الزعماء لا يرحلون، حتي وإن رحلوا فسوف يظلوا قابعين في سطور التاريخ، وفي قلوب المحبين، والزعيم الذي يضيئ لأتباعه الطريق ويعطيهم قبلة الحياة، لا يظن أحدًا أنه سوف ينتحر يومًا، ولكن هم الزعماء يفعلون دائمًا ما لا نتوقعه, ومن أمثلة الزعماء اللذين انتحروا او قتلوا في ظرو ف غامضة. بيرجوفوي: سنة وشهر وعدة أيام في رئاسة الوزراء خدم بيرجوفوي في عدة مناصب رفيعة في فرنسا، وساهم في تأسيس الحزب الاشتراكي الموحد في فرنسا خدم كأمين عام لرئاسة الجمهورية ووزير للاقتصاد و المالية ووزير للشؤون الإجتماعية ثمَّ رئيس للوزراء عام 1992 والتي كانت نهاية حياته خلالها عام 1993. وجد بيرجوفوي في غيبوبة برصاصتين في الرأس، وكان التشخيص الرسمي أنه انتحر، أكد أصدقاؤه أنه عاني من الاكتئاب بعد إحراز حزبه الاشتراكي 67 مقعدًا في البرلمان فقط من إجمالي 577 مقعدًا. محمود الزعبي: إحتفظ برئاسة الوزراء السورية لثلاث عشرة سنة في عهد حافظ الأسد حتي تم إبعادة عن منصبه من قِبل الرئيس حافظ الأسد، تمَّ بعد ذلك طرده من حزب البعث ووضعه تحت الإقامة الجبرية، حسب تقارير كان سبب إزاحته أنه كانَ ضد تنصيب بشار الأسد خلفًا لوالده. في مايو 2000 كانَ الزعبي تحت الإقامة الجبرية حسب الرواية الرسمية قام بالإنتحار بطلقة نارية حتي لا يواجه المحاكمة. جوزيف جوبلز: اكذب حتي يصدقكَ الناس رفيق هتلر حتي النهاية حتي في إنتحاره، يعتبر 'جوزيف جوبلز' أحد أهم أعمدة 'الإعلام' في العصر الحديث، بل إنه ورغم عدم الاعتراف الغربي بالنازية يعتبر جوبلز وحده مؤسسًا لإحدي نظريات الإعلام. قاد الدعاية السياسية لهتلر واستطاع من خلالها أن يوهم الألمان أن هتلر هو المخلص لهم ولألمانيا، إضافةً إلي تبرير النازية للشعب الألماني. بعد انتحار هتلر قامَ جوبلز بالانتحار، وقد أقدم علي وضع السمّ لأولاده الستة قبل انتحاره، ثم انتحر هو وزوجته كي لا يقع أسيرًا في يد السوفييت. توفيق أبو الهدي: 12 رئاسة وزراء خدم توفيق 'أبو الهدي' في رئاسة وزراء الأردن 12 مرة في عهد ثلاثة ملوك، تنقل أبو الهدي في العديد من المناصب وأشتغل عضوًا في المجلس التنفيذي ثم سكرتيرًا عامًا في الحكومة، عٌثر علي توفيق باشا مشنوقًا في حمام منزله في عمان 1956 وكان التشخيص الرسمي: حالة إنتحار. روه مو هيون: الرجل الناجح رئيس كوريا الجنوبية في الفترة من 2003 وحتي 2008، بدأ روه مسيرته الناجحة كمحامٍ لحقوق الإنسان، وتدرج في العمل السياسي ثم العمل الإعلامي أيضًا حيث كانَ معدًّا لأحد برامج الراديو، حتي وصل لرئاسة الجمهورية عام 2003. بعد انتهاء فترة رئاسته بعدة أشهر انتحر روه بالقفز من ارتفاع 45 مترًا من منزله الريفي في قريته، نقل إلي المستشفي في جروح خطيرة، لكن الأطباء لم يستطيعوا عمل شيء حيث توفي بعد نقله بساعة، وترك روه وصية طلب فيها أن يتم حرق جسده. كارلوس روبيرتو: قائد الإصلاحات في الهندوراس في خطابه الرئاسي الأول أعلن كارلوس روبيرتو عن ثورة أخلاقية ستشهدها الهندوراس علي يديه: أتعهد بكلمة شرف أمام الله، وأمام الشعب قبل التاريخ أننا سوف نري ثورة أخلاقية حتي نهايتها. حسب مراقبين فإن الهندوراس شهدت هذه الثورة الاخلاقية بالفعل، فبنهاية السنة الأولي من رئاسته تم نقل السلطات كاملة من العسكريين إلي السلطات المدنية، وألغي الخدمة العسكرية في البلاد. أنهي كارلوس رئاسته عام 1998 لكنه انتحر بطلقٍ ناري عام 2003، حسب تقارير كان انتحاره بسبب مرض لم يعد يطيقه. ديبندار بيكرام: الزواج كان أهم من المملكة بسبب أن والده ووالدته عارضا زواجه من فتاة من عشيرة أخري بسبب أنها من طبقة أقل من عائلة الملك، حسب تقارير في حالة سكر عنيفة قامَ ديبندار بقتل تسعة من أفراد عائلته بسبب هذا الخلاف، كان من ضمن القتلي والده ووالدته وأخوه وأخته وعمته أيضًا، ثمَّ أطلق النار علي نفسه أيضًا، توفي بعد ثلاثة أيام متأثرًا بجراحه، وتولي عمه ملك نيبال. لازاروس إيتارو: رئيس جمهورية بالاو جيانغ كينغ: زوجة الزعيم لم يتصور 'ماوتسي تونغ'، الزعيم الصيني والقائد العسكري والذي مثل مرحلة هامة من تاريخ الصين الحديث، أن تواجه زوجته السياسية المحنكة حكمًا بالإعدام بعد موته بأربع سنوات فقط. توفي ماو 1976 وفي العام 1980 حكمت محكمة صينية علي جيانغ بالإعدام بسبب اتهامات بنشاطات معادية للشيوعية، خفف الحكم إلي السجن المؤبد، وجدت مشنوقة في دورة مياه السجن عام 1991 وتم دفنها في أحد مقابر العاصمة بكين، وقد لعبت جيانغ دورًا مهمًا فيما سمي 'بالثورة الثقافية' التي راح ضحيتها مئات الآلاف من الصينيين.