في صورة تعكس الحالة الهستيرية التي أصابت المجتمع الصهيوني بمختلف أماكن استيطانهم بالأراضي الفلسطينية، راحت بعض الوسائل العبرية علي مختلف تخصصاتها تقارن بين القناص الفلسطيني بمدينة الخليل واللي وصفته بالماهر جدا والمحترف، وبين القناص الفلسطيني برام الله والذي وصف بالجريئ من خلال تجوله ببندقيته داخل المستوطنة، حتي راحت الصحف والمواقع الصحفية العبرية تقول أن قناص الخليل الذي قتل الجندي الصهيوني قبل اسبوعين برصاصة في رقبته ربما هو الذي جاء لزيارة رام الله!.وفي كل الأحوال، تضاربت الأنباء حول طبيعة إصابة الفتاة الصهيونية بجراح في عملية داخل مستوطنة بساغوت شمال رام الله، وهو ما أربك قوات الاحتلال وأوجد عندها حالة من الجنون وسارعت الي اقتحام مدينة البيرة بحثا عن القناص منفذ العملية.ولكن، وفي تطور أصاب الرواية الصهيونية بالصميم، أكد الطبيب المناوب في مستشفي 'شعار تصيدق' الصهيوني غربي القدسالمحتلة أن الطفلة، 9 سنوات، من مستوطنة بساغوت الملاصقة لمدينة البيرة قرب رام الله لم تصب بزخات من الرصاص أطلقها ملثم فلسطيني اقتحم المستوطنة، ولم تقتل برصاصة 'قناص رام الله'، وإنما أصيبت بخدش طوله سنتمتر واحد ولا يحتاج لعملية جراحية كما لم تفقد الوعي أيضا!. وفي صورة تدعو للتعجب والغرابة، حركت دولة الاحتلال سلاح الطيران وقصاصي الأثر وحرس الحدود والمخابرات واعتمدت علي رواية الطفلة وتجهزت للرد علي رام الله. وقالت الأنباء الاخيرة ان جيش الاحتلال استطاع تحديدمكان الفتحة التي احدثها منفذ العملية في الجدار الالكتروني، وهو ما يعزز فرضية ان يكون فلسطيني اقتحم المستوطنة ونفذ العملية داخلها. وكان جيش الاحتلال أكد في تفاصيل العملية أن مسلحا فلسطينيا اخترق الجدار الالكتروني حول مستوطنة بساغوت شمال رام الله، محاولا تنفيذ عملية، وأن فتاة يهودية لاحظت وجوده فأطلق النار عليها وأصابها بجراح قبل أن يختفي من المكان. وأضافت المصادر العبرية نقلا عن الجيش أن اطلاق نار متقطع يسمع داخل حدود المستوطنة، وان قوات كبيرة هرعت الي المكان بالإضافة الي مروحيات عسكرية تحاول القبض علي المتسلل الفلسطيني. وطالب عدد من الوزراء في حكومة نتانياهو بوقف المفاوضات مع الفلسطينيين ردا علي عملية بساغوت. بدوره، قال الناطق بلسان مستوطنة 'بساغوت' المقامة علي أراضي رام الله 'ديفيد اسبائيل'، ان اطلاق النار الذي جري في حدود الساعة التاسعة مساء من رام الله، جري علي يد قناص فلسطيني ماهر أصاب خلاله فتاة 'اسرائيلية' تبلغ من العمر 9 سنوات داخل منزلها المواجه لأحد أحياء مدينة رام الله. وطلب جيش الاحتلال من جميع سكان مستوطنة بساغوت البقاء في منازلهم وعدم الخروج حتي إشعار آخر. بدوره، نقل أحد المسعفين اليهود عن الفتاة المصابة قولها أنها شاهدت مطلق النار عليها، وكان يحمل بندقية بيده ويتجول داخل المستوطنة.