أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان أن إنشاء مركز لبحوث الآثار بوزارة الآثار والتراث يعد ضرورة ملحة وعاجلة لوضع الأسس العلمية للارتقاء بالعمل الأثري الذي يتبناه الآثريون الذين يكتبون شهادة ميلاد الأثر علميا حين اكتشافه ويحملون مسئولية حمايته وترميمه وتطويره وشرح معالمه كما أن بعثات الآثار المصرية تكشف عن آثار مهمة غيرت مجري التاريخ منذ عصور ما قبل التاريخ مرورا بالآثار المصرية القديمة والآثار المسيحية والإسلامية ولكن هذه الاكتشافات تنحصر في الإعلان الصحفي عنها في خبر مختصر رغم المجهودات الكبيرة للآثريين في كشفها وتعرضهم لظروف من الممكن أن تعرض حياتهم للخطر موضحا انه لا يكتب لتلك الاكتشافات شهادة ميلاد حقيقية يعترف بها العالم بأسره وتحفظ حقوق مكتشفيها لعدم وجود مركز بحوث آثار يقوم بنشر هذه الاكتشافات علميا. وقال ريحان في تصريح له اليوم السبت، ان عدم وجود هذا المركز أدي الي ندرة المعلومات العلمية الخاصة بتنقيبات البعثات المصرية إلا بمجهودات شخصية من الآثاريين المجتهدين وتؤخذ معظم المعلومات عن آثار مصر من مصادر أجنبية نقلت عن نتائج حفائر البعثات الأجنبية في مصر لأن هذه البعثات تنشر أعمالها بمجرد اكتشافها في الدوريات العلمية العالمية وتنقل عنها المؤلفات الأجنبية لكتب الآثار وتظل نتائج حفائر البعثات المصرية حبيسة أدراج مكاتب الوزارة ويظل مكتشفوها مغمورين حتي يحالوا للتقاعد وتضيع حقوق الملكية الفكرية لهم. وأضاف أن إنشاء هذا المركز سيكون ركيزة لاي أعمال ترميم للآثار قائمة علي منهج علمي تعيد الأثر لأصله بمنهج علمي وتوفر علي الوزارة نفقات عمل هذه الدراسات بمكاتب هندسية خارج الوزارة, مما سيؤدي للاستفادة من كفاءة مسئولي الترميم بالوزارة, كما سيقوم هذا المركز بوضع القاعدة العلمية لكل عمل متعلق بالآثار شاملا أعمال المسح الأثري خصوصا بالمواقع الصحراوية لكشف الشواهد الأثرية للإعداد لأعمال التنقيب ويسهم في تحديد منهجيةعلمية لأعمال التنقيب لبعثات الآثار المصرية القائمة علي استخدام أحدث التقنيات من طريقة 'وينر' للكشف عن الآثار والطريقة الثنائية والتصوير الجوي واستخدام أجهزة المسح التخصصي للموقع المراد التنقيب به لعمل خريطة طبوغرافية للموقع مما يسهم في تحديد الطبقة الأثرية وتأريخ المكتشفات والرفع المعماري للمباني المكتشفة يوما بيوم لوضع التصور الأثري للموقع وتحديد لخطة الحفر.