ارتفعت الليرة السورية إلي أعلي مستوي لها في سبعة أشهر مقابل الدولار، يوم الثلاثاء 5 نوفمبر/تشرين الثاني، بدعم من حملة أمنية علي المضاربين وتجار العملة، الذين تحملهم السلطات السورية المسؤولية عن التذبذب الكبير في سعر العملة في الأشهر الماضية.وارتفعت الليرة السورية يوم الثلاثاء إلي أعلي مستوي لها منذ أبريل/نيسان الماضي، مسجلة مستوي 120 ليرة مقابل الدولار، مقارنة مع سعر 153 ليرة للدولار سجل يوم الخميس الماضي أخر يوم في تعاملات الأسبوع.وقال تجار ومصرفيون إن الارتفاع المطرد في قيمة الليرة في أكتوبر/تشرين الأول تسارع في اليومين الماضيين، بفعل الاجراءات الصارمة التي اتخذتها أجهزة الأمن السورية، حيث قامت بمداهمة وإغلاق ما لا يقل عن 12 مكتب صرافة في وسط دمشق في الأسابيع الماضية، وتم استجواب العشرات من التجار البارزين فيما يتعلق بتهم بالتربح من تخزين الدولار بعد شرائه بسعر رخيص من البنك المركزي.مشيرين إلي أن عامل الخوف كان رادعا قويا ولعب دورا فعالا، في إشارة إلي الإجراءات التي اتخذت في أغسطس/أب الماضي لوقف الدولرة بالاقتصاد السوري المتدهور وشملت عقوبات مشددة بالسجن علي تجار ضبطوا يسعرون سلعا بالدولار.وأضاف مصرفيون أن الاجراءات الأمنية في الفترة الماضية، جاءت بعد شهور استنفد خلالها البنك المركزي السوري مئات الملايين من الدولارات واليورو من الاحتياطيات في محاولات فاشلة لدعم العملة.وتعافت الليرة من مستوي قياسي منخفض قرب 300 ليرة للدولار في يوليو/تموز، بعد أن انحسرت المخاوف من عمل عسكري أمريكي، لكن تجارا يقولون إن السبب المباشر هو الحملة الأمنية علي المضاربة في السوق السوداء، مؤكدين أن المعروض من الدولارات في السوق كبير لكن الطلب ليس كبيرا وهذا ساهم في تراجع الدولار.ويواصل البنك المركزي ضخ كميات محدودة من الدولارات في النظام المصرفي ومكاتب الصرافة المرخص لها، وبلغ السعر القياسي الذي يحدده البنك المركزي لليرة هذا الأسبوع 138.8 ليرة مقابل الدولار، وهو ما يعني أن العملة السورية كانت أقوي فيما تبقي من السوق السوداء عنها في البنوك.وتقول الحكومة إن الليرة حصلت علي بعض الدعم النفسي، من المكاسب التي حققها الجيش السوري في الآونة الأخيرة في مناطق بشمال سوريا الذي تسيطر عليه المعارضة وفي حلب، وأشاد رئيس الوزراء وائل الحلقي يوم الثلاثاء، بتعافي الليرة وأرجعه إلي ما سماه الانتصارات العظيمة للجيش والنجاحات الدبلوماسية السورية إلي جانب القرارات الناجحة للحكومة والبنك المركزي ومعاقبة المضاربين، وقال في جلسة لمجلس الوزراء إن أسعار الغذاء التي قفزت في الشهور الماضية انخفضت بالفعل بنسب تتراوح ما بين 20% و30%، وتوقع مزيد من الانخفاض في الأيام القادمة.لكن خبراء اقتصاديون قالوا، إن ارتفاع سعر صرف الليرة الأخير، ليس دليلا علي قوة العملة السورية أو الوضع الاقتصادي علي الأرض المصاب بالشلل، وإنما نتيجة لانخفاض الطلب حاليا في ظل خوف تجار السوق السوداء وانكماش الاقتصاد بسبب الصراع.الجدير بالذكر أن سعر الليرة السورية كان عند مستوي 47 ليرة مقابل الدولار قبل الأزمة السورية التي عصفت بالبلاد، المستمرة منذ مارس/ أذار عام 2011.