أصدر المركز الإقليمي للدراسات الإستراتيجية بالقاهرة ثلاث دوريات جديدة عن حالة مصر والإقليم والعالم، تتناول بالتحليل أهم التطورات في المجال السياسي والاقتصادي والاجتماعي والأمني، ويشارك فيها محللون من مختلف الاتجاهات. ومن أبرز الدراسات التي تناولتها دورية 'حالة مصر' دراسة لأحمد بان المتخصص في الحركات الإسلامية عن توظيف القيادات القطبية 'للأخوات' في تنظيم جماعة الإخوان حيث تشير الدراسة إلي أن دور الأخوات ظل خافتا، ولم يظهر للعلن حتي عام 2005، حيث انتبهت الجماعة إلي أن لديها فائضا بشريا كبيرا من النساء تغلب عليهن العاطفة والطاعة لأزواجهن، ومن ثم فمن السهل أن تنتقل تلك الطاعة للتنظيم. ولذلك حسبما ورد في الدراسة، تفتق ذهن تنظيم الإخوان مع انسداد أفق العمل السياسي والتضييق الأمني خلال العقود الثلاثة السابقة لثورة 25 يناير 2011، عن طريقة لتوظيفهن في معركة التنظيم السياسي، فبدأ تحريكهن في السيطرة علي المدارس الحكومية والخاصة لاستقطاب الأطفال، حيث نشأ في أحضان الأخوات تنظيم جديد هو تنظيم 'الزهرات'، في إشارة إلي أطفال وفتيات الإخوان. وأكدت الدراسة أنه عند انسداد أفق العمل السياسي، نشط نساء الإخوان في التعبئة والتبشير بأفكار الجماعة في نصف المجتمع الذي أفلت من رقابة الأمن، موضحة تمدد التنظيم النسائي حتي تحول إلي 60% من قوة التنظيم الإخواني عدديا وواقعيا وميدانيا في الشارع، سواء في أي استحقاق انتخابي من خلال الدعاية والحشد والتعبئة، أو في المشاهد الاحتجاجية التي تلت خروجهم من الحكم، والتي عرفت لونا جديدا ترسمت فيه الجماعة نصيحة 'دريد بن الصمة' أحد دعاة العرب في الجاهلية الذي قاتل المسلمين حتي قتل في غزوة حنين، حين نصح الكفار بأن يجعلوا النساء في المعارك مع المسلمين في المقدمة، وقد نفذ الإخوان تلك الوصية الجاهلية في كل مشاهد الاحتجاج بعد صدمة الخروج السريع من الحكم في 3 يوليو 2013. وأفادت الدراسة بأنه 'من خلال سيطرة التنظيم القطبي علي لجان التربية في الجماعة، نجحت هذه القيادات في تعبئة الشعور النسائي من خلال المظلومية المصطنعة التي سعت القيادة لها منذ واقعة دار الحرس الجمهوري وطريق النصر، وصولا إلي فض اعتصامي رابعة والنهضة، وتلك المشاهد التي سعت الجماعة لتعميدها بالدم الذي يفتح أجواء الثأر، وكربلائية تؤججها مشاعر النساء'. ولفتت الدراسة إلي أن نساء الإخوان أكثر من يدفعن ثمن المغامرة السياسية التي بدأها حسن البنا حين قرر أن ينتقل من مربع الدعوة إلي مربع الصراع السياسي، ورغم أنهن لا يستدعيهن أحد للحوار أو المناقشة أو إبداء الرأي أو المشاركة في صناعة القرار، إلا أنهن يلتزمن مقولة حسن البنا 'كن كالجندي في الثكنة ينتظر الإشارة' فيتقدمن الصفوف ويقدمن التضحيات، ويعملن في البيت والشارع، وحتي في اكتساب الرزق من أجل تعويض غياب الزوج، في لعبة اعتدن عليها طوال عقود في صبر ودأب وتجرد وتضحية وطاعة عمياء دون أن يحفلن بأن التنظيم قد رتب عضويته في فئات ثلاث 'أ، ب، ج' بينما اختصهن بالمرتبة 'د'، أي أنهن رغم كل ما قدمن ويقدمن لسن في التنظيم، وإنما هن مجرد فائض بشري وجنود يُدفَعن إلي ساحات الصراع، مدفوعات بطلب الشهادة، ورضا الأزواج.