بعد منافسة حامية بين دورتين انتخابيتين تمكنت بالأمس آن هيدالغو مرشحة الحزب الاشتراكي من الفوز بمنصب عمدة بلدية باريس أمام منافستها اليمينية ناتالي كوسيسكو موروزيه من حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية بعد حصول الأولي علي ما يقارب نسبة 56% من أصوات الباريسيين كما توقعت جريدة الأسبوع المصرية في تقارير سابقة علي النتائج النهائية. وقد عبرت آن هيدالغو إسبانية الأصل أمام مؤتمر صحفي وأمام البعض من جمهورها عن سعادتها باحتفاظ الاشتراكيين بهذا المنصب وبخاصة في وقت يمر فيه الحزب الاشتراكي بظروف استثنائية جعلته يخسر الكثير من المدن الفرنسية ويحصل علي نسبة 42% من عمد البلديات بالمدن الفرنسية أمام الأحزاب اليمينية التي حصلت علي 48% مشكلين الأغلبية. هذا في الوقت الذي حقق فيه حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية نسبة كبيرة من عمد البلديات إلي جانب اختراق حزب الجبهة الوطنية الانتخابات محققا نتائج متقدمة في أقوي المدن الفرنسية وهي سابقة أولي في تاريخه. تعتبر آن هيدالغو وريثة الحزب الاشتراكي بعد أن عملت كنائبة أولي لعمدة باريس برتلاند ديلانوي لفترة طويلة تمكنت بقدراتها من الاستفادة من خبرات بلدية باريس، وقد ناصرها في حملتها الانتخابية الكثير من رموز الأحزاب اليسارية وعلي رأسهم رئيس الوزراء الأسبق ليونيل جوسبان كما تضافرت في فوزها لهذا المنصب جهود الحزب الاشتراكي وحزب الخضر والحزب الشيوعي وحزب اليسار. كما نوهت هيدالغو عن ذلك بالأمس عندما تقدمت بالشكر إلي كل هؤلاء إضافة إلي فرق العمل التي ساندتها في كل الأحياء الباريسية وإلي كل الذين أعطوها الثقة من أبناء باريس لتفوز بهذا المنصب وتلك المكانة التي تحدث في باريس ولأول مرة عندما تنتخب سيدة أمام استقطاب الرجال لعهود طويلة لهذا المنصب، وفي كلمتها نوهت أيضا عن استعدادها بعد تلك الثقة أن تحافظ لباريس علي قيمها الحضارية والإنسانية بالانفتاح علي كل الأجناس والأعمار والعرقيات والتنوع الثقافي والديني أمام التعصب والعنصرية التي تفوح بفرنسا بتقدم الجبهة الوطنية التي تتبني الأفكار المعادية لما تتبناه مبادئ الجمهورية الفرنسية. كما وعدت بأن تكون عمدة لكل الباريسيين بما فيهم الذين لم يصوتوا لها وساعية للمساهمة في حل الكثير من المشكلات الاقتصادية والاجتماعية بباريس، كما وعدت بأن تعمل علي أن تجعل باريس مدينة النور والعلم والإبداع متفوقة علي العواصم الشهيرة في العالم لتكون باريس الوجهة الأولي لزائريها من حيث الجمال والإبداع. كما اعتبرت أن هذا الانتصار جاء بسبب قيم الأحزاب اليسارية ووعدت بأن تتحمل المسئولية والعمل الدؤوب لصالح باريس بصدق وشفافية ودون تجاوزات وتحويل برنامجها الانتخابي إلي واقع ملموس مع بدء تسلمها لمهمتها من العمدة الاشتراكي الحالي.