حسمت السلطة السياسية اللبنانية خيارها في الحرب ضد الإرهاب، بإعلان رفضها التفاوض مع الجماعات الإرهابية تحت الضغط وإعلان المعركة مفتوحة مع الإرهابيين، علي خلفية إعدام الجندي اللبناني المحتجز لدي جبهة النصرة محمد حمية. واستدعت التطورات الدامية الأخيرة في لبنان، ، استنفاراً سياسياً منذ يوم أمس، بعد سلسلة من الأحداث، كان أبرزها إعدام الجندي اللبناني و التفجير الذي استهدف حاجزاً ل'حزب الله' في 'الخريبة' قضاء بعلبك ليلاً، وكذلك استهداف آلية للجيش بعبوة ناسفة. وقد بات أكيداً أن سلوك أي نوع من التفاوض مع تنظيمي 'داعش' والنصرة'، لن يؤدي إلي أي التزامات تحفظ حياة العسكريين أو تعيدهم سالمين إلي ذويهم، فيما باتت هيبة الدولة ومؤسساتها الأمنية والعسكرية والسياسية علي المحك في ظل الضغوط التي تتعرض لها بفعل غياب التضامن الحقيقي بين المكونات السياسية للبلاد حول هذه القضية أو حول دور المؤسسة العسكرية وصلاحياتها في مواجهة الهجمة الإرهابية التي تتعرض لها. وقد تجلي ذلك في موقف حاسم لرئيس الحكومة تمام سلام بعد لقائه رئيس المجلس نبيه بري في عين التينة أمس، حيث دعا إلي 'تعاضد الجميع سياسياً وحكومياً وعسكرياً وإعلامياً، والوقوف صفاً واحداً'، مشيراً إلي أن 'الحكومة تصدت لمؤامرة الإرهاب منذ اليوم الأول، ولن نضعف'. و أكّدت قيادة الجيش في بيان أن 'الجيش سيستمر في إجراءاته الميدانية المشددة لحماية المواطنين، وهو متمسك بحقه في استخدام الوسائل المتوافرة لديه، ولن يتهاون مع الجماعات الإرهابية أينما وجدت، ومهما بلغت التضحيات'. وتابع البيان أن 'القوي المنتشرة في عرسال نفذت خلال الليل، رمايات بالأسلحة الثقيلة ضدّ مراكز الجماعات الإرهابية في جرود المنطقة، حققت خلالها إصابات مباشرة، أدت إلي سقوط عدد كبير من القتلي والجرحي في صفوف الإرهابيين'. وذكرت تقارير صحفية أن الرد الذي قابلت فيه 'جبهة النصرة' علي توقيف المجموعة المتهمة بذبح الجندي عباس مدلج، أسقط الوساطة القطرية التي كان يعول عليها لبنان والتي بينت الوقائع الأمنية أنها تعثرت قبل أن تبدأ. وحذرت مراجع سياسية رفيعة من خطورة ما آلت إليه الأمور مشيرة إلي أن لبنان لم يعد يملك خياراً إلا المواجهة. وينتظر أن يحمل رئيس الحكومة هم الإرهاب الذي يضرب لبنان، معه إلي نيويورك التي يتوجه إليها غداً 'الاثنين' حيث يلقي كلمة لبنان أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة ويشارك في اجتماع المجموعة الدولية لدعم لبنان. وسيتناول سلام هذا الملف انطلاقاً من المخاطر التي يحملها عبء النزوح السوري إلي لبنان بكل أبعاده الأمنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية. وينتظر أن يكون لسلام مجموعة من اللقاءات الثنائية أبرزها مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والتركي رجب طيب أردوغان والعاهل الأردني الملك عبد الله فضلا ًعن وزراء خارجية الولاياتالمتحدةالأمريكية جون كيري والروسي سيرغي لافروف والسعودي سعود الفيصل