كان غريبا أن يظهر وزير خارجية قطر يوم الأربعاء الماضي ليتحدث أمام المؤتمر الدولي الثاني للمانحين لدعم الوضع الإنساني في سوريا الذي استضافته الكويت ليعلن تبرع بلاده بستين مليون دولار في محاولة منه لتضليل العالم حيال الصورة الحقيقية لقطر التي قامت بتقديم الدعم الضخم للمجموعات الارهابية من سلاح ومال وعتاد وهي المجموعات المسئولة مباشرة عما يحدث في سوريا من جرائم وتدمير وتهجير ومعاناة، فكيف تضطلع قطر بهذا الدور العدواني الآثم في سوريا ثم تأتي في مؤتمر المانحين لتعلن تبرعها بهذا المبلغ الزهيد الذي لا يرقي إلي مبلغ الثلاثة مليارات دولار التي منحتها عن طيب خاطر إلي جماعات الارهاب كي تعيث فسادا في سوريا من أجل تدمير الدولة واستئصالها؟!! مخطط حقير قامت قطر بتنفيذه. مخطط غير مفهومة أبعاده بالنسبة للبعض ولا يمكن تصديقه بيد أن الهدف من ورائه هو شرذمة الوطن العربي وتدمير المنطقة من خلال استهداف سوريا، فهل غاب عن الوزير القطري أن سوريا لا تستجدي ولا تتسول ولا تريد مساعدات من دولته التي تثابر علي دعم الارهاب؟ كان الأولي بهذه الدويلة فيما لو أرادت مساعدة الشعب السوري أن ترفع يدها عن دعم الارهاب وتتوقف عن التحريض علي العنف من خلال المال والإعلام المشبوه الذي تسلطه علي سوريا منذ 2011 وحتي الآن. إنها قطر الدويلة التي سيطر عليها نهم التطلع لأن يكون لها دور مؤثر وطليعي في المنطقة فكان أن انحرفت نحو الهاوية وغرقت في خندق الخطايا من خلال ما ارتكبته من بشاعات في سوريا العروبة منذ اندلاع الأزمة في مارس 2011 وحتي اليوم. إنها قطر التي مازالت تتبني مرجعية الإثم والعدوان ضد دول المنطقة من خلال الدور التآمري الرهيب الذي تقوم به في محاولة منها لإسقاط أنظمتها. ولقد رأينا ما فعلته مع مصر وهو ما يمثل نموذجا للتدخل الفج في الشئون الداخلية لدول المنطقة. غير أن الجريمة التي ارتكبتها قطر ضد سوريا كانت مروعة إلي الحد الذي جعل الكثيرين يتساءلون علام هذا كله؟ ومن أجل ماذا تضطلع قطر بهذ الدور الخسيس وترتكب كل هذه الجرائم البشعة والتي لا يمكن لأحد أن يسقطها من حساباته في معرض الحديث عن هذه الدويلة القزم؟ وكيف قدر لها تقديم الدعم المالي والتسليحي لجماعات الارهاب لكي تقوم بعمليات القتل والإبادة في سوريا؟! دور ملعون اضطلعت به قطر كان بمثابة رأس الحربة لتنفيذ الأجندة الأمريكية في المنطقة الرامية إلي إثارة الفوضي وترسيخ الفتنة بين أبناء الشعوب توطئة لتفكيك الدول العربية وتجزئتها بما يصب في مصلحة الكيان الصهيوني. مسكينة قطر أصابها هوس قاتل وهذيان دفعها لأن تحاول فرض نفسها كدولة مؤثرة في محيطها وفي المنطقة لتثبت أن بيدها مفاتيح إدارة قضايا الشرق الأوسط. إنه الوهم الذي جعلها تتخيل أنها من خلال أموالها تستطيع تحريك شئون المنطقة بل والعالم وتوجيهها صوب الوجهة التي تريد.وغاب عنها وسط ذلك أن الرصيد الأسود لجرائمها لن ينسي وسييجرفها في النهاية نحو التهلكة