وزير الخارجية والهجرة يلتقي بالمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية    الرئيس السيسي يوجه بمُواصلة العمل على تطوير أداء شركات قطاع الأعمال    «تنظيم الاتصالات» يعلن موعد بدء التشغيل الفعلي لخدمات الجيل الخامس    غزة والبحر الأحمر وسوريا.. مشاورات سياسية بين وزيري خارجية مصر وإيران بالقاهرة    الأرض تنهار تحت أقدام الانقلاب.. 3 هزات أرضية تضرب الغردقة والجيزة ومطروح    اتحاد الكرة يعلن تفاصيل اجتماعه مع الرابطة والأندية    وكيل تعليم كفر الشيخ: ضبط 3 حالات غش وإحالة رئيس لجنة وملاحظ للتحقيق    والدة إبراهيم شيكا.. الرحمة يا ناس!    أضرار الإفراط في تناول الحبهان، أبرزها حرقة المعدة وتغيير الهرمونات، وأخطرها الإجهاض    وزارة النقل: مركز تحكم للرقابة على الأتوبيسات الترددية    الهيئة العامة للأوقاف بالسعودية تطلق حملتها التوعوية لموسم حج 1446    السجن 3 سنوات لصيدلى بتهمة الاتجار فى الأقراص المخدرة بالإسكندرية.. فيديو    شركة مياه الشرب والصرف الصحى بالمنيا تستعد لاستقبال عيد الأضحى.. تفاصيل    محافظ الإسكندرية: العاصفة أظهرت نقاط القوة والجاهزية لدى فرق العمل    كشف أسرار جديدة بواقعة التنقيب عن الآثار أسفل قصر ثقافة الطفل بالأقصر.. فيديو    محمد مصيلحي يستقيل من رئاسة الاتحاد السكندري.. وأعضاء المجلس يتضامنون معه    التفاصيل المالية لصفقة انتقال جارسيا إلى برشلونة    بوستيكوجلو يطالب توتنهام بعدم الاكتفاء بلقب الدوري الأوروبي    للمشاركة في المونديال.. الوداد المغربي يطلب التعاقد مع لاعب الزمالك رسميا    تخريج 100 شركة ناشئة من برنامج «أورانج كورنرز» في دلتا مصر    وزير الخارجية: هناك تفهم مشترك بين مصر وواشنطن حول الأولوية الكبرى للحلول السياسية السلمية    وزير الخارجية: مصر أكثر طرف إقليمي ودولي تضرر من التصعيد العسكري في البحر الأحمر    عاجل| "أزمة غزة" تصعيد متزايد وموقف بريطاني صارم.. ستارمر يحذر من كارثة إنسانية ولندن تعلّق اتفاقية التجارة مع إسرائيل    «مش هاسيب لأولادي كل ثروتي».. تصريحات مثيرة ل سميح ساويرس حول التوريث    السيسي: ضرورة إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط    دنيا سامي: مصطفى غريب بيقول عليا إني أوحش بنت شافها في حياته    «واكلين الجو».. 3 أبراج هي الأكثر هيمنة وقوة    دعاء يوم عرفة 2025 مستجاب كما ورد عن النبي.. اغتنم وقت الغفران والعتق من النار    ريوس يبرر خسارة وايتكابس الثقيلة أمام كروز أزول    حزب السادات: فكر الإخوان ظلامي.. و30 يونيو ملحمة شعب وجيش أنقذت مصر    مصمم بوستر "في عز الضهر" يكشف كواليس تصميمه    زيلينسكي يعرب عن تطلعه إلى "تعاون مثمر" مع الرئيس البولندي المنتخب    لو معاك 200 ألف جنيه.. طريقة حساب العائد من شهادة ادخار البنك الأهلي 2025    «تعليم الجيزة» : حرمان 4 طلاب من استكمال امتحانات الشهادة الاعدادية    التعليم العالي: غلق المنشأة الوهمية «الخبراء العرب للهندسة والإدارة»    مدير المساحة: افتتاح مشروع حدائق تلال الفسطاط قريبا    "الأونروا": لا أحد أمنا أو بمنأى عن الخطر في قطاع غزة    بى بى سى توقف بث مقابلة مع محمد صلاح خوفا من دعم غزة    التضامن الاجتماعي تطلق معسكرات «أنا وبابا» للشيوخ والكهنة    كي حرارى بالميكرويف لأورام الكبد مجانا ب«حميات دمياط »    بدء الجلسة العامة للشيوخ لمناقشة ملف التغيرات المناخية    توريد 169 ألفا و864 طنا من محصول القمح لصوامع وشون سوهاج    آن ناصف تكتب: "ريستارت" تجربة كوميدية لتصحيح وعي هوس التريند    أزمة المعادن النادرة تفجّر الهدنة التجارية بين واشنطن وبكين    مصادر طبية فلسطينية: 35 قتيلا بنيران إسرائيلية قرب مراكز المساعدات خلال الساعات ال 24 الأخيرة    ميراث الدم.. تفاصيل صراع أحفاد نوال الدجوى في المحاكم بعد وفاة حفيدها أحمد بطلق ناري    رئيس الوزراء يُتابع جهود اللجنة الطبية العليا والاستغاثات خلال شهر مايو الماضي    تعليم دمياط يطلق رابط التقديم للمدارس الرسمية والرسمية لغات    «الإصلاح والنهضة»: نطلق سلسلة من الصالونات السياسية لصياغة برنامج انتخابي يعكس أولويات المواطن    عيد الأضحى 2025.. ما موقف المضحي إذا لم يعقد النية للتضحية منذ أول ذي الحجة؟    هيئة الشراء الموحد: إطلاق منظومة ذكية لتتبع الدواء من الإنتاج للاستهلاك    وزير الصحة: 74% من الوفيات عالميًا بسبب الإصابة بالأمراض غير المعدية    22 سيارة إسعاف لنقل مصابي حادث طريق الإسماعيلية الدواويس    «من حقك تعرف».. ما إجراءات رد الزوجة خلال فترة عِدة الخُلع؟    تكريم الفائزين بمسابقة «أسرة قرآنية» بأسيوط    لطيفة توجه رسالة مؤثرة لعلي معلول بعد رحيله عن الأهلي    الرئيس السيسي يهنئ مسلمي مصر بالخارج بحلول عيد الأضحى المبارك    أمين الفتوى: صلاة الجمعة لا تتعارض مع العيد ونستطيع أن نجمع بينهما    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قطر تتآمر ضد السعودية وتقدم السلاح للمعارضين في ليبيا وسوريا
نشر في الأسبوع أونلاين يوم 02 - 12 - 2013


دبلوماسية دفتر الشيكات
حمد يأمر بصرف 150 مليون دولار للقيادي الإخواني راشد الغنوشي والقرضاوي ورقة رابحة تحمي الأمير القطري من أية أخطار إسلامية
الإمارة تقدم تمويلاً للحوثيين المتمردين ضد علي عبد الله صالح
ولاتزال صفحات كتاب 'قطر.. أسرار الخزينة Qatar: les secrets du coffrefort ' بين ايدينا لنقرأ أخطر الأسرار التي كشفها الصحفيان الفرنسيان: كريستيان تشيسنو وجورج مالبرون في كتابهما الحافل بالمزيد من المفاجآت، وفي الحلقة السادسة من هذا الكتاب نقرأ صفحات العلاقة القوية بين قطر التي تنتسب للعرب وبين الكيان الصهيوني العنصري، وهي ذات العلاقة التي تربط قطر بالتنظيمات الإرهابية التي تتستر خلف أسماء ومسميات وشعارات إسلامية، ويكشف الكتاب عن تمويل أمراء قطر للمتمردين الحوثيين الذين يقاتلون شعب اليمن وشعب السعودية في وقت واحد، كما يكشف عن تمويل قطر للتنظيمات الإرهابية في المنطقة العربية، ويعلنها الكاتبان صراحة أن الأمير حمد أمر بصرف 150 مليون دولار للقيادي الإخواني رئيس حزب النهضة التونسي راشد الغنوشي، ويسقط الكتاب القناع عن القيادي الإخواني يوسف القرضاوي الذي أراد الكاتبان الفرنسيان أن يقولا للقارئ إنه دمية يحركها الأمير حمد.. والتفاصيل في صفحات الحلقة السادسة.
**
'ما زال الدبلوماسي الإسرائيلي سامي رافل يتذكر المكالمة 'الكارثة' التي تلقاها من قطر، يومين قبل أول زيارة رسمية وزير الخارجية للدوحة: '- نرجو منكم إرسال النشيد الوطني لبلادكم عبر الفاكس في الحال'.
ولأمرٍ ما ! كانت قطر مثل أغلب الدول العربية تقطع علاقاتها مع الدولة العبرية. ولاستضافة بيريز لأجل افتتاح مكتب تجاري إسرائيلي بالدوحة، كان لزاماً أن تقوم الإمارة ببروتوكول الاستقبال كاملاً. لا شيء يُترك للصدفة.
أسوة بعمان، المغرب وتونس، قبلت قطر فتح مركز تجاري إسرائيلي بالدوحة الذي بقي تحت إشراف سامي رافل ما بين 1996 و 1999. ما كان يعتبر تتويجاً لمسار طويل من الاتصالات بين البلدين، بدأت بلقاء شيمون بيريز والسفير القطري بالولايات المتحدة الأمريكية بنيويورك أيلول 1993 علي هامش توقيع اتفاقية أوسلو بين إسحاق رابين وياسر عرفات. اتصالات أخري تلت ذلك عبر حمد بن جاسم، لكن وإلي حدود 1995 ظلت الأمور جامدة، حيث إن الأمير خليفة كان معارضاً أسوة بجيرانه آل سعود لأي انفتاح علي 'الكيان الصهيوني'. مع وصول حمد للحكم، لم يعد المشكل مطروحاً. فبعد أشهر قليلة من الإطاحة بخليفة، قام أحد أفراد عائلة آل ثاني بحضور جنازة إسحاق رابين. بعد ذلك تم إرسال أطفال من العائلة للعلاج في مستشفي 'حداسة' في القدس. حرص اللوبي المقرب من إسرائيل في واشنطن منذ سنوات للتقريب بين حمد بن جاسم والإسرائيليين.
مع وصول الصقر بنيامين نتانياهو لرئاسة الوزراء الإسرائيلية في يونيو 1996، تواصلت العلاقات لكنها كانت أقل اتقاداً من السابق. خاصة مع تنديد الصحافة المحلية بتواجد 'السفارة المستوطِنة بالدوحة'.
تم إنزال علَم نجمة داود من علي السفارة القطرية. لكن سرعان ما عادت الأمور لسابق عدها مع الاستقبال الحار الذي تلقاه روجر كراودي خلال زيارته لقطر من قبل يوسف القرضاوي الذي قام بتمجيد الرجل، ثم استقباله من قبل العائلة الحاكمة.
ستتوتر العلاقات من جديد إبان الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000. بثت الجزيرة في تغطيتها صوراً للقياديين الذين تمت تصفيتهم. ورغم ذلك، فقطر بخلاف كل من المغرب، عمان وتونس، لم تغلق مكتب إسرائيل التجاري. في نهاية المطاف، ستكون هجمات إسرائيل علي قطاع غزة بين عامي 2008 و2009 سبباً مباشراً في تجميد العلاقة الدبلوماسية بين البلدين. رغم ذلك فقطر لم تقطع كل الجسور مع إسرائيل.
صديقٌ للجميع دون أن تكون عدواً لأحد، تلك بالفعل عقيدة الأمير في علاقاته بدول العالم. وصفة أثبتت فاعليتها؟
ذلك ما أكده الأمير نفسه في حوار أجراه مع 'الفايننشال تايمز' في أكتوبر 2010: 'سياستنا أن نكون أصدقاء للجميع. نحن نبحث عن السلام. هذا يعني أننا في حالة ما دخل طرفان في مواجهة، فإننا لن نقوم باختيار طرف دون آخر، بل سنختار الحفاظ علي علاقاتنا مع الطرفين'.
فقطر تحافظ علي علاقاتها بإيران، وحزب الله، وحماس، وطالبان، والشباب الصومالي، دون أن تخسر علاقاتها بأعدائهم أميركا، إسرائيل وأفغانستان..
لا تتواصل قطر مع المنبوذين من بلدانهم فقط، بل وتستقبلهم علي أراضيها كذلك، نذكر من بينهم خالد مشعل رئيس المكتب التنفيذي لحركة حماس، وكذا دبلوماسيون للراحل صدام حسين: ناجي صبري، رياض القيسي، عامر السعدي، وحتي أرملته ساجدة رفقة بناتها في إقامة بالدوحة.
ليس بوسع هؤلاء الضيوف أن يتواصلوا مع الإعلام أو إعطاء أي تصريحات للصحافة.
دبلوماسية المال
ما هو حجم استفادة قطر من استقبال ضيوف من هذا النوع؟ هل لتحمي نفسها من أعداء محتملين؟ أم لدرء خطر الإسلاميين الذين تثير حفيظتهم علاقاتها وانفتاحها مع الغرب؟
لا يضيع الأمير فرصة استقبالهم لتمرير بعض الرسائل المهمة. عندما أراد الأمير فرض قانون التصويت للنساء، علي غير رغبة الأغلبية الساحقة في الإمارة، طلب من يوسف القرضاوي أن يلقي خطبة في المسجد للحث علي حق المرأة في التصويت.
كل يوم أحد، يطل الشيخ يوسف اللاجئ في قطر منذ 1961، علي برنامج 'الشريعة والحياة 'الذي يشاهده الملايين في الوطن العربي. حيث يعد القرضاوي إحدي الورقات الرابحة للأمير القطري للاحتماء من أي أخطار إسلامية'.
لقطر دبلوماسية ديناميكية، تلعب دور المصالحة وتتقنه بامتياز، فقد قام حمد بن جاسم برحلات مكوكية بين غزة والضفة الغربية للمصالحة بين اسماعيل هنية والرئيس الفلسطيني محمود عباس.
في 2006 بلبنان، استثمرت قطر اتصالاتها مع إسرائيل حتي تكون أول من يخرق الحصار الجوي المفروض من قبل الدولة العبرية.
تحتفظ إيران مع ذلك بعلاقات طيبة مع إيران. لكن اقتسامهما للثروة الغازية بالمياه الخليجية، يبعثها علي الحذر تجله جارتها الفارسية. واقعة تحطيم الحرس الثوري الإيراني للمنصة القطرية عام 2004، كانت فرصة للتذكير بالقوة الإيرانية. نُقل عن حمد بن جاسم قوله: 'أزور باستمرار إيران، ويعجبني أن أسمع من مسئوليها قولهم إنهم لن يغدروا بقطر. أدري أنهم يكذبون، ويعرفون أنني لا أصدقهم. لا أحد فينا غبي في النهاية.'
عام 2008، أسهمت المبادرات الحميدة من قطر في إبرام اتفاقية للمصالحة بين الفرقاء اللبنانيين. الوصفة في غاية البساطة: تم جمع الفصائل في فندق كبير، ثم الضغط عليهم للتصالح، والبقية تكفلت بها دبلوماسية المال.
ميشيل عون، زعيم التيار الوطني الحر، خرج من مكتب حمد بن جاسم راضياً تمام الرضا عن الصفقة.
في السودان، كما في إريتريا، عملت قطر علي تقريب الأطراف المتناحرة. فبتدخل من فرنسا تم إعادة الهدوء للحدود بين جيبوتي وأسمرة عام 2009. في الشق المالي، بقيت إيريتريا بين أحضان قطر التي لا يتوقف رئيسها أسياس أفوركي لملء خزائن بلده.
سلبيات النظام
لدبلوماسية منح الأموال أيضاً تداعياتها الخطيرة. أثبتت حالة اليمن الفشل الذريع لهذه السياسة. في 2008 و2011، لم تتوان قطر عن الدفع للمتمردين الحوثيين الذين يطلبون استقلالاً عن النظام الحاكم بصنعاء تحت رئاسة الرئيس السابق علي عبد الله صالح.
كانت تعتقد قطر أنها بذلك ستجعل الحوثيين يهدأون ويجلسون إلي طاولة الحوار مع نظام عبد الله صالح.
أخطأت قطر بذلك حساباتها، فالحوثيون اشتروا بالمال أسلحة ليواجهوا بها قوات صالح المدعومة من قبل السعودية التي تضررت من ذلك هي أيضاً. فهمت قطر أن المال وحده غير كاف لاحتواء الأزمات.
ما هو هدف قطر بالتحديد؟ من هم أصدقاؤنا الحقيقيون اليوم؟ يتساءل أحد أفراد العائلة الحاكمة.
في زمن ماضٍ كنا أصدقاء للنظامين السوداني واليمني، حكام البلديْن موقفان حالياً. في الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، استعملنا الورقة العراقية في وجه السعودية. لكن نظام صدام حسين، فرض علينا أن نختار معسكرنا. عندما تفاقم المشكل بيننا وبين السعودية علي الحدود بداية التسعينيات، صرنا قريبين جداً من الإيرانيين.
كنا ندعم كوريا الجنوبية بالغاز في حين أن قادتنا كانوا يزورون كوريا الشمالية. قبل سنوات، عندما كان لدينا بعض المشاكل مع الولايات المتحدة الأميركية، ردّت قطر فوراً بفتح سفارة لكوبا بالدوحة.
لأجل أي هدف تعمل قطر؟ هل هناك استراتيجية ما وراء ذلك؟ لا، هي فقط ردود فعل ساخنة.
ماذا عن علاقة الإمارة بإسرائيل؟ يبدو رافل منتقداً بشدة للموقف القطري البراجماتي.
فبعد الثورات العربية، قامت قطر بحسابات باردة مبنية علي نوع من البراجماتية. قطر، لا تحركها إيديولوجية معينة، علي عكس ما يعتقد البعض الذي يبني ذلك علي دعمها للإسلاميين في كل مكان تقريباً. مهما يكن، فدعمها للإخوان المسلمين، يقول رافل، لا يعجب إسرائيل البتة. ولا دور الجزيرة الذي نجحت فيه القناة خلال حرب 'أمطار الصيف' تموز 2006 بلبنان، ولا أيام الحرب علي غزة 2008. وبفضل قطر تتمتع حماس بالمساندة علي حساب محمود عباس.
رغم سعيها الحثيث للمصالحة بين الفصائل الفلسطينية، فإن قطر لا تخفي دعمها لحماس علي حساب السلطة الفلسطينية.
قطر.. تخوض الحرب
كان عام 2011 حاسماً في تاريخ قطر. فبعد ظفرها بتنظيم كأس العالم 2022، كان دخولها الحرب في ليبيا مساهماً في قلب المعطيات.
لأول مرة تجد قطر نفسها في صراع عسكري خارج حدودها المحلية. قامت الإمارة الصغيرة بتمويل وتسليح الثوار الليبيين واضعةً بذلك قدماً في 'خندق الكبار' إلي جانب الولايات المتحدة الأميركية، بريطانيا وفرنسا الذين تمكنوا من إسقاط حكم العقيد معمر القذافي بعد 42 عاماً من الحكم. سيكون لهذا العام ما بعده في مستقبل الإمارة.
ليبيا: معمودية النار
في بداية الثورة الليبية مع منتصف شهر فبراير 2011، التزمت قطر بموقف متحفظ ضد العقيد الليبي في أول اجتماع للجامعة العربية.
طالب عمرو موسي أمين عام الجامعة بإدانة القذافي، الذي نعت شعبه ب'الجرذان'.
التزمت قطر والسعودية الصمت خلال الاجتماع، لكن ذلك لم يمنعهما من التصويت لصالح قرار يمنح القذافي أياماً فقط لوقف قمعه تجاه شعبه وإلا سيكون خارج أسوار الجامعة.
إثر ذلك، قامت قطر بالتحرك أخيراً لحشد الدعم للقرار وتكلل مجهودها بالنجاح والتصويت لصالحه. كالعادة، أقلق هذا التحرك جارتها السعودية التي رأت في قطر رغبتها في أن تصبح رقماً صعباً في المعادلة. أدان السعوديون تطبيع قطر مع رجال مثل القائد العسكري عبد الكريم بلحاج المتهم بانتمائه للقاعدة.
السعودية التي لم تكن تطيق العقيد القذافي، كانت علي دراية أن حمد كانت له علاقات طيبة مع مهرج طرابلس. فهذا الأخير كان قد أطلع مخابرات دول أميركا، فرنسا وحتي السعودية نفسها حواراً مسجلاً بينه وبين أمير قطر، حيث إن العقيد دعا حمد لاجتياح السعودية ووضع حد لسلالة آل سعود.
إنها فكرة جيدة، أجاب الأمير ضاحكاً. ولكن حكام السعودية ناضجون كفاية حتي لا يسمحوا لأحد أن يجتاح بلدهم.
تم إطلاع الأمير القطري علي تفاصيل الحوار خلال اجتماع لدول مجلس التعاون الخليجي. تكفل ولي العهد نايف باستقبال حمد، وصرخ في وجه قائلاً:
أنت ! تعال هنا
ماذا هناك؟
الملك في الغرفة المجاورة، ستدخل عليه وتجثو علي قدميك وتطلب منه أن يغفر لك خطيئتك
لا، لن أفعل، لكنني سأكلمه، أعدك.
توجه الأمير للملك عبد الله قائلاً: لا تأخذ علي محمل الجد ما دار بيني وبين القذافي، فقط كنا نمزح أنا وذلك المجنون.
حرّك الملك عبد الله رأسه، وأشار بيده إيذاناً بأن الأمر قد تم نسيانه.
في ربيع 2011، أيقن الجميع أن القذافي سيواصل قمع معارضيه، وأن لا سبيل إلي كبح جماحه سوي تسليح وتدريب الثوار، فضربات الناتو لم تكن لوحدها كافية.
كانت الدوحة أول من سلح ودرب الثوار، وأول من اعترف رسمياً بالمجلس الوطني الانتقالي، كما حملت علي عاتقها رفع طلب الجامعة العربية إلي مجلس الأمن لفرض منطقة عازلة وحظر جوي علي النظام الليبي لحماية المدنيين.
ابتداءً من شهر أبريل، تم إرسال أكثر من عشرين طناً من الأسلحة للثوار في ليبيا. في البداية، يقول عسكري فرنسي، كانت تعطيهم المال و ترشدهم إلي محل شراء الأسلحة. بعد ذلك انخرطت فرنسا كذلك في القضية.
حتي يوم سقوط طرابلس في 22 آب الذي تم نقل وقائعه مباشر علي قناة الجزيرة القطرية، أكثر من 18 طائرة دخلت لنقل بنادق، منصات صواريخ وأسلحة خفيفة وسيارات عسكرية وأزياء عسكرية للثوار.
لقد كانت تلك أول حرب تخوضها قطر خارج حدوها تحت إشراف فرنسي بالأساس.
في تلك الأثناء، أشرفت قطر علي تحديد الوحدات التي ستتلقي الصواريخ المضادة للدبابات.
اقتنع حلف الناتو بأهمية التنسيق معهم خاصة أن قطر والإمارات هما من كان لهما من يمثلهما علي الأرض.
بالمقابل، كان لقطر 60 جندياً قطرياً لمساعدة الثوار علي تأسيس مراكز قيادة في بنغازي في الجبل، بعدها في طرابلس.
في كواليس الأحداث، نجد رجلاً متطرفاً آخر هو علي الشلبي، الذي كان له دور هام في نقل المال والسلاح للثوار الليبيين وشركائه الإسلاميين.
في نهاية الصيف، اشتكي أعضاء المجلس الوطني الانتقالي علي الملأ هذه المرة، من قطر التي لا تقدم مساعدات إلا لحلفائها الإسلاميين، علي حساب حكومة مؤقتة نالت اعتراف التنظم الدولي.
بعد ذلك، سيكتشف الجميع أن بعض هذه الأسلحة تم نقله للجهاديين في شمال مالي الذي واجهوا فرنسا منتصف كانون الثاني 2013، وبعضها تم إيصاله إلي سوريا للمقاتلين ضد نظام الأسد.
ثارت ثائرة باريس من عدم احترام قطر لوعودها تجاهها. فقد لام نيكولا ساركوزي بشكل مباشر أمير قطر لدي استقباله في قصر الإليزيه.
في ختام سنة 2011، لم تتوقف قطر عن كونها محطّ انتقادات الجميع. حيث إنها وضعت يدها علي كل شيء في ليبيا تقريباً داعمةً للإسلاميين، مما آثار حفيظة الجيران الذين يملكون حساسية مفرطة تجاههم.
غير أن قطر غير المروضة، واصلت في كونها الفارس الوحيد علي الساحة وقامت بالإشراف علي انتقال السلطة بعد مصرع القذافي.
فقطر لم تنظر بعين الرضا لبروز كل من مصطفي عبد الجليل ومحمود جبريل وعلاقتهما بمصر. حيث أصرت علي إيجاد مكان لحلفائها الإسلاميين في الحكومة الجديدة. إلا أن رفض جبريل للأمر، دفع الدوحة إلي تجييش قناتها الجزيرة لقيادة حملة إعلامية ضد المجلس الانتقالي.
داخل هذا المجلس، قام علي الطرهوني وزير المالية والبترول بتصريح يوم 11 أكتوبر 2011 يقول فيه إن علي قطر 'طرق الباب قبل الدخول'. في إدانة من المجلس للتأثير القطري الذي بدأ في التضخم.
ترك الغربيون الليبيين يصعّدون ضد قطر دون تدخل يذكر. ففرنسا، وأميركا، وبريطانيا ما زالوا محتاجين لقطر في الملف السوري الذي بدأت ثورته تتجه للتسلح عام 2011.
بعد تدخل قطر العسكري في ليبيا، اقتنع الأمير بفعالية الجانب العسكري في تلميع صورة بلاده وزيادة شهرتها. ومما زاد فخره كون الإمارة شاركت في 'غرفة الحرب›› للناتو، كما أن عسكريين قطريين شاركوا بباريس من غرفة التخطيط وإدارة العمليات العسكرية.
باختصار، إذا كان حلم الأمير السري ببناء ميناء كبير في ليبيا لتحويل الغاز القطري لدول المغرب العربي لم يرَ النور، فإن للأمير نفسه الحق أن يفخر بنجاح أول إنجازاته العسكرية.
في سوريا.. من الحب إلي الحقد
في أعقاب الأزمة الليبية، تحولت بوصلة قطر لدبلوماسية صوب نظام بشار الأسد الذي لم يتوانَ عن قمع معارضيه منذ مارس 2011.
أرادت قطر المحافظة علي مكتسباتها من الحرب الليبية كأحد الكبار في غرفة العمالقة، فانخرط وزيرها الأول في حراك دبلوماسي غير مسبوق، كما أعلنت قطر وقوفها إلي جانب الثوار. رغم أن الإمارة الصغيرة لطالما احتفظت بعلاقات طيبة مع بشار الأسد.عاش البلدان شهر عسل حقيقي حيث أقاما علاقات اقتصادية مهمة، مع رغبة في استفزاز السعودية خاصة فيما يتعلق بالملف اللبناني.
بعد حرب تموز عام 2006، كانت قطر من ضمن دول قليلة ساندت حزب الله في الحرب ضد إسرائيل. في حين أن العالم السني بقيادة السعودية كان قلقاً بشأن شبه انتصار لحزب الله علي إسرائيل. فقناة الجزيرة لم تتوقف لحظة عن الإشادة ' بصمود المقاومة ضد الغارات الإسرائيلية'.
بعد أيامٍ من وقف إطلاق النار، قام الأمير القطري في زيارة لبيروت. لم يأتِ صفر اليدين بل جلب معه ملايين الدولارات لإعادة إعمار البلاد المدمرة من طائرات الجو الإسرائيلية.
بالحديث عن العلاقات المالية بين البلدين، نجد أن قطر مولت الدراسات التي تهدف إلي بناء طريقين سيارين يعبران سوريا من شرقها إلي غربها. انتقلت 'قطر ديار' الوكيل الاستثماري لقطر في العقار بالخارج إلي دمشق لأجل بناء مجمع تجاري ضخم مساحته 40, 000 متر مربع تذكّر بذلك الذي بناه رفيق الحريري ببيروت في الثمانينيات. مركز تجاري ضخم آخر يُرتقب بناؤه بحمص تحت اسم 'الحلم الكبير لحمص'.
الغني العمراني والحضاري لدمشق وحلب وحمص، كان يثير إعجاب الأمير القطري المولع بالتاريخ حيث يحتفظ لنفسه بقصر في دمشق إلي جانب زوجته موزة وحمد بن جاسم.
يقدر حجم الاستثمارات القطرية بسوريا ب6 مليارات دولار.
علي المستوي السياسي، في عام 2008، كانت قطر العرّاب الذي ساعد سوريا علي الخروج من عزلتها الدولية. وجدت الدوحة في نيكولا ساركوزي وسيطاً مثالياً. حيث طلبت إلي الرئيس الفرنسي توقيف سياسة النبذ التي نهجها جاك شيراك ضد بشار الأسد.في المقابل، أقنع حمد بن جاسم الرئيس بشار بفتح سفارة للبنان ببلاده الذي كان مطلباً فرنسياً بالأساس.
الاستقبال الكبير الذي تلقاه بشار وعقيلته في الاحتفالات بذكري 14 يوليو/تموز أثارت شكوك الصحافة الفرنسية.
في سبتمبر الموالي تنقل ساركوزي إلي دمشق وحصل علي وعدٍ بعرضِ دليلٍ من حركة حماس علي سلامة الأسير الإسرائيلي لديها جلعاد شاليط.
سينضم إلي الثلاثي الواعد قطر-سوريا-فرنسا دولة رابعة هي تركيا.
لأجل إحياء مسلسل السلام بين سوريا وإسرائيل، سيعوض هذا الرباعي كلا من مصر والسعودية اللتين كانتا مسئولتين عنه سابقاً في الشرق الأوسط. حلم لم يرَ النور بقدر ما أعاد سوريا إلي الحظيرة الدولية، ومكّن لقطر أكثر في المجتمع الدولي.
الأمر نفسه هو ما حدا بقطر أن تصر علي تجميع الفرقاء اللبنانيين لأجل المصالحة في الدوحة في آيار مايو 2008، بهدف أن تنتزع الريادة في المشهد من غريمتها السعودية التي تمكنت قبل سنوات من وضع حد للحرب الأهلية اللبنانية باتفاقية الطائف الشهيرة. الأمر الذي لم يكن ليمر دون امتعاض الرياض، امتعاضٌ سيزيد مع دعوة قطر لحليفتها حماس أن تتنصّل من التزاماتها باتفاقية المدينة بالمملكة العربية السعودية.
في ديسمبر 2008، تمكنت حرب إسرائيل علي قطاع غزة من جعل سوريا وقطر في مقدمة المشهد.حيث قام قائدا البلدين بمساندة حماس كلياً مستنكرين الصمت العربي 'المخزي'.
دعت قطر لعقد قمة عربية طارئة في بداية يناير بالدوحة، لكن القمة عرفت مقاطعة السعودية ودول الخليج، رافضين أن تتمكن قطر من انتزاع لقب 'عرّاب الإسلاميين'. أسابيع بعد ذلك، اجتمع الجميع في الكويت، حيث خلق الملك عبد الله بن عبد العزيز المفاجأة بتصالحه العلني مع بشار الأسد حتي يجره إلي حظيرته بعيداً عن التأثير الإيراني.
حيث تفاجأ القادة القطريون برؤية الملك المُسن يداً في يد مع الرئيس السوري والرئيس المصري حسني مبارك.
لم يشأ الرئيس السوري قطع العلاقة مع السعودية بشكل كامل، لعلمه أن مركز القرار السني في الوطن العربي يتمركز في الرياض.
منذ تلك اللحظة، ستعرف العلاقة السورية-القطرية نوعاً من البرود، خاصة مع تكرار زيارات بشار للمملكة وزيارة الملك عبد الله لدمشق.
في ربيع 2011، حينما بدأ بشار في قمع معارضيه بعنف. ستتكرر زيارات حمد بن جاسم وحتي الأمير تميم لأجل إقناع الأسد بتقديم تنازلات. لكن الطلاق البائن بين البلدين لن يتم إلا بعد مرور ستة أشهر علي الأزمة. فقررت الدوحة مساندة المعارضة بشكل كامل.
يروي الصحفي روبرت فيسك في مقال بتاريخ 28 آب 2012 تفاصيل حواره مع وليد المعلم وزير الخارجية السوري بدمشق الذي تناول من خلاله ما وقع بينه وبين الأمير القطري في تشرين الثاني 2011 بالدوحة:
إذا وافقتم علي المبادرة العربية، سأغيّر تعامل الجزيرة اتجاهكم، كما سأطلب من القرضاوي أن يدعو للمصالحة، كما سأضخ ملايين الدولارات في الخزينة السورية. وعد الأمير القطري وزير الخارجية القطري.
حينما كنتُ أنتظر الأمير، سمعته يأمر بصرف 150 مليون دولار لصالح الإسلامي التونسي راشد الغنوشي رئيس حزب النهضة الذي سبقني بالدخول علي الأمير.
لماذا هذا الصد القطري إزاء صديق الأمس ؟ لعل تفسير ذلك أن سوريا لم تفِ بوعودها التي قطعتها بشأن إنجاح المصالحة اللبنانية. اكتشف الأمير أن بشار كان يكذب علي جميع الوسطاء. الأمر الذي خلّف لدي قطر جرحاً ليس يندمل تجاه 'غدر' بشار لها، أحس الأمير بالخيانة من نظيره السوري الذي لم يحترم الثقة المالية والسياسية التي وضعها فيه. ليس لتحرك الدوحة النشط في الملف السوري علاقة مباشرة برغبتها في كسر شوكة إيران الشيعية في المنطقة.
فقطر رغم كونها سنية وهابية فإنها لم تتردد في دعم حزب الله الشيعي في حرب تموز 2006.
هذا ما يفسر أن سياسة قطر تنبني أساساً علي البراجماتية، حيث إن حمد لا يكاد يفوّت فرصة تتاح له لتحقيق بعض المصالح.
رغم ذلك، يشير دبلوماسي فنسي، فعلي الأمير أن يحاول التوفيق بين سياسته الخارجية والتزاماته الداخلية التي تلزمه بدعم المجموعات السنية الراديكالية بسوريا.
دبلوماسية المواجهة
منذ قطعها لعلاقاتها مع نظام بشار، لم تدخر قطر أي مجهود لأجل التدخل علي كل الأًصعدة. نجحت الإمارة في استصدار قرارات تدين نظام دمشق في أكثر من عشرين اجتماعاً خلال سنة تم عقدها في مقر الجامعة العربية بالقاهرة. حيث تم تعيين جاسم بن حمد رئيساً للجنة المكلفة بالملف السوري.
بعد فشل الوساطات العربية، أرادت كل من قطر والسعودية لعب دور محوري. فجندت لذلك قناتيهما الجزيرة والعربية للتحرك ضد نظام بشار الأسد.حيث كانتا تصعّدان كلما أحسّا أن أحد البلدان العربية سيعترض علي ذلك، كما حدث مع الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة.
يتهم الكثيرون حمد بن جاسم بشراء الأمين العام لجامعة نبيل العربي، الذي دعا إلي 14 قمة عربية في العاصمة الدوحة، مذكرين هذا الأخير أن مقر الجامعة هو القاهرة وليس قطر.
عندما تحركت قطر في اتجاه طرد سوريا من الجامعة، أبدت ثلاث دول تحفظها علي القرار، وهي الجزائر، العراق، ولبنان.
هناك شعورٌ يعم الجميع أن هناك نوعاً من العجرفة من جانب قطر و ذلك ما سيلمسه عن قرب لخضر الإبراهيمي مبعوث الأمم المتحدة في 13 سبتمبر 2012 عندما توقف في القاهرة قبل التوجه إلي دمشق للقاء بشار الأسد.لحظات بعد وصوله إلي القاهرة، تلقي لخضر دعوة من حمد بن جاسم للقدوم إليه في مكان إقامته بفندق 'الفصول الأربعة'. أجاب المبعوث الأممي: : 'إذا أراد حمد أن يراني فما عليه سوي المجيء إلي محل إقامتي.' فعلاً قدِم حمد رفقة نبيل العربي عند الإبراهيمي، إلا أن هذا الأخير رفض مطالب ضيفه بشأن تمكينه من عدة أسابيع لإتمام مهمته، 'لا أعمل بهذه الطريقة' أجاب الإبراهيمي. 'أنا مبعوث للأمين العام، لا أحب أن يتم تقييدي بحدود'.
بالإضافة لضغطها الذي مارسته علي الجامعة العربية، فإن قطر قامت بالتحرك لدي المجتمع الدولي 'الأمم المتحدة، أصدقاء سوريا' لدعم المعارضة السورية بكل الوسائل: تحري الفنانين، الدعم المؤسسي، المالي والسياسي للمجلس الوطني السوري، لتهيئة 'المرحلة الانتقالية'. الكل كان مهيّأً لأجل اعتبار الدوحة عاصمة للمعارضة السورية، والمكان الذي تولد فيه سوريا الجديدة.
تماماً مثل ما حصل في الملف الليبي، لعب رجلٌ دوراً هاماً في ذلك: عزمي بشارة، النائب العربي السابق في الكنيست الإسرائيلي، الذي يدير من الدوحة مركزاً للأبحاث. لكن في سوريا، كان له علاقات هامة مع المعارضين السوريين في بداية الأزمة.
كان علي عزمي بشارة المقرب من تميم، أن يقوم بدور المحرّك للملف تماماً مثل حمد بن جاسم.
هو ذلك إذاً، قطر تتطوع كلياً للقيام بدبلوماسية للصراع، فقد حافظت علي اثنتين من مكاوي النار من أجل عقاب قاسٍ للنظام السوري بدمشق.
* ونستكمل قراءتنا لصفحات كتاب 'قطر.. أسرار الخزينة' في الحلقة القادمة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.