استطاعت بوابة الاسبوع أن تجري حواراً مع السيد سيف الدين العامري، الباحث التونسي المختص في الاتصال السياسي والصحفي في جريدة العرب اللندنية والذي خصص أبحاثه في الخطاب السياسي للجماعات الإسلامية. نشر عدة مقالات وورقات بحثية في عدد من المجلات العلمية. وهو الآن بصدد التعامل مع مخبر الاتصال الدولي في جامعة تورينو الإيطالية. و رأينا محاورته في مسائل عديدة تخص الشان المصري والعربي في مايخص الجماعات الإسلامية. س' ان مصر الان حكومة وشعبا تقف ضد جماعات الاسلام السياسي المتطرفة فكيف تري الحل السليم لتلك المشكلة؟! في البداية يجب الإشارة إلي أن ماوقع يوم 30 يونيو 2013 في مصر كان 'ضرورة تاريخية' وجب علي المصريين الاستجابة لها نظرا لتفاقم المشاكل علي كافة الأصعدة. ففي مقابل الشعارات التي رفعت في 25 يناير 2011، ذهب الإخوان مباشرة عند استلامهم للسلطة إلي 'أخونة الدولة' فعلا، والانطلاق في تنفيذ فكرة 'التمكين' القطبية وتفعيلها علي مستوي المؤسسات، بعيدا عن طموح الشعب المضري في النهوض الاقتصادي والاجتماعي والتحول السياسي. ومن ناحية أخري، استطاعت القوة العسكرية عبر حساسيتها السياسية التي تراكمت عبر التاريخ منذ أيام عبد الناصر أن تتفطن للعبة الإخوانية الخطيرة التي تحدث علي المستوي الداخلي والخارجي لمصر بهدق اضعافها. فسارعت المؤسسة العسكرية إلي الانقاذ بعد زخم شعبي هائل. طبعا ناهيك عن الخوف عن مستقبل مصر الديمقراطي، فالكل يعرف جيدا مشروع الاخوان الإقصائي الذي يحتكر السلطة باسم المطلق الديني ولعل مثال السودان أهم مثال في خسارة الوحدة الترابية للوطن الآن هي مرحلة التشبث بخارطة الطريق وعدم الالتفات إلي الوراء، المصالحة بعد الانتخابات، والدستور المصري بعد التحوير هو الوسيلة للقضاء علي ارهاب الجماعة الإسلامية. الآن مصر تنتقل إلي النور دون إخوان نتيجة الرفض العام، إذن فاليبقي الجميع رافضا للدم والإرهاب والانتقال سريعا إلي بر الأمان. س'. كيف تري مستقبل حركات الاسلام السياسي بالمنطقة العربية ارتباطا بالسؤال الأول حول وقوف الشعب والسلطة المصرية أمام الإخوان، والذي أثبتت فيه مصر تعلقا بوطنيتها وعمق انتمائها إلي المحيط العربي والتوجه التقدمي، نقو إن مستقبل حركات الإسلام السياسي اليوم مرتبط بنهجين اثنين حسب رأيي. فإما أن ينخرط كل منتسبي الجماعة الإسلامية في المسار الإرهابي وحمل السلاح ضد المؤسسات و الشعب المصري 'وهو مايحدث فعلا علي الحدود الغربية مع ليبيا مع ما يسمي الجيش المصري الحر'. فالإخوان جماعة لا تؤمن إلا بنفسها أما الآخر بالنسبة لها هو 'الجحيم' كما يقول سارتر الفرنسي. ومن هنا وجب التنبه إلي خطورة التحالفات الإخوانية الدولية والاقليمية. فقطر وإيران وأميركا وتركيا وحتي الكيان الصهيوني سوف تدعم سيناريو سوري خطير علي مصر لا سمح الله. فالإخوان مستعدون للتحالف حتي مع الشيطان للعودة إلي السلطةو المجتمعات في الوقت الحالي تذهب نحو التخلص من الماضوية والفكر السلفي، وكل العرب اليوم تفطنوا إلي فشل الحركات الإسلامية في إدارة الشأن العام. وبالتالي فمصير كل الحركات الإسلامية في أي صورة من صورها هو الفناء. فالتاريخ لم يعد يحتمل أفكارا تعود علي القرن الخامس قبل الميلاد في تكفير من يصدق بكروية الأرض. س'ما السبب وراء قوة وسرعة انتشار تلك التنظيمات المتطرفة العنصرية بالفترة السابقة؟ سبب انتشار هذه الجماعات الإسلامية السياسية 'إخوانية وجهادية، كتنظيم أنصار بيت المقدس أجناد مصر وتنظيمات أخري قديمة كالسماويين.. ' انما يعود إلي تغلغل فكرة الإسلام السياسي وسط الشرائح الضعيفة اجتماعيا وثقافيا واقتصاديا. فالاحباط النفسي للشباب علي عقود وفقدان الثقة في المستقبل يؤدي إلي التخلي عن الحياة واختيار الموت، فالواقع المتأزم لا ينتج سوي الوعي المتأزم وبهذا المنطق. وهذا الواقع، استطاعت قوي سياسية بعينها أن توظفه لصالحها للعب أوراق الضغط علي الخصم، حتي السلطة المصرية في ذاتها 'أقصد السادات' استعملت يوما ما ورقة الإخوان للقضاء علي بقايا الناصرية الاشتراكية. وبتطور واقع السياسة الدولية، أصبحت القوي الجهادية المتطرفة سلاحا فعالا في يد الامبرياليات الاستعمارية كجيش يحارب بالوكالة عن أميركا مثلا، إذا لا يمكن أن ننسي أفغانستان وكذبة الجهاد ضد السوفيات والآن ما يحدث في سوريا. فهل يعقل أن تكون جماعة ك'داعش أو النصرة' تبحث عن بديل ديمقراطي للنظام الطائفي الأسدي الآن؟ لا أعتقد ذلك. إذن وجب علي الجميع أن يفهم أن كل التنظيمات الإسلامية اليوم هي مشبوهة وفاقدة لمشروع وطني، علي كل الشعوب أن تتفطن لها وأن تحاربها بالنور والمعرفة والمبادئ الوطنية والديمقراطية، وخاصة بفكرة 'المشترك الوطني ' التي تجمعهنا، فتلك أداتنا للقضاء علي الظلام.