كشفت تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا في قضية التنظيم الإرهابي المسمي ب أنصار بيت المقدس المتهم فيها 200 متهم من أخطر العناصر الإرهابية المدربة أن المتهمين تلقوا تدريبا عسكرية بمعسكرات كتائب عز الدين القسام 'الجناح العسكري لحركة حماس الفلسطينية' وأن زعيم التنظيم المتهم الأول 'توفيق محمد فريج زيادة' تواصل مع قيادات تنظيم القاعدة الإرهابي، معلنا مبايعته ومن معه من بقية الإرهابيين للدكتور أيمن الظواهري زعيم التنظيم. وأشرف علي التحقيقات المستشار تامر فرجاني المحامي العام الأول لنيابة أمن الدولة العليا، والمستشار خالد ضياء الدين المحامي العام بالنيابة، وفريق من محققي النيابة برئاسة أيمن بدوي رئيس النيابة ووكلاء أول النيابة إسلام حمد وإلياس إمام وعبد العليم فاروق ومحمد منصور ومحمد خاطر وأحمد الضبع وأحمد عبد العزيز وضياء عابد ومحمد جمال، واستغرقت النيابة التحقيق في تلك القضية 4 أشهر ونصف. وأحيل المتهمون إلي محكمة جنايات القاهرة بقرار من النائب العام المستشار هشام بركات بالأمس، وتضمن قرار الاتهام 200 متهم من أخطر العناصر الإرهابية التابعة لتنظيم أنصار بيت المقدس مع استمرار حبس 102 متهم احتياطياً علي ذمة القضية، وضبط وإحضار 98 متهما هاربا، إذ أكدت التحقيقات ارتكاب الجناة 51 جريمة إرهابية كان من بينها جرائم قتل 40 من قوات الشرطة و 15 مواطناً و 348 مصاباً. وأظهرت التحقيقات أن هيكل التنظيم الإرهابي الذين أطلقوا علي أنفسهم 'تنظيم العلماء' نظراً لما ضمه التنظيم من عدد من المتهمين الذين تلقوا تعليماً علي مستوي متميز خاصة في المجالات التطبيقية، قد اعتمد في تأسيسه علي الدعم المالي والعسكري واللوجيستي الذي تلقاه التنظيم من ألوية الناصر صلاح الدين 'الجناح العسكري للجان المقاومة الفلسطينية' بغية القيام بعمليات عدائية بالبلاد، مستغلين تردي الأوضاع الأمنية في أعقاب ثورة يناير 2011. وتبين من التحقيقات أن الهيكل التنظيم لتنظيم أنصار بيت المقدس الإرهابي، كان يقوم علي إنشاء خلايا عنقودية تعمل كل منها بمعزل عن الأخري، تلافياً للرصد الأمني، وأن زعيم التنظيم تولي ضم عناصر للجماعة من معتنقي ذات الأفكار من الهاربين من السجون عقب يناير 2011 وممن تلقوا تدريبات عسكرية علي يد عناصر تنظيم القاعدة بالخارج وآخرين تم استقطابهم. وأشارت التحقيقات إلي أن المتهمين أسسوا جماعة إرهابية علي خلاف أحكام القانون مرتبطة بتنظيم القاعدة الإرهابي، أطلقوا عليها جماعة أنصارِ بيت المقدسِ، والتي تعتنق الأفكار التكفيرية المتطرفة القائمة علي تكفير الحاكم وشرعية الخروج عليه، بدعوي عدم تطبيقه الشريعة الإسلامية، وتتولي تنفيذ أعمال عدائية ضد أفراد ومنشآت القوات المسلحة والشرطة واستباحة دماء المسيحيين ودور عبادتهم واستحلال أموالهم وممتلكاتهم، واستهداف المنشآت العامة والمجري الملاحي لقناةِالسويسِ والسفنِ المارة به، بغرض إسقاط الدولة والتأثير علي مقوماتها الاقتصادية والاجتماعية، والإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي. وذكرت التحقيقات أن زعيم التنظيم أعضاء لأعضاء التنظيم برنامجا يقوم علي 3 محاور أولها 'فكري' يقوم علي عقد عدة لقاءات تنظيمية بصفة دورية، يتم خلالها تدارس الأفكار والتوجهات التكفيرية ومطالعة المواقع الجهادية علي شبكة الانترنت ودراسة كتيبات فقه الجهاد.. والثاني 'محور حركي' تمثل في دراسة أساليب رفع المنشآت وكشف المراقبة وكيفية التخفي، باتخاذ أعضاء الجماعة لأسماء حركية والتسمي بها فيما بينهم وإسقاط لحاهم واستخراج بطاقات شخصية جديدة وقطع صلتهم بمحيطهم، وتغيير أرقام هواتفهم النقالة واستخدام أخري جديدة وعدم الصلاة في مساجد بعينها.. والثالث 'عسكري' حيث انشأ معسكرات بسيناءوالإسماعيلية لإعداد عناصر الجماعة بدنيا وعسكريا، تعقد فيها دورات عسكرية لتأهيلهم بدنيا ورفع قدراتهم القتالية، بتدريبهم علي كيفية استخدام الأسلحة النارية وحرب المدن والشوارع، وإعداد وتصنيع العبوات المفرقعة وكيفية استخدامها، تمهيدا لتنفيذ عمليات إرهابية بالبلاد. وأكدت التحقيقات أن زعيم التنظيم استعان بالقياديين المتهم الثاني محمد علي عفيفي بدوي ناصف، والذي تم تكليفه بتولي مسئولية تأسيس خلايا الجماعة خارج نطاق سيناء ومدن القناة وإدارتها والإشراف عليها، بمعاونة المتهم الثالث محمد بكري محمد هارون، ومحمد السيد منصور حسن إبراهيم الطوخي 'قتل أثناء مأمورية لضبطه'.. كما أصدر زعيم التنظيم تكليفات للمتهم الرابع محمد أحمد نصر محمد، بتأسيس خلية أخري منبثقة عن الجماعة أُطلق عليها 'كتائب الفرقان' بمعاونة المتهمُ الخامس هاني مصطفي أمين عامر محمود. وأوضحت التحقيقات أنه تم تكليف المتهم السادس وائل محمد عبد السلام عبد الله شامية بتولي مسئولية تدريب أعضاء الجماعة وتأهيلهم بدنيا، ووتم إسناد للمتهمِ السابع سلمي سلامة سليم سليمان عامر مسئولية التسليح والدعم اللوجيستي لها، وعُهِِد للمتهمِ الثامن محمد خليل عبد الغني عبد الهادي النخلاوي بتولي مسئولية الجانب الفكري للتنظيم الإرهابي، في حين تولي المتهمان التاسع هشام علي عشماوي مسعد إبراهيم والعاشر عماد الدين أحمد محمود عبد الحميد مسئولية التدريب العسكري لأعضائها، كما تولي الحركي 'ياسر' مسئولية تجهيز وتصنيع المفرقعات تمهيدا لاستخدامها العمليات العدائية للجماعة الإرهابية. وتبين من التحقيقات أن المكني 'أبو عماد' تولي مسئولية الإعلام والتواصل الخارجي مع تنظيم القاعدة، فضلا عن قيام المتهم الأول بإعداد عدد من عناصر الجماعة لتنفيذ عمليات انتحارية تستهدف منشآت حيوية وشخصيات بمواقع قيادية بالدولة عقب تأهيلهم نفسيا وفكريا لذلك الأمر، بإقناعهم بشرعيتها وتدريبهم بدنيا وعسكريا تمهيدا لتنفيذها. وأكدت التحقيقات أن المتهمين تمكنوا من إنشاء عدة خلايا عنقودية أولها خلية بالقاهرة الكبري والتي أطلقوا عليها 'المنطقة المركزية' وجمعت محافظاتالقاهرةوالجيزة والقليوبية وضمت المتهمين من الحادي عشر حتي التاسع والسبعين.. والخلية الثانية بمحافظة الإسماعيلية وضمت المتهمين من الثمانين حتي المائة، علاوة علي مشاركة المتهم الأول بعد المائة محمود عبد العزيز السيد أحمد الأعرج في الجماعة بتوفيره لعناصر تلك الخلية مقرات لاجتماعاتها ووسائل تعيشها، ومشاركتهم في تنفيذ العديد من عملياتها العدائية. وتبين من التحقيقات أن الخلية الثالثة كانت بمحافظة الدقهلية وتولي مسئوليتها المتهم الثاني بعد المائة أحمد محمد السيد عبد العزيز السجيني وضمت المتهمين من الثالث بعد المائة حتي الخامس عشر بعد المائة.. والخلية الرابعة بمحافظة كفر الشيخ وتولي المتهم السادس عشر بعد المائة مصطفي حسني عبد العزيز الكاشف مسئوليتها وضمت المتهمين من السابع عشر بعد المائة حتي الثاني والعشرين بعد المائة.. والخلية الخامسة بمحافظة الشرقية وتولي المتهم الثالث والعشرون بعد المائة إبراهيم عبد الرحمن السيد عوض مسئوليتها وضَمّت المتهمين من الرابع والعشرين بعد المائة حتي الثامن والثلاثين بعد المائة. وجاءت سادس الخلايا بمحافظة بني سويف وضمت المتهمين من التاسع والثلاثين بعد المائة حتي الثالث والأربعين بعد المائة، وسابع تلك الخلايا بمحافظة الفيوم وضمت المتهميْن الرابع والأربعين بعد المائة والخامس والأربعين بعد المائة، فضلا عن خلية أخيرة تم تأسيسها بمحافظة قنا. وأكدت التحقيقات أن المتهم الأول زعيم التنظيم كلف المتهم الثاني بتكوين مجموعات نوعية من عناصر الجماعة بخلايا محافظاته وآخرين من غيرها، تضطلع بمهامٍ خاصةٍ محددة لتحقيق أغراض الجماعة وأهدافها وتمويل جانب من عملياتها العدائية، بحيث تعمل تحت إشراف الأخير والمتهم الثالث و'المتوفي' محمد السيد منصور. وأضافت التحقيقات أنه نفاذا لتلك التكليفات فقد تم تشكيل عدة مجموعات نوعية من عناصر الجماعة، أولها مجموعة التنفيذ وتولي مسئوليتها المتهم الحادي عشر أشرف علي حسانين الغرابلي، وضمت عددا من أعضاء الجماعة ممن تلقوا دورات بدنية وعسكرية ومن ذوي الخبرة في استخدام الأسلحة النارية والمفرقعات وحرب المدن والشوارع، وضمت المتهمين من الثاني عشر حتي الثلاثين، والسادس والسبعين وآخرين، واضطلعت تلك المجموعة بتنفيذ العديد من العمليات العدائية التي كلفت بها من قيادات الجماعة، والتي تستهدف أفراد القوات المسلحة والشرطة ومنشآتهما والمنشآت العامة والحيوية، والمسيحيين وأموالهم وممتلكاتهم بغرض نشر الفوضي بالبلاد، فضلا عن ما يكلف به أعضاؤها من مهام نوعية أخري. وأكدت التحقيقات أن المجموعة الثانية، تم تكليها بعملية الرصد والتتبع وجمع المعلومات، وتولي المتهم الثالث مسئوليتها وانتقاء عناصرها وإصدار التكليفات لهم وجمع ما تحصلوا عليه من معلومات، وضمت المتهمين الرابع والعشرين والسادس والعشرين والسابع والعشرين والتاسع والعشرين ومن الأربعين حتي الخامس والخمسين والثامن والسبعين والتاسع والثمانين والتاسع والعشرين بعد المائة وآخرين.. واضطلعت تلك المجموعة برصد أفرادِ القوات المسلحة والشرطة والقضاة وعدد من السياسيين والإعلاميين وتحديد طرق سيرهم وبياناتهم وتوفير صور لهم، علاوة علي رصد المنشآت الهامة والحيوية وتوفير خرائط وصور لها تمهيدا لتنفيذ عملياتهم العدائية. وكشفت التحقيقات أن المجموعة الثالثة تولت الإعداد والتجهيز، وسمي أعضاؤها ب 'اللجنة الهندسية' والتي شكلت من عناصر مؤهلة عسكريا ومدربة فنيا تلقي أعضاؤها دورات عديدة لتصنيع المفرقعات، وتولي مسئوليتها المتهم السادس والثلاثون عبد الرحمن محمد سيد محمد أبو العينين وضمت المتهمين الثامن عشر والتاسع عشر ومن السابع والثلاثين حتي الأربعين، والثالث بعد المائة والثامن بعد المائة واضطلعت تلك المجموعة بإعداد وتجهيز العبوات المفرقعة ودوائرها الكهربائية والإلكترونية وتفخيخ السيارات. وذكرت التحقيقات أن المجموعة الرابعة تولت تدبير الإيواء والإقامة والهروب ونقل الأسلحة وتولي مسئوليتها المتوفي محمد السيد منصور حسن إبراهيم وضمت المتهمين الثاني عشر محمد ربيع محمد يونس والتاسع والثمانين ومحمد منصور زكي شلاضم، والحادي والثمانين بعد المائة ومحمد عبد الرحيم علي البسيوني، واضطلعت تلك المجموعة بتوفير مقرات لإيواء عناصر الجماعة عقب تنفيذ عملياتهم الإرهابية وكذا الهاربين من الملاحقات الأمنية، وتوفير مخازن للأسلحة والمفرقعات ووسائل النقل المستخدمة في تحركات أعضاء الجماعة، وتأمين تحركاتهم بعيدا عن الرصد الأمني. وذكرت التحقيقات أن المجموعة الخامسة تولت توفير الدعم اللوجيستي والمعاونة وضمت المتهمين الثامن والعشرين والسابع والثلاثين والثالث والأربعين والتسعين والثاني بعد المائة والثامن عشر بعد المائة وآخرين، واضطلعت تلك المجموعة بتوفير الأدوات والأجهزة اللازمة لتنفيذ ما يكلف به أعضاء الجماعة من رصد وتتبع وتصوير كتوفير لوحات معدنية للسيارات والدراجات البخارية، واستعانتهم بالمتهم الثامن والثمانين بعد المائة محمد أحمد صابر عمران لمساعدتهم في تغيير مواصفات السيارات التي يستخدمها عناصر الجماعة. كما تولت المجموعة السادسة الإعلام بالتنظيم الإرهابي تحت مسمي اللجنة الإعلامية، وتولي مسئوليتها قيادي الجماعة المكني 'أبو عماد' وضمت المتهمين الخامس والثلاثين والسابع والسبعين والسادس عشر بعد المائة والسابع عشر بعد المائة والعشرين بعد المائة والثامن والسبعين بعد المائة والتاسع والسبعين بعد المائة، واضطلعت تلك المجموعة بصياغة وبث ما يصدر عن الجماعة من بيانات بشأن ما نفذته من عمليات عدائية، وكذا ما يتعلق بتصوير اجتماعاتها والتدريبات العسكرية لأعضائها، وبياناتها التحريضية ضد القوات المسلحة والشرطة، علاوة علي إنشاء مواقع إلكترونية خاصة بالجماعة علي شبكة الإنترنت، وبث تلك المواد عليها والتواصل إلكترونيا مع الجماعات الإرهابية خارج البلاد وعلي رأسها تنظيم القاعدة. وتولت المجموعة السابعة 'الاستقطاب' وأسسها المتهم الثاني ببداية إنشاء خلايا الجماعة وضمت المتهمين من الحادي والثلاثين حتي الخامس والثلاثين المؤهلين فكريا وذوي قدرة علي الإقناع، واضطلعت تلك المجموعة بداية باستقطاب عدد من عناصر الجماعة للاستفادة من خبراتهم العسكرية والتنظيمية، علاوة علي ضم آخرين جدد عقب صقلهم فكريا وإقناعهم بأغراض الجماعة وأهدافها. وأوضحت التحقيقات أن المتهم الأول زعيم التنظيم كلف المتهم الرابع بتأسيس خلية 'كتائب الفرقان' وتمكنا من إنشاء عددا من الخلايا العنقودية لها، وأعدا لعناصرها ذات البرنامج الفكري والحركي والعسكري، فضلا عن إيفاد عدد منهم لقطاع غزة للالتحاق بمعسكرات كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية 'حماس' وتلقيهم تدريبات عسكرية بها، علاوة علي تلقيهم دورات فكرية بمدينة العريش، وشكلا مجلسا لشوري الخلية بزعامة المتهم الرابع وضم المتهمين من السادس والأربعين بعد المائة حتي الثامن والأربعين بعد المائة. وأشارت التحقيقات ان المتهمين شكلوا 4 خلايا، الأولي بمحافظة الإسماعيلية، والثانية بمدينة العريش، والثالثة بمنطقة المعادي، والرابعة بمحافظة الجيزة.