المسرح له قدرة كبيرة علي تفجير كل الطاقات المكبوتة داخل الانسان فهو يعيد التوازن النفسي إليه و يحقق جاذبيته علي المستويين الجمالي والذهني فعلي المستوي الجمالي يعمل المسرح في ذلك عمل الموسيقي و الرسم علي الإسهام في احتياجات الإنسان العاطفية و إشباع نهمه إلي كل ما هو جميل و علي المستوي الذهني نجد أن القالب الدرامي يتضمن التعبير عن نسبة هائلة من أعظم الأفكار التي تفتق عنها عقل الإنسان وتتنوع العروض المسرحية المقدمة علي خشبة المسرح حيث يؤدي فيها الممثلون ادواراً تتوزع بين الكوميديا والتراجيديا من اجل ايصال افكار تعتمد علي تقديم النقد ومهاجمة الظواهر السلبية داخل المجتمع والتي تكون بمثابة دفعة قوية قد تهز الاوضاع القائمة وتحدث تغيرات جوهرية وهذا ما يتجسد لنا في مسرح اولاد الملك ملوي بمحافظة المنيا حيث يؤكد كيرلس صابر 'مؤلف مسرحي' وصاحب الكثير من المسرحيات الواقعية التي يؤديها فريق اطفال اولاد الملك المسرحي واشهرها مسرحية 'انسان' الحاصلة علي جائزة مهرجان مواهب 2020لعام 2012علي ان المسرح المصري امام نقلة كبري بفضل اجياله المسرحية والشباب علي وجه الخصوص و ان فن المسرح والحركات الفنية في مصر لا بد من ان يكون شأنه شأن باقي القطاعات امام منعطف حقيقي يقود الي المستقبل وان خشبة المسرح لها قدسية خاصة مثلها مثل عتبة المسجد او منبر الكنيسه وتابع كلامه أنه كما العروض المسرحية التي يقدمها فريق اطفال اولاد الملك بملوي تهدف الي معالجة قضايا ضخمة نادرا ما يتطرق المجتمع للحديث فيها مثل 'الادمان والشذوذ الجنسي والتحرش وتهميش اطفال الصعيد ' وتجسد ذلك في فيلم ' انتهاك' واشارقائلا: اننا حققنا نجاح باهر منذ عامين في تقديم عمل ناجح يناقش قضايا وطنيه وتجسد ذلك في مسرحية 'انسان' ذلك العرض المسرحي الوطني الاستعراضي الذي تنبأ بمأساة تاريخية لا تنسي وقضية متجذرة في التاريخ هي قضية الشعب المصري في مواجهة الكيان الاخواني العاصب والمحترف في ارتكاب الجريمة تجاه كل مظاهر الحياة في مصر واكمل ان هناك حماس عند الشباب والاطفال المشاركين العمل من حيث رغبتهم في تطوير ذلك المسرح الذي ينطلق من الصعيد ليكون متنفساً قويا ومهما لهموم الناس ومدافعاً قوياً عن حقوقهم المصادرة كما شارك الفريق في تنظيم حملة اطلقوا عليها حملة 'ابتسم' واضعين شعار ابتسم علي ملابسهم للدعوة للابتسامة والتفاؤل ورسم الابتسامة علي وجه المواطن المصري وترك الحديث في السياسة وكل ما يعكر صفوة الحياة. وفي النهاية ثمن حديثه قائلا ان من واجبي كمؤلف ومخرج مسرحي مهموم بقضايا وطنه ومشاكله أن أحارب الجهل والفقر وكل ما هو سلبي من خلال خشبة المسرح وبذلك أكون قدمت رسالتي التي أعمل من أجلها وإذا لم أفعل ذلك سأكون علي العكس من هذا وسأكون عبئاً علي الفن وأنا ضد أن أقدم عمل يضر بالمشاهد والمجتمع، لأننا جميعاً نعاني من مشاكل واحدة وكلما زادت أمراض المجتمع زادت معه أعباؤه ومسئولية أفراده.