في افتتاح أعمال مؤتمر نظمته كلية القانون في جامعة قطر وبحضور ممثلين عن أمريكا ودول عربية ومايسمي بالإئتلاف السوري ألقي وزير خارجية دويلة قطر مؤخرًا خطابًا حمل فيه علي المجتمع الدولي عدم تحمل المسئولية للحفاظ علي وحدة سوريا وإرادة شعبها، ومن ثم دعاه إلي الخروج لإنقاذ نحو تسعة ملايين لاجئ سوري ضاقت بهم الظروف والأحوال مع معاناة أسر مئات الآلاف من الضحايا الذين أزهقت أرواحهم بسبب الانتهاكات التي ترتكب في حقهم. بل حمل علي مجلس الأمن ازدواجية المعايير التي تعامل بها مع الأزمة السورية، فعلي حين طبق الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة في يوغسلافيا ورواندا فلقد تقاعس عن تطبيقه في سوريا. ويبدو أن هذا الوزير قد أسكرته الجرائم البشعة التي ترتكبها دويلته ضد الأمة العربية ففقد التمييز والرؤية بعد أن غيب نفسه عن الواقع الحقيقي للأحداث ومضي في نسج الترهات وخلط الأوراق. الغريب أن هذا الوزير الثمل بنشوة الآثام التي ترتكب ضد المنطقة نسي أن دويلته هي المتورطة في هذه الجرائم ومنها تلك التي أقدمت عليها في حق الشعب السوري عندما تحولت إلي أداة طيعة في يد أمريكا ورضيت بأن تكون رأس حربة لتنفيذ جريمة العصر والتي تمثلت في الحرب الكونية التي سلطت علي سوريا العروبة، فهل نسي هذا الوزيرأن دويلته قامت بدعم الإرهابيين المرتزقة بمليارات الدولارات سعيا منها لتنفيذ المخطط الجهنمي الذي يهدف إلي استئصال سوريا وإسقاطها؟! الغريب أن هذا الوزير الأفاق حاول أن يبرئ نفسه من دنس الجرائم عندما أكد في خطابه بأنه لايمكن أن يقبل أو يرضي أن تزهق أي روح أو أن تسلب حقوق أي شخص في جميع أرجاء المعمورة وينسي أن دويلته قد أزهقت أرواح مئات الآلاف في المنطقة بفعل سياساتها التحريضية ضد الدول العربية وإمعانها في تدميرها من الداخل عبر دعم الارهاب تمويلا وتسليحا إلي جانب التحريض ضد هذه الدول من خلال توظيف إعلامها النجس التعس الذي تجسده قناة الجزيرة وهي الجهاز الذي مالأ الباطل وسعي لإزهاق الحق ووأده. فعلت قطر ذلك في سوريا وفعلت ذلك في مصر عندما ساندت ودعمت الإخوان الإرهابيين ضد الدولة. خطاب هذا الوزير القطري الذي غيب نفسه عن الحق أراد به تطبيق السيناريو الذي جري في ليبيا والذي استماتت قطر لتنفيذه عندما مارست ضغطا مكثفا علي أمريكا والناتو من أجل إقناعهم بشن حملة قصف مروعة ضد ليبيا من أجل إسقاط الدولة وقتل القذافي وهو ماحدث بالفعل بعد أن نجحت الدويلة في إقناع إدارة أوباما بتنفيذ المهمة وتحملت هي تغطية عبء التكلفة بمليارات الدولارات!! وتكرر السيناريو نفسه بالنسبة لسوريا ومازالت الدويلة تجاهد عبر ضخ المليارات للإرهابيين ومن والاهم لإسقاط الدولة. وتكررت المحاولة بالنسبة لمصر. وكان قد أميط اللثام عن اجتماع جري في الثلاثين من مايو 2011 بين 'تميم بن حمد' عندما كان وليا للعهد وبين السيناتور الأمريكي 'ليندس جراهم' وفيه تم استعراض سيناريو تقسيم مصر تنفيذا لخريطة الشرق الأوسط الجديد التي تقضي بتقسيم الدول العربية إلي دويلات ليعاد ترتيبها ضمن 'سايكس بيكو' جديدة. وهي الخطة التي تطوعت قطر بتمويلها بمليارات الدولارات. وهكذا وضحت الرؤية، فكأن معايير الإبادة التي تتبناهاقطر وتشحذ مجلس الأمن علي تطبيقها في سوريا ودول عربية أخري هي المعايير الواجب اتباعها حتي لايتهم المجتمع الدولي بالانتقائية وحتي تهنأ قطر بما حققته علي أرض الواقع من سجل متخم بالجرائم ليتم تتويجها كدويلة للإثم والعار والعدوان بلا منازع.