ما تشهده مصر الآن من حوادث إرهاب يعتبر الأشرس والأعنف من جماعة الإخوان الإرهابية ضد الدولة المصرية، ويري محللون أن إقدام الجماعة علي التعامل بهذه الشراسة يأتي نتيجة شعورها بالانعزال وفقدان الشعبية ما دعا الجماعة للكشف عن وجهها بعدما ارتدت لعقود وارتدت لباس التدين والوعظ والارشاد. ينحصر دور الجماعة الآن علي الاثبات للعالم انها بحق جماعة إرهابية، لأن الغباء جند من جنود الله، فما الوصف لجماعة تسعي إلي احراق البلاد وتسعد بهزيمة حتي لو كانت كروية، وتفتخر باستهداف المجندين والضباط من الجيش أو الشرطة، بل وتحدد تسعيرة لكل منهم علي حدة ماذا يتبقي من الإرهاب لم تصنعه الجماعة؟! مذابح عقب فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة المُسلحين، تم الهجوم علي قسم كرداسة وهدمه بقذائف 'آر بي جي'، من قبل عناصر الإخوان والجماعة الإسلامية المتمركزين في منطقتي 'كرداسة وناهيا'، ولم يقتصر الحادث الإرهابي البشع علي القتل والسحل بل امتد إلي تعذيب الضباط لعدة ساعات والتمثيل بجثثهم بعد قتلهم والتباهي بذلك، وراح ضحية هذه المذبحة 11 ضابطًا وأمين شرطة من قوة القسم، وظلت صورهم عالقة في الاذهان لانها المرة الأولي التي يظهر فيه القاتل بشاعته، وعلي غرار سيناريو مذبحة كرداسة، تم تنفيذ مذبحة أخري شهدتها محافظة أسوان، راح ضحيتها عشرة من ضباط مديرية أمن أسوان وتم التعامل معهم بذات البشاعة والتنكيل للضحايا. ولم تمض سوي أيام قليلة علي مذبحتي كرداسة وأسوان إلا وظهرت مذبحة جديدة راح ضحيتها خمسة وعشرين مجندًا وحملت لقب مذبحة رفح الثانية، ففي التسع عشر من أغسطس تم الاعتداء علي 28 مجندًا كانوا يستقلون سيارتين ميكروباص في طريقهم إلي معسكر 'الأحراش'، لإنهاء إجراءات نهاية خدمتهم بالتجنيد، بدم بارد اعترض طريقهم مجموعة من المسلحين، قاموا بطرحهم أرضًا وانهالوا عليهم بوابل من الرصاص أنهي حياة خمسة وعشرين وإصابة ثلاث بحالات انهيار عصبي أفقدتهم القدرة علي التحمل بعدما رأوا بأعينهم ما حدث لزملائهم. وفي الخامس من سبتمبر استيقظ المصريون صباحًا علي خبر محاولة فاشلة استهدفت موكب وزير الداخلية محمد إبراهيم عن طريق سيارة مفخخة انفجرت أثناء مرور موكبه، الحادث أسفر عن اصابة أكثر من عشرين مواطنًا بينهم ضباط من حراسة الوزير وتصادف مرورهم لحظة وقوع الانفجار. يعود الإرهاب من جديد يطل برأسه قبل نهاية شهر سبتمبر ليغتال اللواء نبيل فراج مساعد مدير أمن الجيزة وذلك أثناء قيامه بالمشاركة في تطهير مدينة كرداسة من الإرهاب، ولقي اللواء فراج حتفه علي يد أحد العناصر الإرهابية الإخوانية، وتم إلقاء القبض عليه وبحوزته السلاح المستخدم في الجريمة وأرقام تليفونات لعدد من ضباط الشرطة ينوي تصفيتهم. وشهد الشهر ذاته حادث إرهاب ثالث تمثل في قيام مجهولين مسلحين في العريش بإفراغ خزنتي بندقية آلية في جسد الملازم مصطفي يحيي جاويش ضابط أمن مركزي بسيناء أثناء قيادة سيارته. شهد شهر أكتوبر أكثر من حادث إرهابي ففي مطلع الشهر تم استهداف مديرية أمن جنوبسيناء، وحاولت 'جماعة أنصار بيت المقدس' تفجير المديرية عن طريق إحدي السيارات المفخخة، الأمر الذي أدي إلي استشهاد خمسة جنود وإصابة خمسين آخرين. ويأتي حادث كنيسة الوراق في سياق الإرهاب الأعمي حيث تم اطلاق النار بشكل عشوائي علي أحد الأفراح المقامة داخل الكنيسة وراح ضحيته أربعة شهداء وعدد من المصابين، وذلك من قبل مجرمين كانا يستقلان دراجة نارية وتكفل احدهما بفتح نيران بندقيته الآلية عشوائيًا وبدون تمييز علي جموع تقف في الشارع امام كنيسة. وشهد الشهر ذاته محاولة لاغتيال قائد الجيش الثاني الميداني بعدما انفجرت عبوة ناسفة، تم زرعها أثناء مرور مدرعة يستقلها اللواء أركان حرب سيد عبد الكريم، مساعد قائد الجيش الثالث الميداني، ونجم عن المحاولة اصابته باصابات طفيفة واصابة ثلاثة جنود كانوا مرافقين له وكان لاغتيال المقدم محمد مبروك بالغ الأثر في نفوس الشعب المصري وتأججه تجاه الجماعة الإرهابية والمقدم الشهيد كان مراقبًا منذ فترة، وكان يستقل سيارته الملاكي, ويرتدي ملابس مدنية، وليس هناك علي الاطلاق ما يشير إلي شخصيته, أو جهة العمل التي ينتمي إليها، ولكنه المسئول عن متابعة نشاط جماعة الإخوان المسلمين، ولديه أدلة إدانة في قضية التخابر المتهم فيها الرئيس المعزول محمد مرسي، وقام القتلة أثناء نزوله من منزله بمدينة نصر باطلاق النيران تجاهه ليستشهد في الحال. وقبل ان تمضي أيام علي حادث الاستشهاد جاءت حادثة إرهابية جديدة وشهدت مدينة الشيخ زويد حادث استهدف أربع حافلات للجنود كانت تنقلهم غرب المدينة وذلك عن طريق سيارة مفخخة أسفرت عن استشهاد أحد عشر مجندًا وإصابة أكثر من خمسة وثلاثين آخرين جميعهم في عمر الزهور. قبل أن يخيم عام الدم والدمار الإخواني أراد الإخوان ان يتركوا بصمتهم وقاموا بعمل اجرامي جديد استهدف مديرية أمن الدقهلية، وتم تفجير سيارة مفخخة مليئة بمادة tnt المتفجرة وصلت حمولتها أكثر من طن ونصف الطن، مما تسبب في تفجير المبني وسقوط اجزاء كبيرة منه ولم ينته الأمر علي مديرية أمن الدقهلية فقط بل شمل مباني كثيرة قريبة من منطقة حادث المنصورة وأدي إلي تكسير الزجاج في العمارات المجاورة، أسفر الحادث عن استشهاد سبعة عشر واصابة أكثر من مائة, وأعلنت جماعة أنصار بيت المقدس عن مسئوليتها عن الحادث. ولم يمض الكثير حتي تم استهداف أتوبيس نقل عام بعبوة ناسفة محلية الصنع أسفرت عن اصابة خمسة مواطنين، وشهد ذات اليوم اتلاف عبوة أخري ناسفة علي بعد أمتار من الحادث. يستعد العام للرحيل ويظل الإرهاب يطل بوجهه القبيح علي مصر إلا اننا قادرون علي هزيمته، كما أكد الفريق أول عبد الفتاح السيسي في كلمته للمصريين، لأن المصريين فعلوها من قبل وقاموا بالحاق هزيمة موجعة للإرهاب في التسعينيات.