كشف مجدي لاشين رئيس التليفزيون المصري النقاب عن التحديات والصعوبات التي تواجهه في عمله كرئيس جديد لقطاع التليفزيون في فترة صعبة وحاسمة من تاريخ مصر. أكد لاشين في حواره ل'الأسبوع' أن معظم المشكلات التي يعانيها القطاع مادية وإدارية إضافة إلي نقص بعض استديوهات التصوير مقارنة بعدد البرامج الحالية مشيرًا إلي أن أهم ما يشغله حاليًا هو استعادة ثقة المشاهد في تليفزيون الدولة وربطة بالشاشة مرة أخري بعد عزوفه عنها خلال الفترة الماضية. وأوضح لاشين أنه يعكف حاليًا علي إعداد مجموعة من البرامج الجديدة لعرضها خلال الأيام القليلة المقبلة علي شاشة القنوات: الأولي الثانية والفضائيتين المصريتين الأولي والثانية في إطار التطوير الشامل في شكل مضمون ما يقدم علي الشاشة، مؤكدًا أن المواطن بدأ يحس بالتغيير التدريجي الذي طرأ علي الشاشة مع بداية العام الجاري 2014م.. وإلي تفاصيل الحوار: سألته في البداية عن تعيينه رئيسًا للتليفزيون.. وهل كان يتوقع ذلك؟ أجاب: بصراحة.. لم أكن أتوقع هذا المنصب، ومع هذا فأنا لم أكن بعيدًا عنه لأنني ابن التليفزيون المصري عملت فيه أكثر من عشرين عامًا وجميع العاملين فيه زملائي، بدأت مشواري مخرجًا ثم تدرجت في المناصب حتي وصلت لدرجة مستشار رئيس التليفزيون، وعندما تلقيت خبر تعييني رئيسًا للتليفزيون اجتمعت مع الدكتورة درية شرف الدين وزيرة الإعلام وعصام الأمير رئيس الاتحاد عارضًا وجهة نظري ورؤيتي في تطوير قنوات القطاع خلال الأيام المقبلة. وهل انتهيت من خطة تطوير قنوات التليفزيون؟ خلال الأيام الماضية عقدت اجتماعات متواصلة مع رؤساء القنوات وزملائي مديري العموم بالقطاع من أجل تنفيذ منظومة التطوير بضبط الشاشة وتحسين صورتها من خلال انتقاء البرامج التي تُعرض ونوعية الموضوعات التي يجري عرضها ومناقشتها حتي يستطيع التليفزيون العودة لمكانته ومنافسة القنوات الأخري في الوصول إلي المشاهد، وأتصور أن هذا سيتحقق عندما نهتم بمشكلات الناس ونصل إليهم أينما يكونوا، بالإضافة إلي كشف أخطاء الحكومة دون تزييف للواقع، وأن تكون شاشة التليفزيون ملكًا للشعب وليست بوقًا للنظام كما جري في فترات سابقة. هل تقصد أن التليفزيون كان بوقًا للإخوان في عهد الوزير الإخواني السابق صلاح عبد المقصود؟ نعم.. فقد كنت رئيسًا للقناة الأولي في عهد صلاح عبد المقصود ثم تركت منصبي واعتذرت عنه نظرًا لممارسات الإخوان داخل المبني حيث كانوا يحاولون صناعة إعلام موجه إلي جماعة معينة، ثم جري تجميدي من جانب الوزير الإخواني بتعييني مستشارًآ لرئيس التليفزيون دون اختصاصات، ولهذا فإنني بمجرد تعييني رئيسا للتليفزيون وضعت أمامي شيئًا واحدًا مهمًا هو استعادة ثقة المشاهدين في شاشة التليفزيون المصري بعد أن فقدها منذ ثورة 25 يناير نتيجة حالة الارتباك التي تعانيها مصر منذ ثلاث سنوات وكان طبيعيًا أن يعاني الإعلام من الحالة ذاتها سواء إعلام الدولة أو إعلام القطاع الخاص. هل بدأ التليفزيون المصري يتعافي؟ التليفزيون عاني حالات التخبط التي تمر بها مصر بعد ثور يناير حيث اتهمه الجمهور بأنه إعلام تابع لنظام مبارك، ثم تحول إلي إعلام موجه لجماعة الإخوان في عهد مرسي وهو ما أكد هذا الاتهام، لكن أعتقد أن الإعلام عاد الآن إلي حضن الوطن وأصبح إعلام الشعب وبات مفتوحًا علي الجميع ولم يعد هناك أحد ممنوع من الظهور مثلما كان يحدث أيام صلاح عبد المقصود. تقصد أن قائمة الممنوعين من الظهور لم تعد موجودة؟ لا توجد تعليمات من وزيرة الإعلام أو رئيس الاتحاد بمنع استضافة أحد في التليفزيون، جميع تعليمات الوزير تخص الحرص علي شكل الشاشة وعدم الخروج عن حدود المهنية، لكن استضافة أشخاص من عدمها مسئولية رئيس التليفزيون ورؤساء القنوات، وأنا من جانبي أؤكد رفضي التام استضافة أي إخواني أو أي شخص يُحرض علي العنف والخراب والدمار. ما صحة ما يتردد حول هيكلة قطاع التليفزيون والاستغناء عن بعض العمالة؟ أنا مع هيكلة التليفزيون بما يخدم مضمون وشكل ما يُعرض علي الشاشة، لكني أؤكد أن تنفيذ مشروع الهيكلة لن يضير أحدًا من العاملين بالمبني في رزقه ولن يتم الاستغناء عن أحد كما تردد، ولكن مفهوم الهيكلة يتلخص في وضع كل موظف في التليفزيون في مكانه الصحيح لأن الظاهرة الغريبة في الفترة الأخيرة أن كل موظف أصبح يعمل في غير وظيفته، فالمنتج يعمل مخرجًا والعكس صحيح، وإذا قام كل موظف بالعمل في تخصصه واستغلال إمكاناته سيتغير حال التليفزيون تمامًا. وما صحة ما تردد حول تخفيض أجور العاملين؟ هذا الكلام غير صحيح.. فلن يضار أي عامل في قطاع التليفزيون أو أي قطاع آخر من النواحي المالية، ولا توجد نية داخل ماسبيرو لتعديل لائحة الأجور الحالية، وفي قطاع التليفزيون اطمئن الجميع بأن العمل يسير بشكل طبيعي ولا تخفيض للأجور مطلقاً. القيادات الجديدة التي تم تعيينها في الأولي والثانية.. هل كانت اختيارك؟ التغييرات الأخيرة في الأولي والثانية جرت بالتنسيق معي وطبقا لاختياراتي لأنهم زملاء أكفاء أعرفهم جيدًا وزاملتهم فترة طويلة حيث تم تعيين المخرج سمير سالم رئيسًا للقناة الأولي والمذيعة هويدا فتحي رئيسًا للقناة الثانية، وأتصور أن هذه الاختيارات ستدفع التليفزيون للأمام وستغير شكل الشاشة لأنها قيادات برامجية ولديها خبرة، وسيظهر تأثير هذه الاختيارات خلال الفترة المقبلة.
