■ كتبت: هاجر علاء عبدالوهاب الفنان صلاح شحاتة أحد أبناء الزمن الجميل، ممن تخرّجوا فى كلية الفنون الجميلة بالزمالك منتصف السبعينيات، حين كان الفن يُمارَس بشغف، ويتعامل مع اللوحة ككائن حى، ويعكس رؤية صادقة للعالم وللذات، وبحثا دائما عن المعنى في التفاصيل. ■ «حكايات صامتة» صاغ شحاتة تجربته بأسلوب يجمع بين التجريد والتشخيص، مع لمسات من الفانتازيا المصرية وميول نحو التركيب التكعيبى، دون أن يفقد دفء اللون أو نبض المكان، ولا تنحصر التجربة فى استعراض لوحات فنية، بل تتحول إلى رحلة حسية عبر اللون والرمز والذاكرة، وتتجلّى هذه الرحلة فى عدد من أعماله المميزة، ففى لوحة «همسات من الذاكرة» نجد أنفسنا أمام عمل تجريدى يعكس مزيجًا من الحركة واللون، حيث تتقاطع التكوينات الحرة مع الخطوط الهندسية فى مشهد بصرى يشبه تداعيات حلم أو ذكرى، الأحمر، الأخضر، البنفسجى والذهبى تتناغم فى إيقاع تعبيرى يستحضر شعورًا داخليا معقّدا، أقرب إلى الموسيقى الصامتة. ◄ اقرأ أيضًا | وفي لوحة «حديث الأرواح» التى تمزج بين التشخيص والرمزية، حيث تتقابل أربع شخصيات إنسانية فى فضاء نورانى تتوسطه كائنات رمزية مثل الطائر الأسطورى والقطة، فى تكوين دائرى يوحي بالحوار الروحي والتواصل الصامت، الألوان المتناغمة بين الذهبى، الأرجوانى، الفيروزى والأزرق تخلق حالة من التأمل والسكينة. ■ من لوحات الفنان صلاح شحاتة وفي لوحة «حكايات صامتة» نجد المشهد التجريدى لشخصيات بشرية متداخلة ومجردة، تلتقى داخل نسيج لونى دافئ تغلب عليه درجات الأحمر الطوبي والعنّابي، مع ومضات من الأخضر والبيج، الخطوط الرأسية تقطع اللوحة وكأنها جدران شفافة تفصل وتربط فى آنٍ، بينما تفتح التكوينات على احتمالات حوار داخلى أو تفاعل إنسانى بلا كلمات. في «عودة الروح»، يستعيد شحاتة ليس فقط مجده الفني، بل يستعيد عبر ريشته جزءًا من الذاكرة البصرية الجماعية، ويمنحنا لحظة صدق نادرة فى زمن يعج بالتكرار والسطحية.