حوّلت سلطات الاحتلال الصهيونية وسط ومركز مدينة القدسالمحتلة، وبلدتها القديمة، الي ثكنة عسكرية، وتغيب عنها كل مظاهر الحياة الطبيعية وتطغي عليها المشاهد العسكرية والشرطية. وقال مراسلنا في المدينة بأن الاحتلال فرض حصاراً عسكرياً مشدداً علي المسجد الاقصي، ونصب متاريس حديدية وحواجز عسكرية وشرطية للتدقيق ببطاقات المصلين لمنع من تقل أعمارهم- من مواطني القدس والداخل- عن ال 35 عاما من الدخول الي الاقصي والمشاركة بأداء صلاة الجمعة برحابه الطاهرة. وشملت اجراءات الاحتلال نشر عدة آلاف من عناصر وحداته الخاصة وحرس حدوده، في الشوارع ومحاور الطرقات المؤدية الي البلدة القديمة والمسجد الاقصي، ونصب الحواجز العسكرية والمتاريس الحديدة قرب بوابات البلدة القديمة، وإغلاق محيط البلدة، وتسيير دوريات راجلة ومحمولة وخيّالة في الشوارع الرئيسية لا سيما المحاذية لسور القدس التاريخي الممتدة من أبوابا القدس القديمة: باب العمود مروراً بشارع السلطان سليمان وباب الساهرة ووصولاً الي منطقة باب الأسباط، في حين يستعد آلاف الشبان لأداء صلاة الجمعة في الشوارع والطرقات، وهو اجراء اتبعته قوات الاحتلال في أيام الجٌمع الماضية، بحجة الخشية من تنظيم مسيرات وتظاهرات تخرج من قلب الاقصي عقب صلاة الجمعة. ولفت مراسلنا الي التواجد العسكري الكبير علي مداخل الأحياء والبلدات المقدسية وإخضاع الداخلين والخارجين منها للتفتيش الدقيق بحثاً عن شبان وفتيان تدعي بأنهم مطلوبين لأجهزتها الأمنية علي خلفية المشاركة في المواجهات ضد قوات الاحتلال. كما تشمل اجراءات الاحتلال اطلاق بالونات مراقبة في سماء المدينة فضلاً عن بالونات مشابهة فوق بلدات: العيسوية وسلوان ومخيم شعفاط. الي ذلك، دعا الحراك الشبابي المقدسي، عبر مواقع التواصل الاجتماعي علي الشبكة العنكبوتية، المواطنين الي تحدّي اجراءات الاحتلال وشدّ الرحال الي المسجد الأقصي، والصلاة في أقرب نقطة يتم توقيفهم فيها من الاحتلال، كما دعا الي تنظيم مسيرات ضخمة في كافة أنحاء المدينة نُصرة للمسجد الأقصي وضد ممارسات وسياسات الاحتلال في المدينة.