أكد الأستاذ الدكتور شريف كامل شاهين، أستاذ ورئيس قسم المكتبات والوثائق والمعلومات بجامعة القاهرة، ومدير المكتبة المركزية، أن الجامعات المصرية بها أنتهاكات كبيرة لحقوق الملكية الفكرية ومن أمثلتها قيام أحد الباحثين باقتباس أجزاء من رسالات علمية انجزها آخرين ونسبها لأنفسهم دون استئذان او ذكر أصحابها الأصليين. وأشار 'كامل شاهين' إلي أن تطبيق القانون في مثل هذه الحالات سيترتب عليه خسارة كبيرة داخل الجامعات لأنه سيتسبب في دخول كثيرين من الباحثين إلي السجن، جاء ذلك في كلمته خلال ندوة ' المستجدات في مجال الملكية الفكرية ' التي عقدها قطاع خدمة المجتمع وتنمية البيئة بكلية الألسن. وأضاف أن الملكية الفكرية تعطي للمبدع عدة حقوق، منها الحق في استخدام المنتج تحقيق دخل منه وبث ونشر المنتج للآخرين، مشيرًا إلي أن حق المؤلف هو مصطلح قانوني يصف الحقوق الممنوحة للمبدعين في مصنفاتهم الأدبية والفنية وهذا الحق يشمل المصنفات الأدبية كالروايات والمسرحيات وتصميم الرقصات والمنحوتات والرسوم، والي جانب حقوق المؤلف يمنح القانون لورثته بعض الحقوق وهي حق الترجمة إلي لغة اخري أو نشر العمل أو تحويله لعمل درامي أو سينمائي، وتمتد تلك الحقوق إلي 50 عاما بعد وفاة المبدع. وأوضح رئيس قسم المكتبات والوثائق والمعلومات بجامعة القاهرة، أن بعض المصطلحات المتعلقة بالملكية الفكرية ومن بينها الحقوق المجاورة لحق المؤلف، والتي تتضمن حقوق فناني الأداء مثل الممثلين والموسيقين، حقوق منتجي التسجيلات الصوتية وهيئات الاذاعة أو البث. وشدد علي أن أتهام التكنولوجيا وتحديدًا الأنترنت بفتح الباب لأنتهاك حقوق الملكية الفكرية هو أتهام باطل لان الكتب التي تطبع بطرق غير مشروعة كثيرة ونجدها في كل مكان. وأشار أن الملكية الفكرية في المؤسسات تمثل رأس مال، لأن كل مؤسسة بها قدرات أبداعية هائلة متمثلة في رأس المال الفكري، وينبغي علي المؤسسات أن تسعي إلي توثيق أبداعات المنتمين إليها مما يفتح الباب أمام مزيدًا من الأبداعات وهذا علي عكس ما يحدث في بعض جامعاتنا، موضحًا أن هناك بعض الإستثناءات في قانون حقوق الملكية الفكرية للمؤسسات التعليمية، وذلك لأغراض دراسية وتربوية وتسري تلك الاستثناءات في المكتبات بحيث يتم إتاحة الكتب داخل أروقة المكتبات فقط، وتعد مخالفة للقانون إذا ماتم توزيع تلك الكتب خارجها، كما يتم منح ذوي الإحتياجات الخاصة كالمكفوفين استثناءات تتعلق بتحويل الكتب إلي طريقة 'برايل' أو استخدامها ببرامج القارئ الالكتروني. ومن جانبه أكدت الأستاذة الدكتورة ليلي جلال رزق وكيلة كلية الألسن بجامعة عين شمس لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، أن الكلية تعمل باستمرار علي دعم ونشر مفهوم الملكية الفكرية بين الطلاب وأعضاء هيئة التدريس وذلك لما تتمتع به من عراقة وتاريخ طويل في المجالات الثقافية والابداعية، حيث أن الألسن بحلول العام القادم سيكون مر علي انشائها 180 عام. وأضافت الدكتورة علا عادل الأستاذ المساعد بقسم اللغة الألمانية ومدير وحدة رفاعة بالكلية، أن ادارة الكلية مصرة علي تطبيق قانون الملكية الفكرية ولا سيما في مجال المناهج الأكاديمية من خلال منع تصوير وتسجيل المحاضرات والنسخ غير القانوني للكتب والقواميس. وتحدث الاستاذ شريف بكر مدير دار العربي للنشر والتوزيع، عضو اتحاد الناشرين المصريين عن اعداد بروتوكول تعاون بين كلية الألسن واتحاد الناشرين ينص علي تدريب الطلاب في دور النشر التابعة للاتحاد بهدف اعدادهم وتزويدهم بالخبرة المطلوبة للحياة العملية، مشيرًا إلي أن اتحاد الناشرين المصريين يعمل حاليا علي تغيير وتعديل بعض مواد قانون الملكية الفكرية لتحقيق مزيدا من الحماية لحقوق المبدعين.