كيف وقعت هذه الانفجارات أمام مبني كلية الهندسة؟! من المغالطة أن نقول إنه تقصير أمني ونحن نري أفراد الشرطة والجيش يقدمون أرواحهم ويعلنون دومًا أنهم يفدون الوطن بحياتهم وأنهم كلهم عزم علي استكمال مسيرتهم للقضاء علي الإرهاب ولذا من المؤسف أن نري ونسمع من يشير أن هناك حالة من التراخي تلازم أداء الأجهزة الأمنية؟ هل نحمل رؤساء الجامعات مسئولية ما جري داخل الجامعة وما أعقب ذلك مما جري خارجها؟! وجدنا مجلس الوزراء اجتمع منذ بضعة أيام واتخذ قرارات رادعة تجاه الانفلات والتخريب الذي يجري في جامعاتنا وتقرر إعادة الحرس الجامعي وتم أخيرًا فصل عدد من الطلاب والطالبات ولن يكون هناك تهاون مع أي عمليات تخريب هنا أو هناك ومع ذلك وجدنا الوضع باقيًا علي ما هو عليه ولم يتوقف التخريب والحرق حيث رأينا الحرق الجماعي لسيارات أساتذة الجامعات بل حرق مكتب الحرس بجامعة الأزهر ورأينا أستاذة جامعية تبكي بشدة لما لحق بسيارتها من دمار. كانت الانتقادات توجه بشدة إلي الدكتور جابر نصار لأنه يرفض دخول الحرس الجامعي وقبله الوزير حسام عيسي كان له نفس الرأي ثم اضطر نصار إلي الرضوخ وقبول دخول الحرس في جامعة القاهرة، فهل أدي دخوله إلي استقرار الأوضاع داخل جامعته؟! لا لقد حدث العكس تمامًا وتصاعدت عمليات الحرق والتخريب وامتدت فهل نقول إن نصار وعيسي كان لهما الحق بداية حينما رفضا دخول الحرس وقال أحدهما إن الحرس لن يدخل الجامعة إلا علي جثتي. كيف تمتد الاضطرابات داخل الجامعة لتشمل كافة جامعات مصر دون استثناء وتنتقل عدواها من جامعة الأزهر إلي الجامعات الأخري؟! ولعل الأمر يتوقف عند هذا الحد، بل نفاجأ بهذا الانفجار المدوي أمام مبني كلية الهندسة والذي سمعه بوضوح أهالي الدقي والمنيل وبين السرايات، هل من أمل أن يتوقف هذا الكابوس كيف تأمن أي أسرة علي أبنائها في المدرسة والجامعة بعد ما حدث بل كيف يأمن أي مواطن علي نفسه بعد أن أصبح الانفجار مستباحًا إلي هذا الحد المفزع؟! وما الحل؟!! هل الحل في إغلاق المدرسة والجامعة وإلغاء العام الدراسي كلية هذا العام طالما بلغ الانفلات إلي هذا الحد؟ قد يقول البعض: وما ذنب الطلاب حينما يضيع منهم عام كامل وربما بعضهم ينتظر التخرج علي أحر من الجمر ليلتحق بوظيفة تدر عليه دخلًا يعينه علي مواجهة أعباء الحياة له ولأسرته هل مطلوب إغلاق المدن الجامعية؟ وهو لو حدث وَطُبِّقَ قد يمثل الضياع لطلبة معدمين متفوقين لا علاقة لهم من بعيد أو قريب بكل ما يجري من أعمال تخريبية هل من العدل أن نحملهم أخطاء غيرهم ونعود إلي انفجار كلية الهندسة؟ ما دوافعه؟ هل مرجعه أن السيسي قرر وأعلن ترشحه هل كان واجبًا ألا يترشح السيسي حتي يأمن المواطن مثل هذه التفجيرات؟ هل تنتقم تلك الجماعات من الشعب لأنه يتمسك بالسيسي رئيسًا هل من نهاية لهذا الخراب الذي يلحق ببلدنا لقد حكمنا علي الببلاوي أنه يمثل قيادة متراخية أياديها مرتعشة لأنه لم يلجا إلي العنف مع الطلاب ورحل الرجل وجاء من يخلفه وقرر الحزم والشدة مع كل من يتورط في عمل تخريبي ومنذ تولي محلب اختلف التعامل مع الطلاب عما كان عليه في فترة الببلاوي لكن المؤسف أن التخريب بقي في الجامعات مثلما كان بل ربما تصاعد واتسع. هل نقول إن محلب هو الآخر متراخي وحكومته فشلت في مواجهة العنف؟ هل من حل عملي يضمن لنا أن ما جري أمام كلية الهندسة لن يتكرر، أعود وأقول هل الحل هو إلغاء العام الدراسي باعتباره حلًا يمثل أقل الاضرار. [email protected]