ما الوصف المناسب لمن يزعم أن هناك مؤامرة مصرية أمريكية لتنصيب دوبلير ليكون رئيسًا لمصر بدلًا من المشير عبد الفتاح السيسي الذي أصيب – حسب زعمهم–إصابة مميتة بعد محاولة اغتياله في أكتوبر 2013، وقد غاب بعدها عن المشهد السياسي؟!! والدوبلير من وجهة نظرهم هو الذي يقود جيش مصر ويرأس اجتماعات المجلس الأعلي للقوات المسلحة، ويتفقد وحدات الجيش ويشرف علي المشروعات التدريبية، ويشارك في اجتماعات مجلس الوزراء.. والدوبلير هو الذي استقبل وزير الدفاع الروسي ووزير الخارجية الأمريكي، وعددًا كبيرًا من المسئولين العرب.. ويؤكد هؤلاء أن جميع التسجيلات التي تمت إذاعتها لمناسبات رسمية ظهر فيها السيسي كانت قديمة وخضعت للمونتاج أو استعانوا فيها بالدوبلير لأن السيسي مات أو في أفضل الأحوال أصيب إصابة مميتة تمنعه من الظهور حسب اعتقاد أتباع 'الإخوان' والموالين لهم من أمثال أحمد حسن الشرقاوي، وأحمد عطوان ومجدي أحمد حسين، وحامد صديق.. والأخير هو صاحب الدعاوي القضائية الشهيرة التي قال فيها إن حسني مبارك مات عام 2004 وأن أجهزة الأمن المصرية صنعت شبيهًا بالمتوفي حسني مبارك ليحكم مصر طوال سنوات ما قبل ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011، ثم جاءت بالشبيه ليؤدي دور المتهم الأول في قضايا قتل المتظاهرين والفساد المالي؟!! ونبدأ بالأول وهو أحمد حسن الشرقاوي الصحفي بوكالة أنباء الشرق الأوسط الحكومية المصرية، وأحد نجوم قناة الجزيرة الموالين لجماعة 'الإخوان'، ونقلت عنه القناة تأكيده ان الفريق أول عبد الفتاح السيسي 'المشير فيما بعد' قد تعرض لمحاولة اغتيال وأنه لقي مصرعه، وأصدر الشرقاوي بيانًا نشره في صفحته علي الفيس بوك بتاريخ الخميس 26 ديسمبر 2013 أعلن فيه أنه 'تأكد من صحة نبأ مصرع السيسي' وقال: 'إن السيسي غير موجود علي المشهد السياسي في مصر حاليًا، وأن صدقي صبحي هو من يدير أمور الجيش والحكم' وأكد الشرقاوي أن قيادات الجيش والشرطة 'يدبرون ﻻغتيال الرئيس مرسي في محبسه' وأنه ستكون هناك خطة لإحداث 'فوضي ممنهجة تبدأ باعتبار 'الإخوان' جماعة إرهابية ثم يتم تدبير انفجار مفبرك في وزارة الدفاع يتم خلاله إعلان مصرع السيسي 'الصريع أصلا' في الهجوم وإثارة شحن شعبي وطائفي غير مسبوق يتبعه تكوين ميليشيات طائفية ومجموعات من البلطجية يقومون بالهجوم علي بيوت ومحال 'الإخوان' واﻻسلاميين وتصفية أكبر عدد منهم جسديًا لردعهم عن التظاهر ومقاومة اﻻنقلاب وتحجيم ردة الفعل علي اغتيال الرئيس مرسي في محبسه تحت ذرائع واهية مثل انتحاره أو هجوم سجناء آخرين عليه أثناء التريض أو الصلاة!!!!، وقال الشرقاوي إن إعلانه عن هذا المخطط أدي إلي إرباك حسابات اﻻنقلابيين – حسب تعبيره- لدرجة أنهم ناقشوا صباح الخميس – تاريخ إصدار البيان–إظهار دوبلير السيسي في احتفالية تخريج دفعة جديدة من ضباط الصف!!! أما ثاني القائلين باختفاء السيسي فهو أحمد عطوان صحفي في اليوم السابع ومن كوادر جماعة 'الإخوان' التي سافرت خارج مصر للعمل في إحدي قنوات 'الإخوان'، وقد أكد عطوان عدة مرات في صفحته علي الفيس بوك أن السيسي قد أصبح خارج نطاق الخدمة وأنه تعرض لمحاولة اغتيال وأنه يعالج في المملكة العربية السعودية ومن المتوقع أن يتم نقله إلي الولاياتالمتحدةالأمريكية، وأن الذي يظهر حاليا علي الساحة هو دوبلير السيسي!! وتظهر حكاية الدوبلير مع أحمد عطوان أيضا عند الإعلان عن القبض علي صفوت حجازي حيث أكد علي صفحته أن المجاهد – حسب قوله – صفوت حجازي حر طليق وأن المقبوض عليه شبيه لصفوت حجازي!!! أما الثالث فهو الكاتب الصحفي مجدي أحمد حسين، رئيس حزب الاستقلال، عضو التحالف الإخواني، والذي تناول أخبار اغتيال السيسي والتعليق والتأكيد عليها في مقالاته في صحيفة الشعب الجديد التي يتولي رئاسة تحريرها، ووافق علي أن يكون الحديث عن اغتيال السيسي واختفائه عنوانًا لعدة أعداد من الجريدة، قبل أن يصدر قرار بمنع طباعتها، وأكد مجدي حسين عدة مرات في صفحته علي الفيس بوك أن الفريق صدقي صبحي رئيس أركان حرب القوات المسلحة هو الذي يتولي قيادة الجيش وأن الجيش يستخدم مدرب رقص شبيه بالمشير عبد الفتاح السيسي ليظهر في المناسبات الرسمية، ولم يترك مجدي مناسبة ظهر فيها السيسي إلا وتناول الصور والفيديوهات بالتحليل ليؤكد أنها مزيفة وأن السيسي قد انتهي، ويتاريخ 12 يناير 2014 وفي صفحته علي الفيس بوك نقل مجدي حسين عن صحفي من أتباع 'الإخوان' قوله: 'أجزم وكلي ثقة ان السيسي مصاب بطلق ناري وطريح الفراش.. أما من هو الذي ظهر اليوم فهو إما عمل مسجل وإما عمل مفبرك أو عمل مزيف من خلال شبيه. .. اطمئنوا.. السيسي لن يحكم مصر ليس لشيء إلا لأنه لا يوجد سيسي ولأن العسكر اتفقوا مع أمريكا علي واحد من اثنين إما عمرو موسي أو حمدين.. يعني ناس بلا ظهر 'شعبية' حتي يستطيعوا يحكموا مصر من خلفهم شمال شمال.. يمين يمين.. زي ما كانوا عاملين أيام مبارك في مبارك'. وبتاريخ 1 فبراير 2014 عاد مجدي حسين لتأكيد خبر اغتيال السيسي ولكن نشرها في صورة رسالة من مجهول، مع أنه لا يوجد مجهول في المراسلات الإلكترونية، المهم نقل السيد مجدي عن هذا المجهول قوله: قرأت مقالك علي جريدة الشعب الإليكترونية اليوم وبخصوص موت السيسي فلا ينتابك أي شك في موته واغتياله يوم 17 أكتوبر، ولكنهم احتاروا في إعلان خبر الوفاة لأن الإخوان ومن تعاطف معهم سيستغلون الخبر ويطالبون بعودة مرسي ويشعلون الدنيا، أنا لست مع عودة مرسي ولا الإخوان لأنهم أخطأوا دعك من هذا، الخطة الآن هي أن يتولي سامي عنان الحكم بعد فوزه علي شبيه أو دوبلير السيسي أو 'الدجال متمثلا في صورة السيسي' ليس تخريفًا ما أقول وربما قد ظهر الدجال بقية الخطة كالتالي: بعد فوز عنان يكون السيسي بطبيعة الحال قد استقال من 'منثبه – هكذا كتبها بدلًا من منصبه' كوزير للدفاع وساعتها سينسحب من الحياة السياسية ويختفي وبذلك يكونون قد تخلصوا من مأزق إعلان وفاته'!!!!! وذهبت صفحات 'أزهريون ضد الانقلاب' و'زملكاوية ضد الانقلاب'، و'كلنا علاء صادق' إلي أبعد من حكايات مجدي حسين وأحمد عطوان وأحمد حسن الشرقاوي وقالت إن: 'السيسي تم قتله علي يد ضابط من القوات الخاصة'، ونشرت الصفحة صورة لضابط قالت إنه من القوات الخاصة ويدعي أحمد الخولي من منطقة حلوان وأنه قام بقتل السيسي برصاصتين في رأسه أودت بحياته في الحال. وأكدت الصفحة أن الخولي مازال علي قيد الحياة حتي الآن، لافتة إلي أن الانقلابيين حسب وصفها يؤخرون إعلان وفاة السيسي ليتم إلصاقها بالإخوان المسلمين وقيام صبحي صدقي بإعلان الأحكام العرفية، وفي نفس الوقت يقومون بإعدام قيادات جماعة الإخوان المسلمين بزعم اغتيالهم للسيسي!! وفي 15 يناير 2014 نشر موقع حزب العمل 'الاستقلال حاليا' الذي يرأسه مجدي حسين مقالًا لأحد الصحفيين جاء فيه: 'الأخبار المنسقة والمتواترة حول رغبة السيسي في الترشح لرئاسة الجمهورية وكذا ترشيح المجلس العسكري للواء صبحي صدقي ليكون وزيرًا للدفاع تؤكد علي الأرجح بأن الفريق السيسي مات فعلا.. وان تلك الحملة الإعلامية مجرد خطوة تكتيكية لانتقال آمن لصبحي صدقي لقيادة الجيش فضلا عن المرور من مرحلة الاستفتاء وذلك بغية الاستفادة بشعبية السيسي لدي المغيبين مؤقتًا وبعد ذلك يعلنون وفاته. أما رابع الزاعمين بوفاة السيسي فهو الدكتور حامد صديق سيد مكي الباحث بالمركز القومي للبحوث بالقاهرة، وقد ترجم أقواله إلي صحيفة دعوي قدمها لمحكمة القضاء الإداري يطالب فيها بالكشف عن حقيقة اغتيال السيسي، وهل مات بالسم أم بإطلاق الرصاص عليه في مرسي مطروح، وتحمل الدعوي رقم 7574 لسنة 68 قضائية، وزعم حامد صديق في دعواه أن مستشفي المعادي العسكري يحتفظ بجثته في ثلاجة الموتي وتساءل: عن علاقة هذه الجثة بالمشير عبد الفتاح السيسي!!! وحسب الإجراءات المعتادة في القضاء الإداري أصدرت المحكمة قرارًا بجلسة الرابع من فبراير 2014 بإحالة الدعوي إلي هيئة المفوضين لكتابة تقرير بشأنها. والدكتور حامد صديق هو صاحب دعوي أمام المحكمة الإدارية العليا يطالب فيها بإعلان وفاة حسني مبارك وتحمل الدعوي رقم 2666 لسنة 57 قضائية، وأكد حامد صديق في الدعوي أن مبارك قد مات منذ عام 2004 وأن أجهزة الأمن جاءت بشبيه له ليحكم مصر طوال سنوات ما قبل ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011 ثم جاءت بذات الشبيه ليقوم بدور المتهم في قضية قتل المتظاهرين، واستطرد المدعي مطالبًا المحكمة بإلزام العديد من الجهات الرسمية في الدولة بتسليمه التقارير الطبية الخاصة بالمتوفي حسني مبارك.. وفجأة خرج المدعي عن قصة وفاة مبارك إلي قصة أخري وفجر قنبلة مدوية وقال: إن اتفاقًا تم بين جهازي الاستخبارات في مصر والولاياتالمتحدةالأمريكية علي صناعة دوبلير يقوم بشخصية المشير عبد الفتاح السيسي، وأن هذا الدوبلير يتم تجهيزه ليحكم مصر، وقبل أن يستكمل المدعي كلماته، قاطعه رئيس المحكمة متسائلًا: 'هو السيسي كمان مات!!' وانفجرت القاعة بالضحك!!! وكانت محكمة القضاء الإداري أصدرت، في وقت سابق، حكمها برفض الدعوي وفي إحدي الجلسات، فقدم صديق طعنًا علي الحكم أمام دائرة فحص الطعون بالمحكمة الإدارية العليا وفي إحدي الجلسات قال حامد صديق: إنه تحدث مع النائب العام وأقنعه بأن الموجود في شرم الشيخ دوبلير وطلب منه تصريحًا باستخراج جثة الرئيس السابق وتحليل الحمض النووي للتأكيد من صحة معلوماته. وفي مواجهة مباشرة مع الرئيس السابق حسني مبارك أثناء الجلسات الأولي من محاكمته في قضية قتل المتظاهرين، وقف حامد صديق في قاعة المحكمة وكان التلفزيون المصري ينقل المحاكمة علي الهواء مباشرة، وتحدث بصفته مدعيًا بالحق المدني، وقال إن الموجود في قفص الإتهام ينتحل صفة المتهم حسني مبارك، وأكد أن مبارك مات عام 2004!!! وقد تسبب حديث حامد صديق عن وفاة مبارك في اتهامه بالجنون، وجاء الاتهام للمرة الأولي في حلقة الخميس 5 أغسطس 2010 من برنامج 48 ساعة علي شاشة قناة 'المحور'، وتحدث حامد صديق عن وفاة مبارك في مواجهة المحاميين سمير الششتاوي ونبيه الوحش الذين طلبا من صديق عرض نفسه علي الطب النفسي، واضطر مقدم البرنامج إلي طرد حامد صديق من الحلقة التي كان يتم بثها علي الهواء مباشرة، وفي اتهام آخر لحامد صديق طالب المستشار مرتضي منصور المحامي في دعوي أمام القضاء الإداري بإحالة صديق إلي مستشفي الأمراض العقلية 'المجانين' وندب لجنة من الأطباء المختصين بتوقيع الكشف الطبي عليه لبيان مدي سلامة قواه العقلية لإثبات خطورته علي المواطنين ومصالح الدولة العليا، وحملت الدعوي رقم 27221 لسنة 67 قضائية، ومن جانبه أقام حامد صديق دعوي يتهم فيها المستشار مرتضي منصور بسبه واتهامه بالجنون وقضت المحكمة ببراءة منصور من تهمة السب. وقد حقق حامد صديق رقمًا قياسيًا في عدد الدعاوي التي أقامها أمام العديد من الدوائر القضائية في مصر وكذلك البلاغات التي قدمها للنائب العام، وقد بلغ عدد الدعاوي والبلاغات أكثر من 300 دعوي وبلاغ.. هذا بخلاف الإنذارات التي وجهها إلي العديد من الجهات الرسمية، ومن أشهر هذه الدعاوي والبلاغات ما يتعلق بوفاة حسني مبارك والمشير السيسي!!! وقد تناقلت صفحات ومواقع الإخوان شائعة اغتيال السيسي ونشرتها علي أنها حقيقة، وتم توزيع الخبر الكاذب بين صفحات مئات الآلاف من أتباع التنظيم الإخواني وحلفائه، وقد نشر موقع 'نافذة مصر' الناطق بلسان جماعة الإخوان، هذا الخبر وقال: 'حصلت 'نافذة مصر' علي تفاصيل جديدة حول واقعة الاغتيال، حيث أكدت مصادر داخل القوات المسلحة أن السيسي تم نقله بطائرة عسكرية إلي السعودية للعلاج، حيث تلقي العلاج والفحوصات الطبية بمستشفي 'الملك فيصل' وأكد طاقم الأطباء المخصص للعلاج حتمية بتر ساقه المصابة، إلا أن 'السيسي' رفض فكرة البتر حتي لا يتسبب ذلك في خروجه من الخدمة، مفضلا البقاء بعاهة مستديمة في قدمه عن الخروج من قيادة وزارة الدفاع'.. انتهي نص الخبر المكذوب. ونعود لنسأل: ما الوصف المناسب لمن يزعم أن هناك مؤامرة مصرية أمريكية لتنصيب دوبلير ليكون رئيسًا لمصر بدلًا من المشير عبد الفتاح السيسي؟!!! ونعتقد أن الإجابة قد وصلت إلي القارئ الكريم!!!