في الثامن والعشرين من يناير 2011، شهدت البلاد تصعيدًا خطيرًا لأحداث العنف في كافة المحافظات.. كانت الخطة تقضي باسقاط جهاز الشرطة في جمعة الغضب، وصولاً إلي اسقاط النظام، ثم اسقاط الدولة وسيادة الفوضي. كانت التظاهرات قد بدأت سلمية، إلا أن جحافل الإخوان ومعها عناصر من حركة حماس، سعت إلي إشعال النيران في أقسام الشرطة ومقار المؤسسات والعديد من المنشآت الحيوية، لم يستطع رجال الشرطة الصمود كثيرًا أمام هذه الهجمة المنتظمة، انسحبت قوات الأمن، وتركت الميادين خالية، إلا من عناصر محدودة. توافد عشرات الألوف إلي ميدان التحرير وغيره من الميادين الأخري، كانت الهتافات تدوي مطالبة باسقاط النظام، وفي نحو السادسة مساء كان هناك حدث جلل لايزال موضع التساؤل حتي الآن. لقد تحركت عناصر غير معروفة، بعضها من الأجانب وقيل إن بعضها من المصريين باتجاه مبني جراج السفارة الأمريكية الواقع في شارع الشيخ ريحان، علي بعد أمتار معدودة من ميدان التحرير، تمتلك السفارة الأمريكية أكثر من ثمانمائة سيارة في هذا الجراج، مفاتيح هذه السيارات لها شفرة خاصة، لا يستطيع أحد أن يستولي علي سيارة ويدفع بها إلي الخارج إلا إذا كان يعرف هذه الشفرة، ناهيك عن وجود رجال أمن يتولون حراسة وإدارة هذا الجراج الكبير. ترصد المعلومات الأمنية أن أبواب الجراج كانت مفتوحة، وأن عناصر غريبة تسللت إلي الجراج، كانت تعرف ماذا تفعل، وكانت لديها المعلومات الكاملة عن كل شيء، وضح أن هناك مخطط يجري تنفيذه، في لمح البصر تم إخراج 22 سيارة دبلوماسية من داخل الجراج مضت كل منها إلي المنطقة المحددة لها للقيام بمهمة معروفة سلفًا.
كان ميدان التحرير يموج بالبشر، كانت هناك عمليات كر وفر في انحاء الميدان، لقد وصلت قوات من الجيش منذ قليل، كانت علي مقربة من الميدان، تم حرق أربعة سيارات منها، لقد ظنوا أنها تابعة لقوات الحرس الجمهوري، كانت التعليمات التي أصدرها المشير محمد حسين طنطاوي وزير الدفاع تقضي بعدم الرد علي أية استفزازات.
بعد قليل، كانت سيارة دبلوماسية بيضاء تابعة للسفارة الأمريكية قد تسللت إلي أول ميدان التحرير منذ قليل، بالقرب من المجمع، كانت قد تحركت ضمن السيارات الأخري من جراج السفارة بشارع الشيخ ريحان إلي شارع قصر العيني ثم إلي الميدان. يبدو أن السيارة كانت تنتظر إشارة للتحرك السريع بهدف دهس المتظاهرين، كانت أضواؤها عالية، تم تصويرها من شخص مجهول، كأنه يعرف مهمتها، فجأة تحركت السيارة بسرعة رهيبة، في ثوان معدودة قتلت 14 متظاهرًا وأصابت آخرين، كان المشهد مريبًا، قناة الجزيرة راحت تبث المشهد، وراحت تذيع معلومات تحمل السلطات الأمنية المصرية مسئولية الحادث.. كان الهدف هو إشعال المظاهرات واستخدام ما حدث كمادة للإثارة بهدف نشر المزيد من الفوضي. أنهمك المتظاهرون في لملمة الجثث والجرحي، استطاعت السيارة أن تهرب إلي خارج الميدان، لقد توجهت إلي جهة مجهولة، ربما لتنفيذ مهمة أخري في مكان آخر، كانت كل المعلومات تشير إلي أن قائد السيارة الدبلوماسية الأمريكية شخصًا أجنبيًا، لكن أحدًا لم يعرف هويته علي وجه التحديد. كان رئيس الجمهورية بصفته الحاكم العسكري قد أصدر قرارًا في ذات اليوم بفرض حظر التجول من السادسة مساء إلي السابعة صباحًا، لكن القرار لم يجر تطبيقه بالشكل الحاسم، بدأت عمليات حرق أقسام الشرطة تحدث تأثيراتها الخطيرة في البلاد، تم الافراج عن عدد كبير من المحبوسين، استولوا علي الأسلحة وبدأوا في ممارسة عمليات إجرامية في الطرق العامة. كانت السيارات الدبلوماسية الأمريكية تتجول في انحاء مختلفة من مدينة القاهرة، تم ضبط أجنبي كان يقود إحدي تلك السيارات، والتحفظ عليه بقسم الأزبكية، إلا أن هناك مجموعات بدأت في التجمع أمام قسم الأزبكية، أحرقت القسم وتم الافراج عن الأجنبي المقبوض عليه مع آخرين من مكان احتجازهم داخل القسم. في السابعة من مساء ذات اليوم الثامن والعشرين من يناير تلقي العميد إيهاب عرفة مأمور قسم عابدين إخطارًا يفيد بأن الخدمات الأمنية المسئولة عن حماية محيط وزارة الداخلية ضبطت إحدي السيارات الدبلوماسية الأمريكية وبداخلها 3 أشخاص، فاندفع تجاهها عدد من المتظاهرين المجهولين وأفرجوا عن من كانوا بالسيارة. وقال مأمور القسم 'إنه أُخطر في وقت لاحق بتواجد عدد من سيارات السفارة الأمريكية بمحيط وزارة الداخلية وأنه انتقل لمعاينتها، واثبت في محضر العثور علي خمس سيارات منها'. في هذا الوقت قال هاني سيد توفيق '33 عامًا' موظف بالتنظيم والإدارة 'إنه أثناء تواجده بالقرب من مقر الجراج، شاهد مجموعة من الشباب يلقون زجاجات المولوتوف علي الأمن المركزي وتركوا السيارة عند مبني مجلس الشوري في قصر العيني، ثم عادوا لجراج السفارة الأمريكية وسرقوا محتوياته'. أما وليد عثمان المحقق الأمني بمكتب أمن السفارة الأمريكية فقد زاد الأمر غموضًا عندما أكد عدم صدور قرار من السفارة بخروج أي من هذه السيارات يوم 28 يناير تحسبًا لأي أعتداء أو مشاكل وقال إن الجراج لم تخرج منه إلا السيارات التي تم سرقتها بعد اقتحامه. إن الغريب في الأمر أن السفارة الأمريكية التزمت الصمت ولم تتقدم ببلاغ سرقة السيارات من جراجها إلا يوم 16 فبراير 2011، أي بعد 19 يومًا من الواقعة، وحمل البلاغ رقم 998 لسنة 2011 جنح قصر النيل. كان السؤال المطروح لماذا صمتت السفارة الأمريكية طيلة هذا الوقت دون أن تتقدم ببلاغ إلي جهات التحقيق لاتخاذ الإجراءات المناسبة ضد المتورطين؟! لم تكن هناك إجابة محددة، لكن السؤال ظل معلقًا، وإن كانت المؤشرات والدلائل تكشف الكثير من الحقائق خاصة بعد تكرار هذا السيناريو في أكثر من بلد، كان آخرها أوكرانيا، لقد كشف وزير خارجية إستوانيا في محادثة هاتفية مع كاترين آشتون عن هؤلاء القناصة الذين جاءوا من خارج البلاد وقتلوا متظاهرين ورجال أمن علي السواء بهدف إشعال نيران الثورة والفوضي في البلاد. 'نص الاتصال الهاتفي بين الوزير وآشتون'
لقد قال المحامي محسن بهنسي عضو لجنة تقصي الحقائق والتي كلفت بإعداد تقرير عن الأحداث التي شهدتها مصر من 25 يناير إلي 30 يونية، قال معلقًا علي لغز السيارات الدبلوماسية الأمريكية 'إن اللغز هو في تزوير اللوحات المعدنية الخاصة بسفارة 'بنما' في القاهرة من خلال وحدة المرور، وهو ما أغفلته التحقيقات منذ الثورة وحتي الآن، بالرغم من كونه الخيط الجلي الذي يفسر الواقعة الأكثر غموضًا في أحداث يناير'. وقال في تصرحات صحفية يومها 'إنه سيتقدم ببلاغ ليسأل فيه لماذا لم يتم التحقيق في الاستيلاء علي لوحات معدنية من سيارة تابعة لسفارة 'بنما' وماذا يعني العثور علي تلك اللوحات في السيارة التي قتلت 18 متظاهرًا في جمعة الغضب'. أما وزارة الخارجية المصرية فقد أعلنت علي لسان السفير أشرف الخولي مساعد الوزير لشئون المراسم 'إن بداية القصة كانت حينما اتصل به قائد الشرطة العسكرية حيث كان السفير مقيمًا بمكتبه في هذه الفترة وأبلغه بوجود سيارة تحمل لوحات دبلوماسية مرابضة أمام النادي الدبلوماسي المصري، وأنه في ظل هذه الأحداث المشتعلة، يريد الكشف عن هوية هذه السيارة وعما إذا كان هناك ضيوف أو اجتماع لشخصيات أجنبية بالنادي!! وقال الخولي 'إنه أبلغه بعدم وجود أية اجتماعات أو شخصيات أجنبية بالنادي، وعليه تم الكشف عن هوية السيارة عبر لوحاتها وتبين أنها تابعة للسفارة الأمريكية، وقال 'إن قائد الشرطة العسكرية طلب بدوره الاتصال بالسفارة التي تتبعها لفحصها خشية وجود أية متفجرات بها أو الإقدام علي رفعها فورًا من مكانها وبالفعل وافقت السفارة بعد اتصال بالعضو الثاني بها الذي وافق علي رفعها بالونش ونقلها لمكان معلوم'. وكشف السفير الخولي 'أنه تلقي معلومات من السفيرة الأمريكية في هذا الوقت باختفاء عدد كبير من السيارات التي تتبعها من جراج الشيخ ريحان وحين طلب معلومات وقائمة بأعداد هذه السيارات لم يتلق الرد سوي بعد ثلاثة أيام'. وأعرب عن اعتقاده أنه كان من بين هذه السيارات التي سرقت السيارة البيضاء التي قيل أنها كانت تحمل لوحات دبلوماسية ودهست المتظاهرين بصورة عشوائية حيث تبين فيما بعد ومن خلال التحقيقات أنها تابعة للسفارة الأمريكية، وقال إنه تم العثور علي هذه السيارة فيما بعد مهشمة ومحروقة في منطقة بمجري العيون بمصر القديمة.
كانت الجهات المعنية قد طلبت من الإدارة العامة للمرور فحص ملفات السيارات الخاصة بالسفارة الأمريكية وقد تبين أنه قد رخص للسفارة الأمريكية 753 سيارة منهم 208 سيارة ملاكي مميز، وأن السيارة ماركة 'شيفرولية' تحمل لوحة لا تخصها 128/73 وهذه اللوحة تحملها سيارة أخري ماركة 'باجيروجيت' موديل 1998، كما أن السيارة التي تحمل رقم شاسية 1145439 أو 11483 لم يستدل علي أي تسجيل لها بإدارة المرور. وأفادت الإدارة العامة لمرور القاهرة أن السيارة التي تحمل كود '20' وتخص سفارة بنما، تم تسليم لوحاتها إلي وحدة تراخيص الجمارك في 15 مارس 2009 وحصلت علي رقم 23/112 هيئة دبلوماسية واستبدلت برقم 'ب.ق' 7381 ملاكي الجيزة في 28 نوفمبر 2010. عندما سئل حبيب العادلي وزير الداخلية الأسبق في التحقيقات عن أسباب امتلاك السفارة الأمريكية لهذا الحجم الكبير من السيارات قال 'للقيام ببعض العمليات المخابراتية القذرة في مصر'. لم يقتصر التدخل الأمريكي المباشر في أحداث الثورة علي السيارات فقط، بل كان الأخطر من ذلك هي عصابات القناصة التي احتلت سطح السفارة الأمريكية وأسطح بعض العمارت المطلة علي ميدان التحرير. لقد ترددت معلومات عن أن هناك بعض ممن يطلقون عليهم 'فرسان مالطة' قد جاءوا إلي القاهرة قبيل الثورة بقليل وبرفقة عناصر من شركة 'بلاك ووتر' 'BLACK WATER' أي 'الماء الأسود' أو ماء المجاري، نسبة إلي عملياتهم القذرة، وهي شركة ذائعة الصيت، اكتسبت سمعة سيئة من خلال جرائمها التي كشف عنها النقاب في العراق وأفغانستان، وهي شركة متعاقدة مع الحكومة الأمريكية للقيام بهذه الأعمال. كانت مهمة هؤلاء في مصر، إشعال المظاهرات من خلال القيام بعمليات عنف ترتكب في ميدان التحرير وغيره من الأماكن، ويتم نسبتها إلي الشرطة المصرية وبعض هؤلاء أنفسهم هم الذين قادوا السيارات الدبلوماسية الأمريكية وقتلوا المتظاهرين ونفذوا أعمال عنف في مناطق أخري. لقد قال اللواء محمود وجدي وزير الداخلية الأسبق 'إن هؤلاء القناصة كانوا يحملون أسلحة متطورة مزودة بأشعة الليزر وهو ما اثبتته شرائط الفيديو، وهذه الأسلحة لا تتوافر لدي رجال الشرطة المصرية. كنت قد التقيت اللواء منصور العيسوي وزير الداخلية الأسبق بعد توليه مهمته في مارس 2011 وسألته عن هوية هؤلاء فأكد علي ذات المعلومات التي صرح بها اللواء محمود وجدي وقال 'إن الشرطة لا تمتلك هذه الأسلحة المزودة بأجهزة الليزر'. لقد كشف مواطن يدعي 'درويش أبو النجا' ويعمل مدير ا للتسويق في إحدي شركات الأغذية في حوار معه بجريدة الوفد في أغسطس 2011 عن معلومات في منتهي الخطورة حول القناصة الأجانب والدور الذي قاموا به أثناء الثورة. قال أبو النجا 'إنه تمكن من تصوير 6 أشخاص ملامحهم أجنبية وهم يطلقون الرصاص علي المتظاهرين داخل ميدان التحرير، وأيضًا علي المواطنين المحتشدين في قصر العيني في جمعة الغضب 28 يناير 2011. وقال المواطن المصري 'إن ثلاثة من هؤلاء كانوا يطلقون رصاصاتهم علي المتظاهرين في ميدان التحرير وذلك من أعلي سطح الجامعة الأمريكية التي تطل علي الميدان.. أما الثلاثة الآخرون فكانوا يطلقون الرصاص أيضًا من عمارة تطل علي شارع قصر العيني وقريبة من مبني السفارة الأمريكية. وقال درويش أبو النجا للوفد 'في هذا اليوم ذهبت لزيارة حماتي التي تقيم بشارع الشيخ ريحان القريب من مبني وزارة الداخلية، وبعد صلاة الجمعة نظرت من الشباك فسمعت دوي اطلاق نار، ورأيت بعض الأشخاص يلقون بزجاجات مولوتوف علي مبني الأمن العام المجاور لميدان التحرير، وبعدها بلحظات هاجم ما يقارب من 18 شخصًا يحملون بنادق آلية مبني وزارة الداخلية وأطلقوا رصاصًا كثيفًا علي أكشاك الحراسة المحيطة بالوزارة وكانت الملاحظة الوحيدة التي استوقفتني هي أن ال18 شخصًا كانوا يرتدون جواكت أسفلها تي شيرتات سوداء وجميعهم ملثمون لا تظهر من وجوههم سوي العيون فقط. وقال إنه خلال 15 دقيقة تمكن هؤلاء الأشخاص من إحراق مبني الأمن العام وعدد من السيارات المحيطة بوزارة الداخلية ثم انسحبوا مبتعدين عن مبني الوزارة بعدما بادلهم رجال الشرطة المتواجدين داخل المبني اطلاق النار. وقال 'انه بعد أن توقفت هذه المعركة أخذت كاميرتي الخاصة وغادرت شقة حماتي وتوجهت لميدان التحرير، وما أن وصلته حتي وجدت أمامي حالة هرج عارمة، شرطة تطلق بجنون قنابل مسيلة للدموع ومتظاهرون يجرون في اتجاهات مختلفة. وقال 'لقد احتميت بأحد أكشاك الحراسة وبدأت أصور فيديو، وفوجئت بأن بعض المتظاهرين يتساقطون غرقي في دمائهم بالقرب من الكشك الذي أقف داخله. وقال 'لقد بدأت انظر حولي لأعرف مصدر الرصاص الذي يحصد أرواح المتظاهرين فاندهشت بشدة، لأن الشرطة كانت متمركزة في مكان بعيد، وبالتالي يستحيل أن تصل رصاصاتها إلي حيث أقف بجوار الجامعة الأمريكية، ولأن أعداد القتلي كان يتزايد بشكل غريب رفعت وجهي للسماء متمتمًا 'استر يارب'، وقبل أن انتهي من دعائي رأيت أمرًا مذهلاً.. لقد رأيت أن هناك كاميرا مثبتة أعلي سطح الجامعة الأمريكية وإلي جوارها يقف شاب، لا يظهر منه سوي وجهه الأبيض المشوب بالحمرة وشعره الطويل المتدلي علي كتفيه، وكان في يده سلاح ناري يطلق منه الرصاص علي المتظاهرين في ميدان التحرير. وقال درويش أبو النجا للوفد 'علي الفور رفعت كاميرتي لأعلي وصورته.. ففوجئت بأن هناك شخصين آخرين فوق سطح الجامعة الأمريكية يطلقان الرصاص علي المتظاهرين أيضًا، فوجهت كاميرتي إلي ثلاثتهم لعدة دقائق، ولما شعرت بالاختناق بسبب كثافة الدخان المسيل للدموع، تركت مضطرًا المكان الذي كنت أقف فيه، وانتقلت بعيدًا خلف مبني مجمع التحرير. وقال أبو النجا 'إنني واصلت تصوير سقوط القتلي في ميدان التحرير وشارع قصر العيني لمدة ساعتين ونصف وهي أقصي مدة يمكن تسجيلها بالكاميرا وبعدها توجهت لمبني التليفزيون وعندما وصلت قلت لأمن التليفزيون 'إن معي فيلم فيديو يرصد بالصوت والصورة بعض الذين قتلوا المتظاهرين وطلبت لقاء أي مسئول لكي أسلم له الفيلم ولكنهم قالوا 'التليفزيون ما بيخدش أفلام من أحد، ولما يكون عاوز يصور حاجة بيطلع أوردر تصوير، واللي يتصور في الأوردر هو اللي بيتذاع'. وقال درويش أبو النجا 'لقد تركت التليفزيون وذهبت لجريدة الأهرام ولكني أيضًا فشلت في لقاء رئيس التحرير وهو نفس ما حدث في جريدة الجمهورية فعدت إلي منزلي بمحافظة المنوفية، وفي اليوم التالي اتصلت بمكتب المحافظ ورويت الحكاية كلها، فطلبوا مني الانتظار لحظة وبعدها فوجئت بمحافظ المنوفية سامي عمارة يتحدث معي عبر التليفون، فقلت له إن معي فيلمًا يرصد الذين قتلوا ثوار ميدان التحرير فقال لي جملة واحدة 'شوف يابني رب ضارة نافعة' ثم أغلق التليفون. وقال درويش أبو النجا 'إنه أصيب بحالة حزن بعدما عجز أن يخرج الفيلم الذي صوره للنور، ويقول جلست في منزلي حزينًا لعدة أسابيع وبعدها قررت أن أقدم الفيلم لأي قناة فضائية وبعد أن فشلت قررت أن اقدمه لقناة الجزيرة، ولكنهم طلبوا مني أن اترك لهم الكاميرا حتي عمل المونتاج، وقال صممت علي أن أظل منتظرًا حتي انتهاء المونتاج حتي أخذ كاميرتي ولكنني فوجئت بأربعة من العاملين بالمكتب يتهجمون عليّ ويأخذون الكاميرا بالعافية ثم القوا بي خارج مكتب القناة فتوجهت مباشرة إلي قسم شرطة بولاق أبو العلا وحررت محضر بالواقعة رقم 2884 لسنة 2011 جنح بولاق. 'صورة عناصر فوق مبني السفارة الأمريكية' إلي هنا انهي شاهد العيان حديثه، لكن الجهات المعنية ظلت تبحث عن هؤلاء القتلة، إلا أنهم لاذوا بمقر السفارة الأمريكية واختفوا عن الأنظار. كانت المعلومات تقول إن بعض هؤلاء لعبوا دورًا في تمويل جماعات الفوضي بهدف التحريض ضد الجيش المصري في اعقاب ثورة 25 يناير 2011. لقد رصدت لجنة تقصي الحقائق والتي شكلها رئيس الوزراء الأسبق عصام شرف أن واشنطن قدمت في الفترة من فبراير وحتي نوفمبر 2011 مبلغ مليار ومائتي مليون جنيه تم صرفها علي المليونيات وأعمال الفوضي التي استهدفت اسقاط مصر واجهاض أهداف الثورة. وعندما صدر أمر بالقبض علي بعض هؤلاء المتورطين فتحت السفارة الأمريكية أبوابها لهم وأقاموا داخل السفارة التي رفضت تسليمهم للعدالة ولم يسمح بخروجهم من مبني السفارة إلا بعد ضمان سفرهم إلي خارج البلاد.. فهل كانت هناك علاقة بين هؤلاء، وبين المتورطين في أحداث العنف من البلاك ووتر.. هل من بين هؤلاء الذين جمعتهم السفارة الأمريكية بداخلها من كان متورطًا في عملية دهس المتظاهرين السلميين في ميدان التحرير والتورط في عمليات أخري بدءً من 28 يناير 2011. النيابة العامة وجهت اتهامات محددة إلي الشرطة المصرية وحملتها مسئولية الأحداث التي وقعت في ميدان التحرير، لكن الأيام حتمًا ستفتح الملف مرة أخري لنعرف من الجاني الحقيقي عن ثقة وعن يقين؟!!