أكد وزير الأوقاف الأردني هايل داوود أن زيارته الي فلسطين ومدينة القدس ما هي إلا تأكيد علي الحق التاريخي والسياسي والإسلامي فيها واستمرارية للعهدة العمرية، موضحا ان الرعاية الهاشمية علي مقدسات القدس ستبقي حتي تتحرر من الاحتلال وتعود الي أهلها وأصحابها الشرعيين ليمارسوا حقوقهم الشرعية عليها بسيادة كاملة وشرعية غير منقوصة. جاءت تصريحات الوزير الأردني خلال زيارته للمسجد الأقصي المبارك، أمس الأربعاء، برفقة مدير متابعة شؤون القدس وشؤون المسجد الأقصي بوزارة الأوقاف المهندس عبد الله العبادي. وكان في استقبال الوزير داوود بالمسجد الأقصي المبارك رئيس مجلس الأوقاف الشيخ عبد العظيم سلهب، ومدير دائرة الأوقاف وشؤون المسجد الأقصي عزام الخطيب، ومدير المسجد الأقصي عمر الكسواني، وموظفي دائرة الأوقاف، في حين رافق الوفد محافظ القدس عدنان الحسيني. وأثني الوزير الاردني هايل داوود خلال زيارته للأقصي علي العلاقة المتينة بين الشعبين الشقيقين والتي تجسدت معالمها بعد تأكيد الرئيس محمود عباس علي الرعاية الهاشمية للمقدسات في آذار من العام الماضي، منوها إلي أن وزارته في عمان تقوم بتنفيذ هذه الوصاية والرعاية من خلال مجلس أوقاف القدس والمديرية العامة للأوقاف الإسلامية وشؤون المقدسات. وشدد الوزير داوود علي وقوف الأردن ملكا وحكومة وشعبا الي جانب الاشقاء في فلسطين في تصديهم للمخططات 'الإسرائيلية' التهويدية والساعية الي النيل من المقدسات الاسلامية والمسيحية، وتنفيذا للتوجيهات الدائمة من الملك عبد الله الثاني. وقال الوزير داوود: 'آتينا للإطلاع علي أرض الواقع ما تواجهه هذه المقدسات من تحديات وانتهاكات 'إسرائيلية' وعدم مراعاة سلطات الاحتلال لكل الاتفاقيات والتشريعات الدولية ومحاولتها النيل من قدسية هذه المقدسات وإسلاميتها، وجاءت هذه الزيارة في ظل الظروف التي تعيشها المقدسات هذه الأيام، حيث ازدادت هجمة سلطات الاحتلال الاسرائيلي عليها'. وأعرب الوزير داوود عن فرحته لزيارة القدس والمسجد الأقصي، والتي امتزجت بالحزن بسبب سيطرة الاحتلال علي المدينة ومقدساتها'. من جانبه، تحدث الشيخ عبد العظيم سلهب عن الانتهاكات والاستفزازات 'الإسرائيلية' في الأقصي، مُثمنا الموقف الأردني المتصدي للأطماع 'الإسرائيلية' في المسجد الأقصي والرعاية الدائمة لهذا المكان المقدس. كما أطلع سلهب والخطيب الوزير الاردني والوفد المرافق علي النشاطات التي تقوم بها الدائرة حفاظا علي قدسية المسجد الاقصي، رغم المعيقات 'الإسرائيلية' المبرمجة والهادفة الي السيطرة علي هذا المكان المقدس وخلق وقائع جديدة تمسح الصبغة الإسلامية الخالصة عنة. وثمنا الرعاية الهاشمية الأردنية للاماكن المقدسة مستعرضين انجازات عدة قامت بها دائرتهما والتي لولا هذه الرعاية لما تحققت حفاظا علي إسلامية وعروبة المسجد الأقصي. من جانبه، أثني المحافظ الحسيني علي الدور الأردني ملكا وحكومة وشعبا علي الاهتمام بالشأن الفلسطيني من حيث دعم الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني وفي مقدمتها حقه في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها الأبدية القدس الشريف، وعلي الرعاية الهاشمية للاماكن المقدسة في هذه المدينة وخاصة المسجد الأقصي المبارك. واستعرض خلال استقباله في مكتبه ببلدة الرام شمال القدس 'خارج حدود بلدية القدس' وزير الأوقاف الأردني والوفد المرافق وبحضور السفير الأردني في فلسطين خالد الشوابكة الأوضاع الفلسطينية عامة ومدينة القدس علي وجه الخصوص، وما يكابده أهلها من معاناة جراء الممارسات 'الإسرائيلية' اللاانسانية وتجاوز الخطوط الحمراء في العلاقات الثنائية والعلاقات مع العالم العربي والإسلامي من خلال الانتهاكات المتكررة لحرمات الأماكن المقدسة والاقتحامات المتطرفة من جانب المستوطنين المدعومين من حكومة اليمين المتطرف في إسرائيل للمسجد الأقصي المبارك، وتوسيع رقعة الاستيطان بكافة أشكاله وعدم الكف عن الحفريات أسفل البلدة القديمة والمسجد الأقصي المبارك والعمل علي تغيير معالم المدينة المقدسه في محاولة مكشوفة لتزوير التاريخ وقلب الحقائق وخلق وقائع جديدة تهدف الي قطع الطريق علي اقامة دولة فلسطينية مستقلة ومترابطة وسلخ مدينة القدس عن محيطها الفلسطيني والعربي الاسلامي المسيحي والدولي. وأكد الحسيني علي عمق العلاقات الاخوية بين الشعبين الفلسطينيوالأردني و تميزها ومتانتها مشيرا الي انة لا يمكن لأي دسيسة ان تخترقها او توقع بين الشعبين الشقيقين سواء عبر التلويح بمهزلة الوطن البديل او غيرها، مشددا أن الاردن للأردنيين وفلسطين للفلسطينيين وكلا الكيانين للعرب والمسلمين أجمع، داعيا الي تعزيز أوجه التعاون والتنسيق بين الجانبين في جميع المجالات لما في ذلك من منافع مشتركة ورفع لمعنويات المقدسيين وتكريس للحق الفلسطيني في هذه المدينة المقدسة ودحض للروايات الاسرائيلية' المزيفة، وتعزيزا للحقوق الثابتة غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني. واصطحب الحسيني الوفد الاردني بجولة في مدينة القدس بدأها بزيارة بطريركية الروم الارثوذكس تأكيدا علي وحدة الشعب الفلسطيني مسيحييه ومسلميه في التصدي لمخططات الاحتلال التهويدية للمدينة المقدسة.