ببساطة شديدة كان المخطط لانهاء القضية الفلسطينية تماما هو القاء غزة علي مصر لاقامة امارة 'اسلاميه' عميلة واقتطاع جزء من سيناء لتكتمل المؤامرة. ولانهاء والقضاء علي اي امل في مطالب فلسطينية بحق العودة كان لابد من اضفاء الشرعية الدولية علي الوجود اليهودي علي ارض فلسطين من خلال المناداه وفرض شرط الاعتراف بيهودية اسرائيل ولهذا فهم يروجون انها عودة وليس احتلال، ولماذا الاعتراض؟ واذا ماكان التنظيم الارهابي المعروف بالاخوان المسلمين في مصر نجح في ادارة الدولة بعد كل الدعم الذي ناله من المتآمرين لاعتلاء سدة الحكم في مصر لكان وخلال اشهر معدودة قد تم تهيأة المسرح الاقليمي والدولي للقبول بيهودية اسرائيل ولما لا فسيقولون انتم ايضا ايها العرب لديكم أمارة اسلامية في غزة وتنظيم اسلامي يحكم مصر.. ولأن اسرائيل تجيد المراوغة وفن التفاوض فهي تعتمد علي عامل الوقت ولان اسرائيل ايضا غير راغبة في وجود كيان فلسطيني علي ارض فلسطين فهي تسعي الي التفاوض والتفاوض ثم التفاوض لعشرات السنين حتي يتم تغيير الواقع تمامآ علي الارض وهي تعمل من اجل ذلك فيوم اعلن عن المصالحة الفلسطينية والعمل علي استئناف المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية أعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي، موافقته علي بناء أكثر من 1500 وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربيةوالقدسالمحتلة. وأكد نتانياهو علي مطلب الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية في خطاب له في 'يونيو' 2009، وفي خطابه أمام مجلس العلاقات الخارجية في نيويورك في 'يوليو' 2010 وفي عدة مناسبات لاحقة، حتي ان الجانب الأميركي تبني الموقف الإسرائيلي بالنسبة لهذا المطلب. وعلي الجانب الاخر للمؤامرة لابد من الانتهاء تماما من ادخال الضفة الغربية داخل اي كيان فلسطيني يعترف به، فبالاعتراف بيهودية اسرائيل يصبح الوجود اليهودي في القدسالشرقيةوالغربية والضفة وجود شرعي معترف به، وهذا ما أشار إليه نتانياهو في خطابه الشهير في الكونجرس عندما قال بان تواجد اليهود في الضفة الغربية ليس احتلالاً بل هو عودة إلي أرض الأجداد حيث أن الأرض هي حق تاريخي لليهود. كما يدرك المفاوض او ' المراوغ ' الاسرائيلي أن الفلسطينيين يدركون تبعات ذلك، و أن مطلب الاعتراف معناه إفشال المفاوضات حتي قبل بدئها. ومن هنا كان الدعم والترويج من خلال العملاء لمصطلحات بعينها منها 'اسلامي'، 'الاسلام هو الحل '، 'والامارة الاسلامية ' ببساطة - وكأن الاسلام لم يأتي به محمد صلي الله عليه وسلم قبل الف وربعمائة عام دينآ سمحآ هداية للعالمين - لاخراج الصراع من دائرة صراع بين محتل وارض مغتصبة او صراع سياسي الي دائرة صراع ايدولوجي، واذا ما افترضنا ان السلطة الفلسطينية وقعت في فخ الاعتراف بهذا المطلب فسوف يؤدي ذلك إلي تعميق الخلافات داخل الفلسطينيين انفسهم، و هذا ما تسعي إليه إسرائيل، نعم للمصالحة الفلسطينية ولابد.. ، ولاشك ان الفلسطينيين لديهم القدرة لاستيعاب دروس الماضي والاستعداد لتحديات المستقبل ولا يلدغ المؤمن من جحر مرتين. [email protected]