أوردت صحيفة 'الصباح' الأسبوعي التونسية المستقلة علي موقعها الإلكتروني أن الرئيس زين العابدين بن علي سيوجه اليوم 'الاثنين' خطابا هاما الي الشعب عبر وسائل الإعلام التونسية. وقالت الصحيفة إن الرئيس بن علي ظل طيلة الأسابيع القليلة الماضية يتابع باهتمام بالغ ما شهدته بعض مناطق الجمهورية من أحداث مجدّدا تأكيده علي تعزيز نسق التنمية الشاملة حيث اتخذ مجلس الوزراء المنعقد يوم 6 من الشهر الجاري بإشرافه سلسلة من القرارات الرئاسية للتنمية الجهوية ودفع التشغيل ودعم الاستثمار والتمويل وإنجاز مشاريع البني التحتية. وفي نفس الوقت، نفت مصادر تونسية أية علاقة بين ما تشهده بعض المناطق التونسية من أحداث عنف والحادثة التي استهدفت قنصلية تونس في مدينة بانتين "ذفَيَ" بفرنسا صباح أمس الأحد، مشيرة إلي أن الحادثة عمل إرهابي جاء نتيجة للشحن الإعلامي والتضخيم الذي تقوم به بعض وسائل الإعلام الأجنبية التي لم تتعاط مع الأحداث في تونس بموضوعية ونزاهة بل أمعنت في التهويل والتضليل. وفي أول تصريح منذ تعيينه وزيرا للاتصال، قال سمير العبيدي وزير الاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة التونسية في مقابلة مع قناة "الجزيرة" إن الرسالة وصلت إلي الحكومة التي تعاملت معها بكل شفافية وجدية، وقد رصدت، في خطوة استعجالية، خمسة مليارات دولار لاطلاق مشاريع تنموية؛ ووعدت بإطلاق حملة لتوظيف نحو 50 ألفا من خريجي الجامعات خلال الأشهر القليلة المقبلة. وأكّد أن الحكومة فتحت قنوات حوار مباشر مع الشباب، وهم معنيون بدرجة أولي وتونس تقرّ بحقهم في المطالبة بالوظائف. ورفض العبيدي الرأي القائل بأن حكومته فشلت في معالجة هذه الأزمة، وقال إن المطالب التي برزت خلال هذه التحركات هي مطالب شرعية، والحكومة تتعامل معها بكل جدية. وأضاف أن ما تشهده البلاد هو "حراك اجتماعي يدل علي أن المجتمع التونسي هو مجتمع حي"، ولكنه اتهم في المقابل أقلية باستغلال هذه الأحداث لإرتكاب أعمال تخريب وعنف شملت المؤسسات والمرافق العامة والخاصة. وأشار في هذا السياق إلي أهمية التفريق بين التظاهر السلمي للتعبير عن المشاغل الإجتماعية، وبين أعمال العنف والتخريب التي وصفها ب"الخط الأحمر" الذي لا يسمح بتجاوزه ليس في تونس فقط وإنما في كافة دول العالم. وأفرجت السلطات التونسية عن مغني الراب التونسي حمادة بن عمر الذي أطلق أغان علي الإنترنت تنتقد أسلوب الحكومة في التعامل مع احتجاجات شبان علي تفاقم البطالة. وأطلق حمادة "22 عاما" اغنية بعنوان "رايس البلاد" انتقد فيها بشدة تعامل الحكومة مع أحداث سيدي بوزيد وأشار فيها إلي مشاكل يعانيها الشبان في تونس أبرزها البطالة. ونقلت صحيفة 'العرب الدولية' علي موقعها الإلكتروني اليوم عن مصدر رسمي تونسي تشديده علي أن حرية الرأي والتعبير في تونس مضمونة وحقّ يكفله الدستور والقانون في إطار التظاهر والاحتجاج السلمي، وقد شهدت بعض جهات البلاد أحداث احتجاج سلمي وتمت في ظروف عادية؛ أما ما هو مرفوض وغير مقبول، قانونيا وإنسانيا، فهي أعمال العنف والشغب التي يمارسها بعض الأفراد واستهدافهم للمؤسسات العمومية ومهاجمة البنايات الحكومية باستعمال الزجاجات الحارقة "كوكتيل مولوتوف" والرشق بالحجارة والعصيّ.. فممارسة العنف وما ينجرّ عنه من أضرار بالمصلحة الوطنية لا تندرج في إطار حرية التعبير بقدر ما هي أعمال تخريب وشغب مرفوضة من مختلف مكونات المجتمع التونسي أحزابا سياسية ومنظمات وجمعيات ومواطنين عاديين. وتعقيبا علي انتقادات وسائل إعلام أجنبية للأمن التونسي، أوضح المصدر أن تدخّل أعوان الأمن جاء، وفق القانون، وفي إطار قيامهم بوظيفتهم ومسؤوليتهم في حماية أمن المواطنين والممتلكات العامة، مؤكّدا أن تدخّل رجال الشرطة جاء دفاعا شرعيا عن النفس وبعد تحذيرات متكررة لتفادي اللجوء للتصدي والردّ، بعد أن أفرط بعض الأفراد في استعمال العنف. وفي هذا السياق، صرّح مصدر بوزارة الداخلية والتنمية المحلية بأن أحداث عنف وشغب جدّت مساء السبت 8 يناير وتواصلت يوم الأحد في كلّ من تالةوالقصرين أسفرت عن مقتل 14 شخصا. ففي مدينة تالة من معتمدية القصرين هاجمت مجموعة من الأفراد محطة وقود ومقر الإدارة الجهوية للتجهيز والإسكان والتهيئة الترابية ومركز الشرطة باستخدام الزجاجات الحارقة والرشق بالحجارة والعصي. وأضاف المصدر أن مجموعة الأفراد توجهوا إلي مقر المعتمدية فقام أعوان الأمن بصدهم في مرحلة أولي بعديد التحذيرات بإطلاق النار في الهواء إلا أن هذه المجموعة واصلت هجومها بالقوة فاضطر أعوان الأمن إلي استعمال السلاح للدفاع الشرعي عن النفس مما أسفر عن مقتل اثنين من المهاجمين وإصابة 8 منهم بجروح.. كما أصيب عديد أعوان الأمن بحروق وجروح منهم ثلاثة في حالة خطيرة. وتواصلت أحداث الشغب أمس الأحد بمدينة القصرين تعرض خلالها العديد من المقرات الإدارية إلي أعمال حرق ونهب وتخريب، منها الإدارة الجهوية للتكوين وإدارة تابعة للمندوبية الجهوية للفلاحة ومستودع الحجز البلدي والإدارة الجهوية للتجارة ومركز حوادث المرور إضافة إلي ثلاثة فروع مؤسسات بنكية ومحطة وقود وممتلكات مواطنين. كما تعرض مركز الشرطة بحي النور إلي مداهمة من قبل هذه المجموعات التي قامت في مرحلة أولي بإحراق سيارة أمنية قبل أن تتولي مهاجمة أعوان الأمن باستعمال الزجاجات الحارقة والحجارة. وأضاف المصدر أنه تم تحذير المجموعات المذكورة من مغبة اقتحام المركز بإطلاق النار في الهواء لكنها واصلت هجومها مما اضطر أعوان الأمن إلي استعمال السلاح لصدهم والدفاع عن أنفسهم مما أدي إلي مقتل ثلاثة أفراد من المجموعات المهاجمة وجرح ستة منها وإصابة عدد من الأعوان بجروح وحروق منهم اثنان في حالة حرجة. وأفاد المصدر بأن ثلاثة أفراد آخرين توفوا في مدينة تالة بما جعل عدد القتلي في تالة يبلغ خمسة أفراد من المجموعات المهاجمة وثلاثة جرحي.وتعليقا علي دخول قوات من الجيش لمدينة القصرين أوضح الوزير سمير العبيدي أن "الجيش لن يعتدي علي أحد.. الجيش هناك لحماية المباني الحكومية التي تفتخر بها تونس".