قررت محكمة جنايات الإسكندرية تأجيل نظر قضية مقتل الشاب خالد سعيد إلي 27 نوفمبر/تشرين ثان المقبل لاستكمال سماع شهود الإثبات والنفي، بالإضافة إلي مرافعات النيابة والمدعين بالحق المدني ودفاع المتهمين. وشهدت الجلسة الثالثة "السبت" لوقائع القضية مناقشة مندوب الطب الشرعي ورئيس مباحث سيدي جابر واثنين من معاونيه ومديرة مكتب صحة سيدي جابر واثنين من أصدقاء خالد سعيد وأخيه بالإضافة إلي أحد شهود الواقعة. كما شهدت ثالث جلسات المحاكمة إجراءات مشددة لحفظ النظام وتطبيق قرارات المجلس الأعلي للقضاء بمنع التصوير أو التسجيل الصوتي أو البث المباشر لوقائع المحاكمات للحفاظ علي هيبة القضاء ومنع انتهاك حقوق المتهمين. وقامت المحكمة خلال الجلسة الأولي بحبس اثنين من الحضور 24 ساعة لإثارة الضوضاء وعدم احترامهم لهيئة المحكمة بالإضافة إلي اثنين آخرين من القاعة. وكشف محمد رضوان صديق للقتيل خالد سعيد أثناء جلسة المحاكمة السبت انه التقي خالد يوم الحادث وكانت حالته النفسية سيئة وأقر له أنه تعاطي مخدر الترمادول واباتريل إلي جانب تدخينه لمخدر الحشيش، وقال له أن بحوزته لفافة بها مخدر البانجو أثناء تواجدهما معا يوم الحادث، فيما قررت المحجكمة تأجيل نظر القضية لجلسة 27 نوفمبر/تشرين ثان لاستكمال سماع الشهود والمرافعات. وأشار صديق خالد إلي أنه فوجئ بفردي الشرطة يحاولا إيقاف للتحري فقاوم خالد أحد أفراد الشرطة، وكان يخفي بيده لفافة رفض تسليمها وعندما حاولا القبض عليه قام بمغافلتهم وابتلع اللفافة..منوها إلي أنه نصحه بتسليم اللفافة. ونفي رضوان أية علاقة للمجني عليه بما أشيع عن تسجيله لشريط فيديو عن ضبطية مخدرات بدائرة القسم، قائلا أن هذا الفيديو منتشر منذ أكثر من سنة بين أهالي المنطقة. من جانبه، روي رئيس مباحث قسم سيدي جابر المقدم عماد عبد الظاهر وقائع الحادث بورود بلاغ عن شخص مصاب بحالة إغماء بإحدي الشوارع التابعة لدائرة القسم، مشيرا إلي أنه كلف الرائد محمد ثابت بتحري الواقعة..مؤكدا انه لم ينتقل إلي مسرح الحادث إلا بعد نقل المجني عليه بالإسعاف إلي المستشفي. وأضاف أنه تم إرفاق صحيفة المعلومات الجنائية للمجني عليه التي أشارت إلي اتهامه في 6 قضايا إلي النيابة العامة..لافتا إلي أنه اصطحب عدد من ضباط المباحث لموقع الحادثة لمنع أية تداعيات وتحري المعلومات حول الواقعة. وبدوره أكد معاون مباحث قسم سيده بمجرد وصوله إلي مسرح الحادث وجد أهالي المنطقة تحاول إفاقة وإسعاف المجني عليه من حالة الإغماء التي أصابته..مشيرا إلي عدم وجود اي إصابات وان حالة وضعه الصحي كان عبارة عن حالة إغماء لا يستطيع التحدث وغير قادر علي البلع وبرر عدم إثباته لمأمورية انتقاله إلي مسرح الحادث إلي طبيعة البلاغ التي تستدعي سرعة الانتقال موضحا انه كان يعرف المجني عليه قبل الحادث لشهرته بتعاطيه المواد المخدرة وسوء السلك وانه لم يقم بالقبض عليه لعدم صدور أحكام قضائية ضده ي جابر قبل أن تخطر النيابة دائرة ي القسم بصدور حكمين علي المجني عليه. وفيما يتعلق بالتقرير الفني للوفاة أفاد مينا سمير - يعمل بالمعمل الكيميائي بمصلحة الطب الشرعي بالإسكندرية انه بفحص الأحراز التي وردت إلي مصلحة الطب الشرعي كشفت عن وجود أثار لمخدر الحشيش في بول المتهم بالإضافة إلي أثار مخدر الترمادول في عينة الدم، كما أكدت الفحوصات أن المادة الموجودة في اللفافة هي لمخدر البانجو، لافتا إلي أن تلك الأحراز كانت تحتوي علي حرز للفافة سلوفانية بالإضافة إلي عينات من الأحشاء بمحتوياتها. وقامت المحكمة بمناقشة الشاهد حول اللفافة التي تم ضبطها بحوزه المجني عليه، مشيرا إلي أنها لفافة سلوفانية يبلغ طولها 8 سنتيمترات وعرضها من 2 إلي 3 سم وعليها اثار مادة لزجة متعفنة . وأضاف، أن بداخل اللفافة كان يوجد ساق لنبات البانجو بطول اللفافة ..موضحا أن اثار تعاطي مخدر الحشيش تظهر في الدم بعد عشر دقائق من التعاطي ويصل إلي أعلي معدلاته خلال ساعتين ثم يخرج عن طريق البول كما استمعت هيئة المحكمة وناقشت عدد من الشهود ومنهم مديرة وحدة صحة سيدي جابر, وأحد شهود الحادث, بالإضافة إلي حارس العقار محل الحادثة وزوجته واللذان قالا أن فردي الأمن تعاملا مع مقاومة خالد سعيد للقبض فتعديا عليه بالضرب، وقالا أنه تم نقله من مدخل العقار بعد وفاته عن طريق الإسعاف..مؤكدين أن كثير من أهالي المنطقة شهدا تلك الواقعة, رغم اختلاف بعض روايات شهودي الإثبات حول وقائع الحادثة. من جانبه جاءت رواية حارس العقار وزوجته حول انخفاض صوت خالد سعيد وعدم سماعهم لما يقول رغم وجودهم في مدخل العقار معه -, في مقابل تأكيدات مالك مقهي الإنترنت أنه استطاع سماع صوت استنجاده من خارج العقار. كان النائب العام المستشار عبد المجيد محمود قرر إحالة أمين شرطة محمود صلاح محمود ورقيب الشرطة عوض إسماعيل سليمان إلي المحاكمة بعد أن وجه لهما ثلاثة اتهامات 'القبض علي شخص بدون وجه حق واستخدام القسوة والتعذيب البدني', علي أثر وفاة "خالد سعيد" 28 عاما - في السابع من شهر يونيو/حزيران الماضي إثر ابتلاعه لفافة من مخدر البانجو - وفق التقرير الأخير للجنة الثلاثية بالطب الشرعي. وتشير التحقيقات إلي أن فردي الشرطة ألقيا القبض علي خالد سعيد أثناء تواجده بأحد مقاهي الانترنت بالقرب من مسكنه - الكائن بمنطقة كليوباترا وسط الإسكندرية - لتنفيذ حكم جنائي صادر ضده وتبين حيازته للفافة لمخدر البانجو والذي حاول إخفائه بابتلاع اللفافة مما أدي لتعرضه لاسفكسيا الاختناق ولفظ أنفاسه الأخيرة.