الاكتئاب هو مرض الأذكياء والمثقفين...وكذلك فهو مرض هؤلاء الذين لم يعرف الشر طريقه إلي قلوبهم، وهو مرض أصحاب النفوس الرقيقة الشاكرة والحامدة. ولقد أصبح الإنسان اليوم فريسة سهلة للاكتئاب ولا يقتصر علي فئة عمرية أو اجتماعية أو اقتصادية معينة لكنه يصيب جميع فئات المجتمع من صغير وكبير وذلك لأسباب كثيرة ومتعددة قد يتعرض لها الفرد أثناء حياته اليومية فعندما يدخل الإنسان في مرحلة الاكتئاب تظهر عليه بعض الأعراض من هذه الأعراض هبوط الروح المعنوية معظم الوقت، والشعور بعدم الثقة بالنفس، الانشغال بأفكار سلبية، لوم الذات والشعور بالذنب تجاه الأمور دون ضرورة، الشعور بالحزن والتوتر والإحساس باليأس والتشاؤم وفقدان الاهتمام بالذات، وفقدان الإحساس بالمرح وعدم الرغبة في ممارسة النشاط الاجتماعي، وقلق أثناء النوم واضطرابات التغذية وينتابه هواجس الموت، وصعوبة في التركيز، وصعوبة في اتخاذ القرارات، سرعة الانفعال بشكل غير اعتيادي أو فقدان الصبر، النظرة اليائسة والمتشائمة للمستقبل. وحسب تعريف المعهد الأمريكي للصحة العقلية فإن الاكتئاب عبارة عن: 'خلل في سائر الجسم يشمل الجسم والأفكار والمزاج ويؤثر علي نظرة الإنسان لنفسه ولما حوله من أشخاص وما يحدث من أحداث بحيث يفقد المريض اتزانه الجسدي والنفسي والعاطفي'. فإذا تعرضت لأي عرض من هذه الأعراض فعليك: أولا: التقرب إلي الله عز وجل والإكثار من قراءة القرآن الكريم، والذكر والأدعية المأثورة فعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلي الله عليه وسلم كان يقول عند الكرب 'لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات والأرض رب العرش الكريم ' وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم كان إذا حزبه أمر قال 'يا حي يا قيوم برحمتك استغيث. وفي سنن أبي داود عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال 'دعوة المكروب: اللهم أرجو رحمتك فلا تكلني إلي نفسي طرفه عين، وأصلح لي شأني كله لا إله إلا أنت' 'وغير ذلك من الأدعية. ثانيا: عليك أن تشغل نفسك بشئ تحبه كأن تمشي في نزهة أو تمارس التمارين الرياضية أو تذهب إلي صديق أو تقرأ كتاب، وتتحدث مع من تثق فيهم وتحبهم وتشركهم معك في مشاكلك. عليك أن تحلل المواقف والأسباب التي دفعتك لأن تكون فريسة للاكتئاب وحاول حلها بقدر الإمكان. كن واقعي ولا تسعي وراء أمور يصعب تحقيقها وتجنب اتخاذ قرارات كبيرة وهامة عند شعورك بالكآبة وأجلها لحين عودتك لحالتك الطبيعية،. لا تكثر من أكل المشهيات من الطعام حتي لا يزيد زنك وتصبح نادما علي ما فعلت وأخيرا عامل الآخرين بحب واحترام فذلك يجبرهم علي التعامل معك بحب واحترام.