بعد ايام قليلة من زيارة الرئيس الايراني احمدي نجاد الي لبنان عاد التوتر مجددا بين حزب الله وبين كتلة المستقبل ، وكانت الدعوي التي أطلقها الأمين العام لحزب الله حسن نصر اعلي لهجة تصعيديه منذ العدوان الإسرائيلي علي لبنان عام 2006. نصر الله طالبت اللبنانيين بعدم التعاون مع المحكمة الدولية المعنية بالتحقيق في مقتل رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري وقال في كلمة مقتضبة وجهها عبر تلفزيون "المنار" التابع لحزبه "امام هذا التطور الفضائحي في سلوك المحققين '...' اطالب كل مسئول وكل مواطن لبناني بمقاطعة هؤلاء المحققين وعدم التعاون معهم"، واضاف "لقد وصلنا الي نقطة حساسة وخطيرة جدا تتصل باعراضنا وكرامتنا وشرفنا وتتطلب منا جميعا موقفا مختلفا". وهو ما اثار ردود فعل داخلية وخارجية عنيفة، كان أعلاها صوتا ردود الفعل الأمريكية ، وأهداها نبرة حتي الآن تصريحات سعد الحريري زعيم كتلة المستقبل. وادي الخلاف حول المحكمة الي انقسام بين معسكري سعد الحريري رئيس الوزراء ونجل رفيق الحريري، وحزب الله الذي يتهم المحكمة بانها "مسيسة" ويعتبر انها استندت الي شهود زور. ويخشي حزب الله توجيه الاتهام اليه في القرار الظني المنتظر صدوره عن المحكمة الخاصة بلبنان، علي خلفية تقارير صدرت في صحيفتي "در شبيغل" الالمانية و"لو فيغارو" الفرنسية في 2009 تتحدث عن توجه لدي المدعي العام الدولي دانيال بلمار الي اتهام الحزب بتنفيذ جريمة اغتيال رفيق الحريري. المتحدث باسم الخارجية الأميركية فيليب كراولي اعتبر أن ما قاله نصر الله "يثبت عدم اكتراث حزب الله لمصالح اللبنانيين". وقال إن الحزب لديه جدول أعمال محدود، مضيفا أن بلاده ستفعل كل ما بوسعها لمساعدة حكومة لبنان وشعبه علي التصدي لما أسماه "التهديد المستمر". وكان نصرالله وجه دعوته الخميس في خطاب تليفزيوني بعد تصدي نسوة يعتقد أنهن مقربات من الحزب لمحققين دوليين كانوا يسعون للحصول علي معلومات عن بعض الملفات الطبية من عيادة نسائية تقع بضاحية بيروت الجنوبية. ورأي المتحدث الأميركي أن للمحكمة الدولية أهمية استثنائية بالنسبة لمستقبل لبنان، ورفض الاتهامات القائلة بأن الولاياتالمتحدة تحاول التأثير عليها. وقال "نحن ملتزمون بدعم عمل المحكمة وسنفعل كل ما بوسعنا لا للتأثير عليها بل لمنحها فرصة لإنهاء المهمة الموكلة إليها". تصريحات كراولي أتت بعد يوم من اتهام السفيرة الأميركية بالأمم المتحدة سوزان رايس سوريا وإيران باشعال التوترات بلبنان من خلال إمداد حزب الله بالأسلحة. وقال كراولي إن بلاده تشعر بالقلق للتوتر المتصاعد في لبنان، واتهم قوي لم يسمها بمحاولة التأثير علي حكومة لبنان وانتهاك سيادته. وكانت كتلة المستقبل النيابية قد أعلنت بدورها رفضها دعوة نصر الله. وقالت في بيان إثر اجتماع لها الجمعة برئاسة رئيس الحكومة سعد الحريري إن الكتلة تشدد علي تمسكها بالمحكمة الخاصة التي توافق اللبنانيون عليها باعتبارها حماية للتنوع السياسي، وعلي قاعدة أن العدالة هي أساس الاستقرار ولا تناقض بينهما. وبعث رئيس المحكمة القاضي أنطونيو كاسيزي بخطابين إلي الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، وإلي الحريري تتضمن "قلق المحكمة الشديد" بشأن حادثة الأربعاء. غير أن الحريري سعي من جهته إلي تهدئة التوترات التي رافقت تصريحات نصر الله والردود عليها. وقال إن لبنان لن يقع فيما أسماه "الفتنة وانعدام الحوار والرأي الواحد والخروج عن هويته الديمقراطية العربية الحرة". وقال رئيس الوزراء أيضا "لن تشهدوا منا أي كلمة أو خطوة واحدة عكس هذا الاتجاه" مشددا علي إيمانه بأن اللبنانيين يعشقون الحرية.