولكن العنصرية والتعصب في ذلك وفي غيرها واضحة. وتساءل: 'أين حرية القول وأين حرية الفكر يا من تدعون بالديمقراطية؟.. إنها زائفة'. وأضاف قائلاً: لقد سبق لنا أن خاطبنا السفارات والممثليات الدبلوماسية العربية والأجنبية بشأن المسجد الأقصي المبارك لتوضيح التسمية الربانية لهذا المسجد'. مؤكدًا التزام المسلمين بهذه التسمية، وقال: نرفض أن يطلق علي الأقصي أي تسمية غريبة دخيلة عليه، وهذا مما دفع الاحتلال مخاطبة السفارات للرد علي رسالتنا. وذكّر الشيخ صبري بشد الرحال إلي الأقصي بشكل مستمر كما ذكّر سكان أحياء القدس لتنفيذ البرنامج الأسبوعي لشد الرحال. وتطرق خطيب الأقصي إلي الحملة الشرسة الحاقدة ضد الإسلام وضد النبي محمد عليه الصلاة والسلام، مؤكدا أن هذه الحملة لن تنقص من قدره وأن الحرب الضروس في هذه الأيام إنما تستهدف الإسلام كدين وإزهاق مئات الآلاف من الأرواح.