رعي وزير الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية الأردني الدكتور هايل عبد الحفيظ داود مندوبا عن الأمير غازي بن محمد كبير مستشاري الملك للشؤون الدينية الاحتفال بالذكري السنوية الاولي لتوقيع اتفاقية الوصاية الهاشمية علي الاماكن المقدسة في القدس الشريف الذي أقامته الوزارة بالتعاون مع المركز الاردني لبحوث التعايش الديني. وأكد داود في الاحتفال الذي اقيم اليوم في المركز الثقافي الملكي أهمية الاتفاقية التي وقعها الملك عبد الله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس والتي تدل علي عمق العلاقة بين الشعبين الشقيقين الاردنيوالفلسطيني مشددا علي ان نهر الاردن سيبقي واصلا بين الضفتين لا فاصلا. وقال: لقد جاءت هذه الاتفاقية في ضوء خصوصية القدس ومكانتها عند المسلمين والمسيحيين واستمرارا للدور الهاشمي في رعايتها وحمايتها مؤكدا انها ليست منازعة للأردن علي فلسطين بل لنصرة الفلسطينيين في المطالبة بالاستقلال والسيادة. وأضاف داود أن الوصاية التي هي دينية وقانونية وإدارية جاءت لظروف معينة أملتها المسؤولية التاريخية والدينية للهاشميين علي هذه المقدسات التي تتهددها الاخطار التهويدية المتعددة وهي تهدف للحفاظ علي الولاية العربية والإسلامية علي المدينة المقدسة. وقال: لقد سار الملك عبد الله الثاني علي خطي والده الملك الحسين في حمل رسالة المقدسات والدفاع عنها موضحا ان الاردن يقوم بدور يتمثل في اعمار هذه المقدسات وصيانتها وتأمين حاجاتها وتأمين الكوادر اللازمة لإدارتها وحراستها وتنفيذ عشرات مشاريع الصيانة والاعمار الهاشمي المتوالي منذ عهد الشريف الحسين بن علي. وأكد مدير مركز التعايش الديني الاب نبيل حداد أهمية اتفاقية الوصاية التي وقعها الملك عبد الله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس مشددا علي أن أي اعتداء او تقسيم لأي موقع او مكان في المدينة المقدسة أمر لا يمكن السكوت عليه وهو اعتداء صارخ علي الهوية العربية والإسلامية والمسيحية للقدس. ودعا الامة والمجتمع الدولي الي ارسال رسالة واضحة بأن أي مسّ بالهوية العربية او الاسلامية او المسيحية للقدس هو امر لا يمكن قبوله أو السكوت عليه. وألقي الشيخ حسان طهبوب كلمة أكد فيها أهمية اتفاقية الوصاية الهاشمية علي القدس ومقدساتها مشيرا الي أن الهجمة التي تتعرض لها القدس والمسجد الأقصي المبارك انتقلت من مجرد انتهاكات فردية الي محاولات يائسة لانتزاع السيادة وقد ظهر هذا الهدف بشكل واضح عند تم طرح الوصاية الهاشمية علي الكنيست 'الاسرائيلي' الامر الذي تمت مجابهته برفض فلسطيني اردني مشترك. وقال اننا نرفض التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الاقصي المبارك بهدف اتاحة المجال لقطعان المستوطنين لتدنيس المسجد مؤكدا ان الاضطهاد الديني الاسرائيلي ينذر بعواقب وخيمة ويضع المنطقة امام حرب دينية مريرة. وقال بطريرك المدينة المقدسة ورئيس مجلس كنائس الاردن البطريرك ثيوفيلوس الثالث القي الوكيل البطريركي في شمال الاردن ثيودور مينوس كلمة قال فيها: 'ان اتفاقية الوصاية جاءت لتأكيد الوصاية الهاشمية علي القدس منذ عهد الشريف الحسين بن علي مشددا علي ان الملك عبد الله الثاني هو صاحب الوصاية علي الأماكن المقدسة في القدس الشريف. والقي رئيس مجلس الأوقاف الاسلامية في القدس الشيخ عبد العظيم سلهب كلمة ثمن فيها الاتفاقية التي أكدت الوصاية الهاشمية علي مدينة القدس وفي مقدمتها المسجد الأقصي المبارك لافتا الي ان الرعاية الهاشمية مستمرة منذ بدايات القرن الماضي عندما تبرع الشريف الحسين بن علي باعمار المسجد الاقصي المبارك وما زالت الاعمارات الهاشمية تتوالي علي المدينة المقدسة. كما ثمن الدعم المستمر الذي يقدمه الصندوق الهاشمي برئاسة الامير غازي بن محمد للمدينة المقدسة وتعزيز صمود أهلها، مبينا ان الممارسات الاسرائيلية في المدينة المقدسة تستهدف وجودنا مسلمين ومسيحيين. وأكد سلهب ان الوصاية الهاشمية هي صمام الامان لحماية المقدسات، معربا عن امتنان اهالي القدس للملك عبد الله الثاني الذي يدافع عن المدينة المقدسة في المحافل الدولية ويعدها خطا احمر لا يمكن تجاوزه. وقال رئيس الاتحاد اللوثري العالمي مطران الكنيسة الانجيلية اللوثرية في القدس والأردن المطران منيب يونان: ان الوصاية الهاشمية علي القدس ليست جديدة ولكن الجديد فيها هو التنسيق الكامل بين الملك عبد الله الثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس مبينا أهميتها في المحافظة علي المقدسات الاسلامية والمسيحية علي حد سواء. وتخلل الاحتفال عرض لفيلم وثائقي حول الجهود التي يبذلها الاردن للحفاظ علي عروبة المدينة المقدسة عبر التاريخ، وإطلاق الموقع الالكتروني لمركز التعايش الديني.