شهد مهرجان البندقية السينمائي المقام حاليا في إيطاليا أجواء حزينة اليوم الخميس بعد عرض فيلمين أحدهما عن مذبحة في اندونيسيا خلال الستينات من القرن الماضي والآخر عن الظروف القاسية التي تعيشها ايران بسبب العقوبات الدولية وتأثيرها علي عامة الناس. لكن البسمة كان لها مكان في البندقية اليوم بعرض فيلم كوميدي فرنسي عن واقعة سرقة نعش الممثل تشارلي شابلن بعد فترة وجيزة من وفاته في عام 1977 ضمن 20 فيلما تتنافس علي الفوز بالجائزة الكبري المقرر الاعلان عنها الاسبوع المقبل. وقال يوجيني نجل تشارلي شابلن في مؤتمر صحفي إنه تردد في باديء الأمر في التعاون مع المخرج خافيير بيفو في فيلمه 'برنس اوف جلوري' 'لانني لم أر ما يدعو للضحك في سرقة نعش. لكن بعد مشاهدة افلام بيفو قلت لم لا.' وعرض المهرجان فيلم 'ذا لوك اوف سيلنس ' للمخرج الامريكي جوشوا اوبنهايمر خارج المسابقة الرسمية وهو ثاني عمل وثائقي له ويدور حول فرق اعدام جابت اندونيسيا في اعقاب انقلاب فاشل قاده شيوعيون وقتلت ما يصل الي مليون شخص. وهذا الفيلم هو العمل الوثائقي الثاني لأوبنهايمر عن نفس القضية بعد 'ذا اكت اوف كيلينج' عام 2012 الذي رشح لجائزة اوسكار افضل فيلم وثائقي. وردا علي سؤال في مؤتمر صحفي اليوم عن سبب اخفاء اسماء العاملين في الفيلم قال اوبنهايمر إنهم قد يتعرضوا للخطر في حالة الكشف عن هوياتهم. وقال اوبنهايمر 'توجد خطورة سياسية كبيرة علي اي شخص اشترك مع الطاقم في اندونيسيا اذا كشفت هويته للسلطات الاندونيسية خاصة للجيش والمجموعة شبه العسكرية التي لعبت دورا بارزا في فيلمي الأول.' وقالت المخرجة الايرانية رخشان بني اعتماد إنها لم تضطر للعمل بدون ترخيص داخل ايران حيث صورت فيلمها 'جهيسيها' أو 'قصص' الذي يعكس طبيعة الحياة في البلاد. وقالت عقب العرض الأول للفيلم 'الشيء المهم هو أن القصة والمشروع بحاجة للقبول داخل البلد.ينبغي ان يعكس حياة الناس.' ويعرض الفيلم صورا من حياة الإيرانيين الذين لا يجدون سوي القليل من المال الذي يساعدهم علي البقاء علي قيد الحياة بينما تسهم البيروقراطية والبطالة وادمان المخدرات في ازدياد محنتهم. وقالت المخرجة إن الفيلم يهدف في جزء منه لإظهار التأثير المدمر علي الحياة اليومية للعقوبات الدولية المفروضة علي ايران بشأن برنامجها النووي.