ثلاثة أعوام منذ الإطاحة بالقذافي ولازال الاقتتال لا ينتهي في ليبيا حوالي 1500 ميليشيا مسلحة تتقاتل داخل ليبيا وفق أجندات متضاربة بمساعدة مخابرات قوي إقليمية كحرب نفوذ، فكل أطراف الصراع الدائر الآن هم أعداء ليبيا لتحقيق أهداف أسيادهم الاستعمارية. الأمر الذي أدي هذه الأيام إلي القلق والحذر فتم إغلاق سفارات دول عديدة أهمها الدول التي ساهمت بالإطاحة بالقذافي مثل سفارات واشنطن وتركيا 'دولة النيتو المتعاونة مع الغرب دائماً' وإعلان رعايا دول كثيرة عدم السفر إلي ليبيا. فلننظر إلي ليبيا الآن بعد ثلاث سنوات من ثورة 17 فبراير أصبحت ليبيا دولة بدون مؤسسات.. سأنقل إليكم جزءا من المشهد. مطار طرابلس تم تدميره والطائرات المدنية تم تدمير 90% منها ومستمرون في تدمير كل مطارات ليبيا والمرافق الحيوية. غلاء الأسعار غير العادي في كل شيء خاصة البنزين والغاز حيث تهريب الوقود تحت حماية الميليشيات. حرب شديدة في طرابلس تمسح في الأخضر واليابس. بين الميليشيات الناتوية التابعة للغرب ومن ورائهم اليهود. قبل القذافي كانت مالطا هي من يسير حركة الملاحة الجوية فوق سماء ليبيا جاء القذافي وحررها وأنشأ مطار طرابلس واعتمد في مصلحة الطيران العالمية بكندا واليوم أبرمت اتفاقية بين العملاء ومالطا لكي تسير الملاحة الجوية لتسليم ليبيا للاستعمار تدريجياً. النظام السابق ترك 350 مليار دولار في البنوك الغربية باسم الدولة الليبية سرقت بالكامل خلال ثلاث سنوات. الحكومات الثلاث بعد 2011 صرفت 150 مليار دولار وبدون ان تبني طوبة واحدة جديدة في ليبيا. اغتيال اكثر من 750 ظابط أمن وعسكري والحكومة لم تحقق في أي حالة منها. رئيس برلمان يضبط في حاله مخلة بالشرف. الطائرات القطرية تهبط في مطار معيتيقة محملة بالسلاح والمتفجرات. القاعدة تتحكم في مفاصل الدولة. رئيس لجنه الدفاع بالمؤتمر الوطني شقيق ابو يحيي الليبي نائب الظواهري في القاعدة. اكثر من مليون ونصف ليبي مهجرون في تونس. ومليون ونصف مهجرون في مصر. وما يزيد عن 500 الف بين الدول الاخري. فهذه الديمقراطية التي خدعتم بها ارجعتكم حتي الآن أربعين سنة للخلف. والآن أقول لكل ليبي.. هل فهمتم أخيراً ما يحاك لبلادكم لإسقاطها بعد ان سمحتم للنيتو بقتل قائدكم ودمار بلادكم وسلمتم ليبيا والنفط الذي يعد المصدر الأساسي للمعيشة في ليبيا؟ هل فهمتم حجم المؤامرة والسيناريو الذي طبق عليكم بأن يحدث مهاجمة لمواقع شرطة وجيش بلادكم والاستيلاء علي ذخيرة الجيش الليبي فيكون رد الفعل المقاومة وتبادل إطلاق النار يؤدي إلي الاقتتال ثم إلي حرب أهلية في ظل وجود ميليشيات مسلحة وانتشار المخدرات والسلاح بكميات كبيرة من أجل النفوذ والنهب والتقسيم وتمزق الوحدة الوطنية الليبية، مع قنوات الإعلام الموجه لهذا الغرض للتهويل وتأجيج الفتن فقد أدعت الجزيرة أكاذيب الاغتصاب عن القذافي وانه يقصف الآمنين وأن الجيش الليبي يستخدم المرتزقة لقتل الليبيين كما لايزال شيوخ الفتنة حتي الآن يوقظون الفتن بين الليبيين فضلا عن خروج المجرمين ومسجلين الخطر من السجون وتسليحهم.. وحينما بدأ يسيطر القذافي علي الأوضاع بمساعدة الليبيين الوطنيين والجيش الليبي للقضاء علي هذه الفتنة وتلك العصابات وإنقاذ ليبيا من الدمار.. حتي جاءت طائرات وأساطيل النيتو وأميركا ومن ورائهم الصهاينة لقتل قائدكم ودمار بلادكم وانتشار الفوضي والاقتتال بحجة مساعدة الثوار وبخدعة الديمقراطية والحرية، فماذا بعد انهيار الدولة والقانون إلا فوضي خلاقة وحرب أهلية وحركات انفصالية ومسلسل دم لم ينته حتي الآن وهذا لا يخدم إلا أعداء وطنكم. لا أدافع عن القذافي الذي مات شهيداً وهو يدافع عن بلاده ضد عشرات الدول من الخارج ومئات الميليشيات بالداخل، ولكن لنر الجماهيرية الليبية قبله وبعده ونحكم علي فترة حكمه ووطنيته هذا الثائر الفاتح الذي قيل عنه انه مجنون وقتله الثوار بمساعدة أعداء ليبيا للأسف.. وذكرت في مقال سابق عن ليبيا أنه دفع 50 مليون دولار لساركوزي وقت انتخاباته لم يكن يعلم أن ساركوزي سيأخذ هذه الأموال بعد نجاحه لضرب وسحق كتائب القذافي بطائرات فرنسية في ليبيا مع حلفائه من الناتو ومع أميركا، كما ذكرت أن أهمية ليبيا بالنسبة للعدو تكمن في النفط وفي أنها مدخل مصر الغربي وحذرنا في بداية 2011 من أن كل ذلك سيحدث بليبيا ولكن لن يصدق أحد. ومن وقتها واشتدت المواجهات والاقتتال والخراب حتي ظهر جيش حفتر ولكن اتضح انه أيضاً فخ امريكي حتي يعود الضباط الليبيون إليه ثم يتم استهدافهم. لن يحرر ليبيا إلا الشرفاء من أبنائها وأري أن تحرير ليبيا يبدأ من القبائل العربية والتفاف الليبيين علي مجلس القبائل الليبية وقطع الطريق امام الغرب وخاصة أمريكا ويعقد مؤتمر للقبائل الليبية يقر بعودة الدولة والقوات المسلحة للالتحاق بمعسكراتهم وتطهير الحدود وعودة الأجهزة الأمنية لحماية المواطنين ومحاكمات عسكرية لكل من شارك في هدم ليبيا وتكليف حكومة أزمة تسير الدولة الي حين انتخابات مباشرة للرئيس والحكومة والبرلمان.. فاستعينوا بالله وثقوا به حتي تعود ليبيا كما كانت وأفضل بإذن الله. مذيعة بالتليفزيون المصري وعضو نقابة الصحفيين