الأخوة المواطنون: تمر مصر والمنطقة بظروف دقيقة للغاية، إنها لحظات فارقة في تاريخ الشعوب والأوطان، لحظات ستؤثر سلبا أو إيجابا علي المنطقة بل والعالم. ولأن مصر دولة محورية، تشكل حجر الأساس ومفتاح الاستقرار في المنطقة ، فهي محط أنظار الجميع، الكل ينتظر إلي أين تتجه وإلام تستقر؟ وشعب مصر العظيم هو الآخر ينتظر.. شعب مصر الذي تحمل كثيرا وعمل في صمت عبر عقود إلي أن نفد صبره وفاض به الكيل، فثار علي تلك الأوضاع المقلوبة رغبة في التصحيح، شعب مصر ينتظر هو الآخر أن يحيا حياة آدمية كريمة، فيشعر بفخر الانتماء للوطن، ويتباهي به، ويُقدم علي المزيد من التضحيات من أجله، شعب مصر الذي لن يرضي بعد الآن بأن يهمش، أو تسلب حقوقه من جديد، هذا الشعب ينتظر من رئيس مصر القادم أن يحقق له مطالبه التي خرج من أجلها من عيش وحرية وعدالة اجتماعية.. الأخوة المواطنون: عندما استخرت الله وهداني لخوض غمار تلك المنافسة، قررت أن أحمل علي عاتقي هموم الأمة، وأحلام المواطن في العيش الآمن بكرامة وحرية في وطن آمن يقدره ويعتبره قيمة لا عبئا، يعتبره ثروة قومية يجب أن تُبذل كل الجهود وتنفق الأموال بسخاء في الحفاظ عليها وتطويرها والاستفادة منها ولتحقيق رؤيتي هذه وضعت برنامجا شاملا قابلا للتطبيق بمشاركتكم، لكني لن أتحدث عنه اليوم، وسأترك الحديث عنه تفصيلا لمناسبات أخري قادمة، لكني سأتناول معكم اليوم رؤوس مواضيع لقضايا جوهرية شغلت الرأي العام في الفترة الماضية، ولأن الشفافية هي سلاحي قبل وبعد الانتخابات، وفقت أم لم أوفق، لذا يجب التأكيد أولا أن الوضع برمته في مصر جد صعب، وأقرب إلي المستحيل، وأن أي رئيس لمصر لن يكون وحده قادرا علي تحقيق الأهداف المرجوة بدون تكاتف الجميع، فالمسئولية مشتركة، المسئولية جماعية بين كل المصريين وعلي كافة المستويات. وأولي خطواتي نحو تحقيق رؤيتي لقهر المستحيل، هو المصالحة الوطنية، والمصالحة التي أقصدها، ليست مصالحة مع إرهابيين، يسفكون الدماء ويروعون الآمنين، وإنما سنفتح الباب لعودة من يريد إلي الصف الوطني شريطة أن تكون يداه نظيفتين من دماء المصريين، وأن تكون عودته للوطن وفقا لشروط الجماعة الوطنية التي أقرها أغلبية المصريين، فالمصالحة لن تكون أبدا علي حساب دماء الشهداء والقصاص لدمائهم آت لا محالة ولا تفريط فيه، لكن يجب وضع حد للإقصاء و تصنيف المصريين، فالمواطنون سواء والفيصل يجب أن يكون القانون، ويجب أن نعمل جميعا علي إقامة دولة القانون الذي يقف المصريون جميعا علي حد سواء أمام مواده. الأخوة المواطنون: الشباب.. هم أصحاب التغيير الحقيقيين ومفجروا الثورة، آن الأوان أن يتقدموا الصفوف، آن الآوان أن نحدث تغيرا جذريا في عادات ومفاهيم بالية أصلت للبيروقراطية، يجب أن نتجرأ وندفع بالشباب الذي يمثل نسبة كبيرة من الشعب المصري، فهم الأكثر مرونة وحركة وهم الأقدر علي التعامل مع معطيات العصر، هم الأمل في غد مشرق، هم الدماء الجديدة التي نضخها من اجل عودة مصر شابة بعد عقود من الترهل والبيروقراطية، وهذا لا يعني أننا سنهمل أهل الخبرة، إنما القصد أن الشباب سيكونون في مقدمة الصفوف. - سنعيد للأزهر بريقه من خلال استعادة دوره كمنارة للوسطية وغرس ألأخلاق الفاضلة في نفوس الناس، وسنعمل علي أن يكون الأزهر مع الكنيسة الصخرة التي تتحطم عليها دعوات التطرف ضمن منظومة متكاملة لمواجهة هذا الفكر الضال الذي كاد يفتك بمصر ويزعزع الاستقرار في مناطق عدة من العالم. - الفساد سوس ينخر في جسد مصر، هذا الفساد وجد بيئة خصبة في الفترة الماضية، فترعرع واستفحل حتي صار وحشا ينال من جهود التنمية، وسيكون من أولوياتي إذا نلت ثقتكم أن أحارب وإياكم هذا العدو بكل الوسائل للحد منه وتحجيم آثاره التي طالت كل شئ في مصر وسنعمل علي تفعيل الرقابة بما فيها تحفيز الرقابة الداخلية 'رقابة الفرد لذاته '. - سنحاول هيكلة بعض الأجهزة الحكومية لتعمل بالكفاءة العالية دون المساس بحقوق منسوبيها، وسنفعل ميثاق الشرف الإعلامي. - سنجاهد لاحترام حقوق المصريين، وتحسين ملف حقوق الإنسان والحريات العامة في مصر. - المصريون في الخارج ليسوا مجرد مصدر للعملة الصعبة بل هم سفراء لمصر وكرامتهم والحفاظ عليها هي من كرامة مصر لذلك لن نتهاون في انتهاك كرامة أي مصري في الخارج كما في الداخل. - سنحترم كل دول العالم التي تحترمنا ولن ننسي فضل كل من وقف إلي جوارنا وندعو الآخرين للوقوف إلي جانب مصر وألا يفوتوا هذه الفرصة فلا التاريخ ولا المصريين ولا حتي شعوبكم سوف ترحمكم، والوقوف إلي جانب مصر لا يعني التدخل في شأنها الداخلي فهذا الأمر مرفوض جملة وتفصيلا. - سنخوض المعركة الانتخابية بشرف ولن نجرح في الآخرين وسنبذل قصاري جهدنا من أجل نزاهتها، وسنتعامل مع من ينتخبه الشعب باحترام وتقدير وسنعمل معه كجنود في أي مكان في حال لم نوفق في كسب ثقة الشعب. الأخوة المواطنون: بسم الله وعلي بركة الله نبدأ، بتعاون المصريين جميعا، باحترام قيمنا، بقبول الآخر، بالإيثار وإنكار الذات، بالتسامح سنحقق بإذن الله تطلعات شعبنا.. فهيا بنا إلي الفلاح، هيا بنا إلي العمل.. حفظ الله مصر وأهلها، والسلام عليكم ورحمة الله. 'كمواطن مصري مهتم بالأوضاع في بلادي جلست أتخيل ما يمكن أن يأتي به الخطاب المنتظر للمشير السيسي، فكتبت مسودة لهذا الخطاب وأودعتها درج مكتبي، ونحن علي أعتاب بدء العملية الانتخابية بإقرار قانون الانتخابات وقبيل إعلان السيسي عن ترشحه للرئاسة، ارتأيت تحرير تلك المسودة لتري النور فلربما أخذت في الاعتبار عند وضع النسخة الأصلية للخطاب'.