قالت منظمة العفو الدولية إنها جمعت أدلة تشير إلي عمليات إعدام خارج نطاق القضاء للمعتقلين من قبل القوات الحكومية والميليشيات الشيعية في المدن العراقية مثل تلعفر والموصل وبعقوبة. وأشارت المنظمة في تقرير مطول لها إلي أن المعتقلين الباقين علي قيد الحياة وأقارب من قتلوا أدلوا بروايات تشير إلي أن القوات العراقية نفذت سلسلة من الهجمات الانتقامية ضد المعتقلين المسلمين قبل انسحابها من تلعفر والموصل شمال العراق، واللتان يسيطر عليها ما بات يعرف باسم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام 'داعش'، وفي بعقوبة وسط العراق، لاتزال القوات الحكومية والميليشيات الشيعية تتصدي لمحاولات داعش للسيطرة علي المدينة. وقالت كبيرة مستشاري الأزمات في منظمة العفو الدولية دوناتيلا روفيرا والموجودة حاليا في شمال العراق 'إن التقارير عن الحوادث المتعددة للمعتقلين السنة الذين قتلوا بدم بارد أثناء وجودهم في سجون القوات العراقية، مقلقة للغاية، وتشير إلي وجود نمط مقلق للقتل بالهجمات الانتقامية ضد السنة انتقاما من المكاسب التي حققها تنظيم داعش'. وأضافت روفيرا إنه حتي في خضم الحرب، فإن ثمة قواعد يجب ألا يتم تجاوزها، إن قتل الأسري هو جريمة حرب، لذا فعلي الحكومة العراقية أن تأمر فورا بإجراء تحقيق محايد ومستقل في أعمال القتل، وأن تضمن تقديم المسئولين إلي العدالة. وفي تصريحات لعمدة بعقوبة عبد الله الحيالي لمنظمة العفو الدولية، قال 'إن ابن أخيه ويدعي ياسر العلي أحمد الحيالي '21 عاما' كان ضمن 50 شخصا أعدموا خارج نطاق القضاء في حادث مماثل في مركز شرطة حي الوحدة وسط بعقوبة في ساعة مبكرة من 16 يونيو الجاري'.. مضيفا أن ياسر اعتقل منذ شهر وتعرض للتعذيب، بما في ذلك تعرضه لإزالة أظافره وصعقه بالصدمات الكهربائية خلال وجوده في السجن، ووفقا للتقارير الطبية فإنه قتل برصاصة في الرأس. وتقوم المنظمة في الوقت الحالي بالتحقيق في تقارير تشير إلي أن عددا كبيرا من السجناء المحكوم عليهم قد قتلوا من قبل 'داعش' في سجن بادوش في الموصل، مطالبة 'داعش' والجماعات المسلحة والقوات الحكومية وجميع أطراف الصراع في العراق بإنهاء عمليات القتل والتعذيب للمعتقلين وكذلك الهجمات المتعمدة والعشوائية علي المدنيين، والتي ترقي لجرائم الحرب، ويجب محاكمة المسئولين عنها بموجب القانون الدولي. وأشارت روفيرا إلي أنه ينبغي علي الأطراف المتحاربة في العراق، والتي ترتكب جرائم حرب، أن تدرك أن الإفلات من العقاب الذي يتمتعون به حاليا لن يدوم للأبد، وأنهم ربما يساءلون يوما عن جرائمهم.