في الوقت الذي اتخذت فيه وزارة الأوقاف حزمة من القرارات الرامية لضبط الخطاب الديني ومنع غير الأزهريين من الصعود إلي المنبر وتطبيق القانون علي الخطباء غير التابعين للأوقاف بتطبيق القانون رقم 238 لسنة 1996 علي من يؤدون الخطبة بدون تراخيص خطابة لعقوبة الحبس. وفي الوقت الذي تحاول فيه بعض القوي لنشر الفوضي والتأجيج للاحداث لم يجد البعض من طريقة لنشر تلك الفوضي بعد أن ضاقت بهم السبل من وسيلة سوي تحدي قرار الأوقاف والاستمرار في الخطابة في تحدٍ سافر لقرار الدكتور مختار جمعة وزير الأوقاف فرغم التأكيد بضرورة ألا تزيد خطبة الجمعة عن 15 دقيقة بحد أقصي 20 دقيقة ومع ذلك مازالت هناك مساجد تزيد فيها خطبة الجمعة عن ستين دقيقة. لم يكتف المخالفون بذلك بل وصل الأمر إلي الحديث عن أعمال العنف وإشعال نار الفتنة في مصر للمطالبة بعودة النظام المخلوع وتحويل المساجد إلي ساحة حرب جديدة بين أطياف الشعب مع اقتراب موعد المحاكمة الأسبوع المقبل ضمن تنفيذ مخططهم لاحداث الفوضي. في الوقت الذي تتمتع فيه المساجد بمميزات انه وسيلة لتوصيل المعلومات بشكل سريع وفاعل وأن المصريين بطبعهم يتأثرون عندما يسمعون قصصا من تعاليم الدين وبالتأكيد فإن أي كلام سوف يقال من فوق المنبر سيكون مؤثرًا فيهم. فما بالنا إذا جاءت المعلومة من غير متخصص وسط جمهور بسيط يبحث عن لحظات يختلي فيها بنفسه بحثًا عن الهدوء النفسي بعيدًا عن الضجيج والحديث عن المؤامرات والقتل؟ والكارثة إذا كانت تلك المعلومات مغلوطة واستقرت هذه المعلومات في وجدان المصلين ما يجعلهم يدخلون في مرحلة الارتباك. فقد وصل الأمر إلي اعتلاء أحد السماسرة منبر رسول الله في منطقة 'القلج' تلك المنطقة التي تعج بجماعات الإخوان والسلفيين والأقباط أيضًا دون أن تفكر الأوقاف في تعيين إمام للمسجد فلم يجد المصلون من وسيلة سوي السماح لسمسار أراضٍ باعتلاء المنبر وعلي الرغم من قراء الخطبة من ورقة فانها مليئة بالأخطاء والقصص المغلوطة التي تصور الاحداث بشكل خاطئ، هذا نموذج كائن في منطقة القلج وتحديد في منطقة حوض النيل بتقسيم البهي. ولكن يبدو أن هناك تقاعسًا من جانب بعض العاملين بالأوقاف لمتابعة ما يحدث بالمساجد تنفيذا لقرار الوزير بتشكيل لجنة بالوزارة للمساجد لمتابعة ما يحدث بعضها من الخروج عن دورها في الدعوة والتوجه بها إلي العمل السياسي أو الحزبي أو التحدث في موضوعات تصور الأوضاع بشكل خاطئ وجمع أموال من المصلين، وهناك نماذج أخري في حاجة إلي مراجعة مثل منبر مسجد محطة اقاليم مصر والتي يتوجه لها المسافرون للمحافظات والكائنة بمنطقة المرج حيث الخطيب الذي يتجاوز قرابة الساعة والربع والدعاء علي من حرروا مصر من الإخوان وهناك صاحب بنزينة في منطقة مؤسسة الزكاة يعتلي المنبر ويتحدث في كل الأمور لدرجة انه يحدث حالة من البلبلة بين المصلين الذين تتشتت أفكارهم من كثرة الموضوعات المزدحمة التي يقرأها علي جمهور المصلين كل هذا يحدث رغم تأكيدات الدكتور مختار جمعة بأني هذه الإجراءات تأتي في سياق حملة الأوقاف لمنع تسخير المنابر للترويج لمواقف سياسية وعدم الخروج عن الفكر الوسطي المعتدل ونبع للتشدد والتطرف لأن بها في الغالب أناسا لا يفهمون الشرع فهمًا صحيحًا ولا يُعملون العقل ولا الحوار ما يساهم في إشعال الفتنة واستمرار مسلسل العنف والهدم لتعود المساجد ساحة للصراع السياسي. ومحاولاتها لردع العنف والطائفية بعيدًا عن المساجد وإحكام سيطرتها علي نشر الخطاب المعتدل بعيدًا عن الخطاب الديني التحريضي من فوق تلك المنابر. يقول د.فوزي الزفزاف من علماء الأزهر الشريف: يجب إلا نحمل الحكومة فوق طاقتها فوزير الأوقاف أصدر قراره بعدم اعتلاء المنابر لغير الأزهريين وهناك من لم ينفذ القرار ولكني هنا ألوم المصلين أنفسهم الذين يسمحون بهذه التجاوزات فالأمر يتطلب الوقوف بشدة ضد كل من يستخدم المنابر في اشعال الفتنة والحديث بغير علم في أمور شرعية قد تسبب عدم الفهم الصحيح لصحيح الدين فالوسطية مطلوبة والدعوة إلي الله بالحسني فيجب تطبيق القانون بصرامة علي كل من تسول له نفسه بالخروج عن المنهج، وأطالب الأوقاف بعمل لجان متابعة لكل المساجد والوقوف علي تلك المخالفات وأن من يثبت تقصيره فليترك منصبه للأكفاء.. وأكد د.الزفزاف أن د.جمعة نموذج يجب ان يحتذي به لأن الرجل لا يخشي إلا الله ويسعي لضبط العملية في ظل حالة الاختراق التي تشهدها المساجد.د عبد الله النجار من علماء الأزهر قال قرارات وزارة الأوقاف بعدم اعتلاء المساجد لغير الأزهريين خطوة جيدة علي الطريق الصحيح لأن هناك مساجد تحدث بها حالة من البلبلة عقب انتهاء الخطب خاصة وأن هناك غير المؤهلين لتوجيه الخطاب للناس والحديث في أمور قد تحدث نوعًا من الفوضي خاصة إذا كان الخطيب غير مؤهل لذلك الأمر يتطلب مزيدًا من الرقابة من وزارة الأوقاف علي المساجد حتي لا نصل ان تكون المساجد أماكن طاردة لا جاذبة، وأحذر من التهاون مع بعض الخطباء الذي يحاولون بث الفتنة بين المصلين وما يتبعها من تحريض علي العنف ويستغلون المساجد في تلك المرحلة الحساسة وأري ان الأمر يحتاج لتعاون بين المصلين والاوقاف في الابلاغ عن أي تجاوزات قد تقع في المرحلة القادمة.