عبر أزمنة التاريخ الاسلامي وحتي عصرنا الحالي شهدت تلك الأزمنة وجود الكثير من المنافقين وخوارج الدين وأصحاب المصالح الذين كانوا ينافقون الحكام ويبالغون في مدحهم لتحقيق مآربهم بشكل غير مشروع علي حساب مصالح الشعب، وهؤلاء لم يتمكنوا من الإفساد والنفاق في العهود التي كان يتواجد بها حكام عادلون ومخلصون لأوطانهم، خلال القرن الماضي كانت مصر قوية وخلت بشكل كبير من إجرام هؤلاء وبخاصة في عهدين الرئيسين الراحلين عبد الناصر والسادات اللذين حاربا هؤلاء طويلا وعملا لصالح الشعب علي عكس حقبة الرئيس مبارك التي عمل فيها هؤلاء المفسدون عملهم فانتشر الفساد وأصبحت موارد الدولة وثرواتها ووظائفها في أيديهم وحرم الشعب من كافة حقوقه، وتميز هذا العهد بالنفاق عندما انتشرت فيه الرشوة والمحسوبية وشهادة الزور وتغيير الذمم وتضليل الحقائق وانتشار الجهل والجهلاء في مؤسسات الدولة مما أدي إلي تراجعها وضعفها الأمر الذي أدي لظهور الطبقية في المجتمع من جديد فأدي إلي زيادة الاحتقان والحقد لانعدام العدالة وهو الأمر الذي جعل من الطبقات الكادحة والفقيرة أداة شعبية عريضة تغذي أهل التطرف والإرهاب الذي انتهز الفرصة ليعود بقوة ويستولي علي السلطة ويوظف و باقتدار ثورة الشعب المصري لصالحه. إن العهد الجديد الذي تحياه مصر الآن مع رئيسها الحالي مطمئن إلي حد كبير في قدرة هذا البطل علي تقييم حساباته بالقضاء علي الإرهاب وعناصره من جهة ثم تخلصه من أهل النفاق وأصحاب المصالح من جهة أخري وخاصة أن هؤلاء مازالوا يظنون في عودتهم لممارسة أعمالهم الفاسدة مرة أخري، وهم بذلك مازالوا غير مدركين أن هذا الزمن الفاسد قد ولي وأننا الآن في زمن تحكم فيه مصر تحت إمرة رئيس صالح وعادل ويعي جيدا انه من أولويات أعماله لضمان نجاح حكمه هو أن يقضي علي الإرهاب وأن يتصدي للفساد وأهله من بطانة السوء وأصحاب المصالح من خلال وضعه حلولا جذرية وثورية لايقدر عليها غير قائد ثوري مثله حتي يتمكن من تحقيق العيش والحرية والعدالة الاجتماعية الذي يتوق الشعب إلي تحقيقها, والأكثر من ذالك أن كلا الصنفين الفاسدين وفي ظل وجود رئيس صالح عارف لقيم دينه ووطنه فإنهما معا لن يفلحا في مسعاهما أبدا فإما أن يرجعا ويتوبا وإما العقاب الصارم وإعمال القانون، ولكي يتم إغلاق الطريق عليهم وخاصة علي دعاة الدين والإرهابيين يجب أن تقوم الدولة ببعض الإجراءات أهمها محاربة هذا الفكر المتطرف بالفكر الإسلامي المعتدل عبر المؤسسات الدينية الشرعية ويصبح الأزهر هو المرجعية الدينية الوحيدة بالتنسيق مع وزارة الأوقاف بالتصدي للأئمة الدخلاء لوقف أنشطة دعاة الجهل والظلامية والتخلص من المساجد والزوايا غير المرخص لها في ربوع الوطن مع الاهتمام بمساجد الدولة وتجديد الخطاب الديني بها، والبدء في إصلاح وتطوير منظومة التعليم الأزهري عبر مراحله المختلفة ليناسب التطور الفكري والعلمي والقيمي لإخراج العلماء والدعاة الجيدين الفاعلين في مجتمعهم في شتي مجالات الحياة حتي نتمكن من القضاء علي أصحاب الفكر المتشدد، وأيضا أن تعمل الدولة علي توظيف إعلامها لخدمة القضايا الوطنية واستخدامه بشكل أمثل للمساهمة في نشر وتوضيح الأمور الدينية والفقهية الصحيحة عبر علماء ومفكرين قادرين علي التصدي للفكر الدخيل علي الدين، ثم التصدي من خلال برامج التوعية لفكر التنظيم الإرهابي الدولي الذي يعتمد علي الماسونية في نشر أفكاره وبما تحتوي عليه من شفرات ورموز وشعارات وأمور سرية تتعلق بتلك التنظيمات. أما الصنف الثاني من أصحاب المصالح فهم هؤلاء الذين لا يخلو كل زمان منهم ونقصد بهم هؤلاء الذين يتقربون إلي الحكام وينافقوهم من أجل تحقيق مصالحهم من حصولهم علي الأموال والمناصب والوظائف الهامة وغيرها من المزايا وكلها مصالح تتم بشكل غير شرعي لأنها تتعارض مع الدين ومع حقوق الناس لما فيها من حرمات وممارسات نهي الله عنها بسبب ما فيها من ظلم اجتماعي وتعارضها مع مبدأ المساواة والعدل لأنها تضيع الفرص علي أصحاب الخبرة والكفاءات بسبب ما يقوم به هؤلاء من نفاق الحكام ومحاباتهم ومدحهم ورشوتهم, أو بتضليلهم للحقيقة ومدهم بالمعلومات المزورة, أو حتي بالتعامل والتخابر مع الأعداء لتحقيق مصالحهم وهو ما يهدد منظومة القيم بالمجتمع، وهؤلاء المنافقون ومنذ حقبة مبارك قد استفادوا كثيرا وتسببوا في إفساد الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في مصر بما فعلوه وحصلوا عليه بشكل غير مشروع من وظائف وأموال وأراض وممتلكات حصلوا عليها من خلال مواقعهم حتي عم الفساد واستشري في البلاد وتطور في مظاهره لما هو أكثر في العام الذي حكم فيه الإخوان الأمر الذي أضر بالمجتمع كثيرا وقضي علي فكرة العدالة الاجتماعية عندما زاد الفقراء فقرا وزاد المفسدين تربحا مما أضاع الفرصة علي تطور المجتمع ونهضته، حتي اشتهر الزمنان معا بخلوهما من قيم الحب والانتماء والوطنية وحل محلهما أساليب النفاق والتطرف، ولهذا فلن يكون لمثل هؤلاء مكان بيننا ولن يستطيعوا الرجوع مرة أخري وبخاصة أننا شاهدنا الكثير منهم يزج بنفسه في حملة دعم الرئيس السيسي قبل فوزه بالرئاسة آملين في أن يحصلوا علي ما حصلوا عليه في الماضي أو علي الأقل ضمان حفاظهم علي ثرواتهم وممتلكاتهم ووظائفهم خلال العهد الماضي، إن هؤلاء مازالوا يراهنون علي استمرارهم في مواصلة نفاقهم لضمان مصالحهم ولا يدركون أنهم الآن في عهد رئيس صالح اختاره الشعب لكي يطهر الوطن من شرورهم ونفاقهم وآفاتهم وإسقاط أقنعتهم، لأنه رئيس لاتخدعه المظاهر ويؤمن بأن أصحاب المبادئ يعيشون مئات السنين وأصحاب المصالح يموتون مئات المرات، رئيس يسعي لإخفاء هؤلاء من الساحة مقابل ضخه بوجوه جديدة شابة ومخلصة لإيمانه بالكفاءات التي ستعمل لصالح الوطن. إن رئيس كالسيسي يعرفه الشعب جيدا من خلال مواقفه الوطنية التي لا تنسي ومن خلال ما يملكه من مقومات وقدرات ورئيس مثله لن يسمح لمثل هؤلاء الصنفين بالعودة أو الظهور علي الساحة مرة أخري، كما أنهم يدركون أنه سيعمل سريعا علي أن تسترد الدولة هيبتها وعافيتها بعودة رجال أمنها وتفعيل قضائها وقوانينها وبعدها مباشرة ستأتي مرحلة استرداد الدولة لكل ممتلكاتها ومقدراتها وحقوقها المنهوبة والمأخوذة بغير حق, ثم القصاص العادل من قتلة شهداء الوطن والواجب، ومن الذين حرقوا وخربوا مؤسسات الوطن واعتدوا علي ممتلكاته ليسود الأمن والعدل من جديد في ربوع الوطن وهو زمن يرونه بعيدا ولكننا سنراه قريبا بإذن الله.