احتفلت شعوب الأرض، منذ أيام بمناسبة عيد الحب، أو ما يعرف باسم 'فلانتاين داي'.. وما بين مؤيد للاحتفال بالمناسبة ، وبين من ذهب إلي تحريمها، فإن الأهم، وبعيدًا عن هذا الجدل، أن تكون المناسبة، فرصة متجددة، لإعادة التأكيد علي حب الوطن. فبلادنا تمر بواحدة من أخطر مراحلها عبر التاريخ، وهي تتعرض لامتحان عسير، في قدرتها علي مواجهة ما يستهدفها من مخططات، تسعي للقضاء علي وحدتها، وتفتيت قدراتها، وتقسيمها إلي كانتونات طائفية.. مؤامرة تتواطأ فيها بعض عناصر الداخل، بالقول، والفعل، مع تآمر الخارج، وسعيه الحثيث لأن يستغل مرحلة التحول الانتقالية التي تشهدها البلاد، وبما يحقق له أهدافه وغاياته. ولعل إدراك خطورة هذه المخططات، وفي تلك المرحلة الفاصلة، والتي تتأهب فيها البلاد، لاستكمال استحقاقات خارطة المستقبل، إنما يستلزم من كل من يتحدثون ليل، نهار عن حب الوطن، والحرص علي تلاحمه، وألا يقعوا فريسة في شباك المخطط الجهنمي، والذي يستخدم كل الوسائل، ويوظف كل الآليات، لبلوغ أهدافه المريضة. ففي الوقت الذي نسعي فيه لانجاز ما تبقي، وبعد أن قدم رجال الشرطة البواسل، وأبطال الجيش الشرفاء التضحيات الجسام، لمواجهة جماعات العنف والإرهاب، فوجئنا بتفجر موجات الغضب المتصاعدة بين صفوف العمال، والشركات، احتجاجًا علي عدم تطبيق الحد الأدني للأجور، ولمطالبات فئوية للبعض الآخر. مثل هذه الاضطرابات، لن تصب بطبيعة الحال، في غير مصلحة عناصر الإرهاب، والتي تعمل بكل السبل علي تغذية تلك الاضطرابات، وبما يوفر مناخًا خصبًا، تستثمره في توجيه ضرباتها لقلب الوطن. هذا الموقف، يشبه موقف بعض الشباب المصري، الغاضب علي ممارسات، قد نتفهم مبرراته، ودوافعه فيها، لكن عجلة الحياة، وعظم المسئولية الصعبة في تلك المرحلة الحرجة، يتطلب من هؤلاء الشباب أن يكونوا أكثر إدراكًا لخطورة ما يجري في البلاد. إن حب الوطن، ليس مجرد كلمة تنطق بها أفئدتنا، بل هي رسالة، ينبغي العمل علي إرساء قواعدها في كل وقت، وخاصة حين يكون الوطن في خضم محنة، تتطلب تضافر كل الجهود لإخراجه منها، وليس تنافرها.