ما يحدث، ويحدث في ميدان التحرير، وبغض النظر عن تفسيراته، وأسبابه، يصب في نهاية المطاف ضد الثورة، ثورة الشباب والشعب والتي انتصرت لمصر، وأحاطت بالطغاة والمستبدين، وفتحت عهدًا جديدًا للحرية في البلاد. سواء كان ما جري بخطأ من رجال الشرطة، أو من بعض الشباب، أو حتي من فلول الحزب الوطني، فإن الأمر المؤكد أن الهدف هو صب الزيت علي النار، لإشعال الأوضاع في البلاد، لصالح الثورة المضادة، والتي تلملم أشلاءها الآن، وتعمل علي غرس أنيابها في أحشاء المجتمع، سعيًا وراء إسقاط ما حققته الثورة البيضاء من مكتسبات. ومن المؤسف أن المخطط الجهنمي الذي يجري تنفيذه بدقة، يسقط بعض شباب الثورة في حبائله، ويسيرون في مجراه، دون إدراك لخطورة تأثيراته علي جملة الأوضاع في الوطن. ما يجري الآن في مصر، مؤامرة كاملة المعالم، فالتهاب الأوضاع فور صدور حكم القضاء الإداري بحل المجالس المحلية، ثم انتقالها إلي مسرح البالون، فموقع المعتصمين في ماسبيرو وحتي الهجوم علي مقر وزارة الداخلية وما أعقبه من اشتباكات في ميدان التحرير، كل ذلك يكشف عن سيناريو معد سلفًا، والهدف هو ضرب الاستقرار المصري في الصميم. إنها واحدة من المراحل بالغة الخطر علي أمن الوطن، ندعو الجميع للتنبه لآثارها، ومخاطرها، وتداعياتها التي لن يكون لها من نتائج سوي تحقيق أهداف الثورة المضادة وفلول الحزب الوطني.