الانتخابات البلدية بفرنسا التي تجري عبر دورتين منذ الأحد الماضي سوف تحسم نتائجها من خلال دورتها الثانية اليوم بعد الثامنة مساءا فإما أن تحسم النتائج لصالح الأحزاب اليمينية كما حدث في الأسبوع الماضي عندما حقق حزب الجبهة الوطنية نتائج غير متوقعة واحتل المقاعد في بعض البلديات وإما أن يعود الحزب الاشتراكي متضامنا مع الأحزاب اليسارية ويعوض ما خسره في الجولة الماضية لحفظ ماء الوجه بعد أن خسر الحزب الاشتراكي الحاكم الكثير من البلديات، وها هو اليوم عن طريق الرئيس هولاند وحكومته ورموز الحزب يبذلون قصار جهدهم لإقناع الفرنسيون بالخروج بكثافة للتصويت بعد أن امتنع ما يقارب أل 40% عن الخروج للتصويت كشكل من أشكال التعبير والاحتجاج علي أداء الرئيس هولاند الغير مرضي والذي يراه الكثير من الفرنسيون أداء مخيبا للآمال وخالفا للوعود التي كان قد قطعها هولاند علي نفسه أبان حملته الانتخابية للرئاسة. يسعي الرئيس هولاند من خلال رسالة الأحزاب اليسارية له خلال هذا اليوم الانتخابي العصيب إلي التقليل من الهزيمة التي يعيشها الآن والتي عادة ما يواجهها كل رئيس فرنسي في نصف مدة رئاسته، ويتوقع المحللون أن هولاند الذي يتمتع بالدهاء يملك أمام تلك الأزمة بصعود اليمين المتطرف الكثير من الخيارات لمواصلة مسيرته السياسية والحفاظ علي مستقبل الحزب الاشتراكي ومنها الخيار الأول والذي يتوقع خلاله أن يقوم بتغيير الحكومة بشكل كامل مع تقديم خطة طريق جديدة لنهجه السياسي لمعالجة الأوضاع الاجتماعية المتفاقمة، و الخيار الثاني أن يقوم فيه بإجراء تعديلات وزارية مع الإبقاء علي رئيس الوزراء الحالي ' جان مارك إيرولت ' شريطة أن يعطي الوزراء الجدد زخم سياسي جديد لحكومته، والخيار الثالث بألا يحدث تغييرا علي الإطلاق باعتبار أن تلك الانتخابات محلية ويمكن تجاوزها في مراحل مقبلة من خلال الانتخابات البرلمانية المقبلة في أوروبا، وكلها خيارات ستتوقف علي نتائج الانتخابات اليوم بعد أن حل الاشتراكيون الرقم ثلاثة في نتائج الانتخابات الأولية الأحد الماضي. ويحلم اليسار اليوم بتحسين النتائج في الكثير من كبري المدن الفرنسية وبخاصة في مدينة باريس واختيار عمدتها خلفا لبرتران ديلانوي الذي رفض الترشح لدورة ثالثة، ولأول مرة سيتم انتخاب سيدة كعمدة لمدينة فرنسا والتي يخوضها في جولة الإعادة سيدتين علي منصب العمدة الأولي هي السيدة 'آن هيدالغوا ' وهي سيدة من أصول أسبانية تنتمي للحزب الاشتراكي وتعمل منذ فترة طويلة كنائب أول لعمدة باريس ولهذا يسمونها بالحارسة، وتعد في برنامجها الانتخابي أهل باريس بأن يحافظوا علي أن تبقي باريس وفية ومحافظة علي قيمها وعليهم أولا أن يكونوا أوفياء لباريس، والثانية هي اليمينية ناتالي كوسيسكو موروزيه عن حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية وهي الوزيرة السابقة للبيئة في عهد الرئيس ساركوزي والملقبة بالنجمة بسبب تفوقها وحنكتها السياسية. وكان آخر استطلاع للرأي أجري بباريس أثبت فوز مرشحة الحزب الاشتراكي بنسبة 54% مقابل حصول مرشحة اليمين علي نسبة 46%، وخلال الساعات القليلة المقبلة سوف يحسم الصراع لصالح أول سيدة فرنسية في تاريخ فرنسا تحظي بالتربع علي عرش عمدة أبرز عواصم العالم باريس التي ظلت خاضعة للاشتراكيين منذ 19 عام.