فقدت الأوساط الثقافية مؤخراً واحدة من أشهر الكتاب الأفارقة هي نادين جورديمر، والتي كانت كتاباتها ذات طابع حقوقي إنساني مناهض للعنصرية. ولدت جورديمر في 20 نوفمبر 1923، في إقليم جوتنج بالقرب من العاصمة جوهانسبرج، وذلك بالقرب من مناجم الذهب، من أم إنجليزية كاثوليكة، وأب ينحدر من أصل يهودي من ليتوانيا، والذي عاني من الاضطهاد في عصر القياصرة الروس، لذلك أطلق عليها 'الأفريقية البيضاء'. كتبت أول قصة لها في سن التاسعة، وكانت متأثرة بما قامت به الشرطة، بجنوب أفريقيا من عملية مداهمة لمنزل خادمتها السوداء، ونشرت في في سن الخامسة عشرة من عمرها. ظهرت مجموعتها الأولي 'صوت الحية الخافت' عام 1952م، وفي العام التالي نشرت رواية 'الأيام الكاذبة'، والتي بدأت بها طريق الاحتراف، حيث عمدت لأبراز العنصرية المقيتة. كانت جورديمر أول من طلب مقابلتها الزعيم نيلسون مانديلا، بعد خروجه من السجن في 1990. كتبت جورديمر خمسة عشرة رواية، كانت تعترض فيها علي التمييز العنصري الذي كان مستشري في البلاد، ولكن بعد انتهاء التفرقة العنصرية، بدأت تتناول مشاكل البيئة من خلال 'مصير نهر اوكافانجو'، وكذلك قصص الحب والصداقة في رواية 'مناسبة للحب' وكانت أعمالها تعكس الواقع التي تعيش فيه بلادها، كما تُرجم لها مؤخرا إلي الفرنسية رواية بعنوان 'حنق الجندي'. وكانت جورديمر متأثرة بأعمال الروائي الفرنسي 'بروست' وكل من الروسي 'تشايكوف –دوستوفسكي'، كما كانت تري أن من واجبها البحث عن الحقيقة للتقرب من العدل. حصلت جورديمر علي جائزة بوكر البريطانية، كما توجت بجائزة نوبل في الأدب في عام1991 م عن مجمل أعمالها المناهضة للتمييز العنصري في بلادها. قالت أسرة جورديمر في بياناً لها، إن نادين توفيت في سلام بمنزلها في جوهانسبرج مساء الأحد، وكان إلي جوارها ابنها هوجو وابنتها أوريان، عن عمر يناهز 90 عاماً. يذكر أن جورديمر اشتهرت بكتاباتها الملحمية الرائعة، وقال البيان 'أن جورديمر كانت تهتم بعمق بجنوب أفريقيا، وبحضارتها، وشعبها، وصراعها المستمر لتحقيق ديمقراطيتها الجديدة. اعتبرها كثيرون أهم كاتبة في جنوب أفريقيا، وأُشيد بها باعتبارها فيلسوفة أخلاقية، أبرزت رواياتها، وقصصها القصيرة، معاناة الحياة، والمشاعر الانسانية في مجتمع، كانت تحكمه أقلية من البيض، وتحت ضغوط نظام الفصل العنصري، الذي انتهي في عام 1994، عندما أصبح نلسون مانديلا أول رئيس أسود لجنوب أفريقيا. استغلت جورديمر قلمها لتحارب التمييز، الذي كان سمة حكم البيض، علي مدي عقود، وقد أكسبها ذلك عداء قطاعات في المؤسسة الحاكمة، التي حظرت بعض رواياتها، مثل 'عالم من الغرباء' 'A World of Strangers' و 'ابنة بيرجر'Burger's Daughter' '. الصادرة عام 79 عقب انتفاضة سويتو. كما كانت جورديمرعضوا في حزب المؤتمر الوطني الحاكم، والذي كان نشاطه محظورا خلال فترة الفصل العنصري.