لا يوجد كبير في عالم كرة القدم، قديما وحديثا، وإذا وجد هذا الكبير سيأتي وبسرعة كبيرة من هو أكبر منه ليغلبه، وهكذا تدور الدوائر. كما أنه لا يوجد صغير.. وشرف المحاولة وكبرياء الذات أمر لا يسلبه من أصحاب الإرادة إلا من خلقهم وزرعها في نفوسهم. منتخبات عظيمة تدخل بعنفوان الفوز والانتصار وتخرج تجر أذيال الخيبة أمام من تحسبهم أصغر وأهون الفرق.. هذا ما تعلمناه من الساحرة المستديرة في سنوات خلت وما نزال. قد يسأل البعض عن توقعات وتكهنات نسوقها إليه لتؤكد فوز البرازيل هذا المساء علي كرواتيا في افتتاح المونديال علي أرض السامبا. وفي مهد فنون وجنون معشوقة الجماهير لا بد من قطع الطريق علي أي مفاجأة متوقعة قريبة كانت أو بعيدة. ولكن في واقع الأمر لا يستطيع احد مهما كانت قدرته الفنية علي قراءة أوراق المنتخبين تأكيد هذا الفوز المتوقع لنيمار ورفاقه من رجال المدرب المخضرم فليبي سكولاري. بل علي العكس فهناك اعتقاد قلبي عندي أحاول طرده من تفكيري يردد أن لوكا مودريتش مع رفاقه نجوم منتخب كرواتيا لن يرحموا طموح راقصي السامبا في تحقيق الفوز بل أنهم سيحاولون بكل جهد وسينجحون في تحطيم معنويات أصحاب الأرض وجماهيرهم ليفتحوا الباب الواسع أمام تأهلهم للدور الثاني. هذا الإعتقاد يؤكد لي أن منتخبا كرواتيا وبلجيكا سيفعلان ما فعلته رومانيا في 1994 وكرواتيا نفسها في فرنسا 1998 وتركيا وكوريا الجنوبية في 2002 والبرتغال في 2006 والأوراغواي وغانا في 2010. قد يفوز المنتخب البرازيلي طبعا.. ويأتي أصدقاء لي وأحباء من المعلقين علي موقعنا هذا ليقذفوني بسهام التأنيب، فأقول لهم مسبقا وفورا: 'كذب المنجمون ولو صدقوا'.