حذرت منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة 'الفاو' اليوم من ان هناك نحو 3.3 مليون شخص يعانون حالياً من مخاطر الجوع وانعدام الأمن الغذائي في السودان.. والمرجح أن يرتفع الرقم إلي 4 ملايين في غضون الأشهر المقبلة نتيجة لمزيج من العوامل منها زيادة الصراع، والنزوح في ولاية دارفور، وتحركات اللاجئين من جنوب السودان المجاورة، وضعف الحصاد المحصولي، وتزايد أسعار المواد الغذائية. وذكرت 'الفاو' في تقرير لها اليوم زع بالقاهرة أن المزارعين والرعاة في السودان بحاجة إلي دعم عاجل للحيلولة دون مزيد من التدهور في حالة الأمن الغذائي في البلاد. وفي بعض مناطق السودان، من المتوقع أن تتردي الأوضاع إلي مستويات الطوارئ خلال الأسابيع القليلة المقبلة، مما سيستتبع تفاقماً في مستويات سوء التغذية الحاد ويجر عواقب وخيمة علي الفئات السكانية الأضعف. وقال الخبير عبدي أدان جاما، ممثل 'فاو' في السودان، أن 'السودان يمثل أزمة منسية تسير من سئ إلي أسوأ'، مضيفاً 'ونحن بحاجة ماسة الآن إلي ضمان أن يصبح الرعاة الأضعف والمزارعون المتضررون في وضع يمكنهم من استعادة سبل معيشتهم، وإشباع أسرهم، والحد من اعتمادهم علي المعونة الغذائية، وإعادة بناء حياتهم'. ولم تتلق وكالات الأممالمتحدة والشركاء إلي الآن سوي 3.5 بالمائة من مبلغ 995 مليون دولار أمريكي، الذي ناشدت تعبئته لكي تتمكن من تنفيذ عمليات التدخل الإنسانية العاجلة المتضمنة في خطة الاستجابة الاستراتيجية في السودان عام 2014. ويُعزي تقرير 'الفاو' الوضع الراهن لانعدام الأمن الغذائي في السودان إلي أسباب متعددة، بما في ذلك سوءالحصاد خلال موسم 2013 - 2014 بسبب تأخر الأمطار وندرتها دون المتوسط بالمناطق المحصولية الرئيسية، وإذ هبط إنتاج الحبوب إلي ما يتراوح بين 65 و70 بالمائة دون متوسط السنوات الخمس الماضية. وأدي تجدد القتال والعنف القبلي إلي الفرار من مناطق السكني وفوات المواعيد الموسمية الحرجة للزرع والحصاد، ولا سيما بولايات دارفور، والنيل الأزرق، وجنوب كردفان.. وتمخض تجدد العداوات في دارفور عن نزوح أكثر من مائتي ألف شخص منذ بداية عام 2014. وواصلت الأسعار المحلية للحبوب ارتفاعها المطرد منذ مايو ويونيو/ 2013، لتصل بحلول مارس/آذار 2014 إلي مستويات قياسية في معظم الأسواق، مما قلص القوة الشرائية بقوة للأسر الضعيفة. وعلي سبيل المثال، إرتفعت أسعار المحصول الرئيسي من الذرة الرفيعة بما يعادل 70 بالمائة في مارس 2014، مقارنة بنفس الشهر في عام 2013. وتتنبأ منظمة 'فاو' بأن الأسعار من المتوقع أن تواصل تزايدها بسرعة، من فبراير إلي يونيو 2014، وبمعدل يتراوح بين 10 و15 بالمائة في المواد الغذائية الأساسية. في تلك الأثناء، ألقت الزيادة في تحركات اللاجئين، هرباً من الأزمة في جنوب السودان ونتيجة لعبور مناطق الحدود إلي داخل السودان بضغوط إضافية علي الموارد المحلية وصعّدت خطر اندلاع الصراعات. ويُخشي أن تؤثر هذه الوضعية سلبياً أيضاً علي العشائر الحيوانية المرتحلة في السودان، حيث ترعي ملايين من رؤوس القطعان بمناطق جنوب السودان خلال الموسم الجاف. وقال الخبير جاما، ممثل 'فاو' بالسودان، أن 'نحو 80 بالمائة من سكان المناطق الريفية في السودان يعتمدون علي الزراعة لتحصيل غذائهم ودخلهم، وإن لم ندرك مدي خطورة الوضع ونتداركه في الوقت المناسب فلسوف يتدهور إلي ما هو أسوأ بكثير'. وتناشد منظمة 'الفاو' حشد 19 مليون دولار لسلسلة من التدخلات العاجلة في السودان تستهدف ما مجموعه 5.4 مليون شخص. ولم تتلق إلي الآن سوي سبعة ملايين دولار، مما خلق فجوة في التمويل بمقدار 12 مليون دولار. وتعتزم المنظمة إمداد تسعمائة ألف من الأسر الأشد ضعفاً بأدوات سبل المعيشة، ويشمل ذلك محاصيل متعددة الأغراض تستجيب ليس فقط للاحتياجات الغذائية الأسرية وإنما تلزم أيضاً لحماية التربة، إلي جانب توفير الأعلاف للثروة الحيوانية بهدف إدامة إنتاج الحليب، وعرض أسعار مقبولة في الأسواق. وتُعِد 'الفاو' لتوفير بذور ذات جودة عالية وتنضج مبكراً لتغطية اثنين من المحاصيل الأساسية، وهما الذرة الرفيعة والدخن، وسوف تعمل المنظمة علي تنويع سلة الغذاء للأسر المتضررة من خلال تعزيز ناتج البقوليات والبطاطا الحلوة، وإنتاج الحليب، وأنواع الخضروات التي يمكن زراعتها في موسم الأمطار أيضاً، مما يتيح موارد دخل تكميلية ذات أهمية حيوية. ويخطط التكتل الدولي للأمن الغذائي وسبل المعيشة، الذي تقوده 'الفاو' شراكةً، من أجل تحصين 11.7 مليون رأس من الماشية، وضمان التغذية التكميلية، وتحسين فرص الوصول إلي المراعي والمياه، بغية صون هذه الأصول الإنتاجية الهامة. ويشكل مبلغ 19 مليون دولار الذي تحتاجه المنظمة لتنفيذ تدخلاتها العاجلة المطلوبة، جزءاً من نداء دولي لحشد ما يقرب من 388 مليون دولار لدعم الأمن الغذائي وسبل المعيشة خلال 2014، وجههه سابقاً التكتل الدولي للأمن الغذائي وسبل المعيشة في إطار خطة الاستجابة الاستراتيجية في السودان.