نعم ظلمناك.. وظللنا ردحا من الزمن.. لاندرك أنك كنت في الموقع الصحيح.. وأن مارسمته من سياسات للوطن.. إنما كان عن إدراك عميق.. لواقع مصري.. قرأته جيدا.. وبنيت عليه كل مواقفك. ظلمناك.. حين كنا نشيد بكل إخلاصك لأمتك.. وتضحياتك من أجلها.. وتحملك متاعب جمة.. ومؤامرات لا تتوقف.. وأنت الوطني الغيور.. والعروبي الأصيل.. والفارس الذي لم يترجل من فوق جواده.. حتي لقي وجه ربه.. وهو يسعي لحقن دماء الإخوة والأشقاء.. إبان مذبحة أيلول الأسود. ظلمناك.. يوم رددنا.. لبعض الوقت.. ماردده بعض الخارجين.. من جماعة الإخوان.. ومن شايعهم.. بأن نظام حكمك.. كان قاسيا.. وشرسا في مواجهة هؤلاء.. ومن يسير علي دربهم.. ويعتنق أفكارهم. ولكننا.. وبعد ثلاثة وأربعين عاما من رحيلك.. اكتشفنا أنك كنت الأكثر وعيا.. والأعمق فهما.. لحقيقة.. وتكوين.. تلك الجماعة الشاردة.. والتي أثبتت عبر ممارساتها.. التي تكشفت لملايين المصريين.. أنها أبعد ما تكون عن الانتماء لهذا الوطن.. وأن ماترفعه من دفاع عن شرع الله.. ليس سوي تجارة بالدين.. واستثمار لرصيده العظيم في قلوب المصريين.. وكل المسلمين.. وأن ما يفعلونه.. هو من باب التحايل.. لإثارة الفتن.. والنعرات.. وتمزيق البلاد.. ووأد نهضتها.. لصالح مشروعات غربية.. ومؤامرات استعمارية.. يجيد فيها الاستعمار توظيف أدواته.. وتحريك عملائه.. وبما يحقق جل أهدافه. كنا ندافع عن حقهم في الحرية.. ونتحمل عنت نظام الحكم.. وإرهابه لنا.. كنا نشفق عليهم.. ونطالب بحقهم في المشاركة السياسية.. ولكن.. ماأن قفزوا إلي سدة الحكم.. في لحظة فارقة في تاريخ هذا الوطن.. حتي راح نهر الألغاز يجري في الحياة المصرية.. ليكشف.. للقاصي.. والداني.. حقيقة تلك الفئة الضالة.. والدور الموكل إليهم.. لتخريب البلاد.. وهو دور ماسوني.. صهيوني.. رسمته مخططات الغرب.. في دوائر الشر.. وأوكل العملاء في الداخل.. بالقيام علي تنفيذه. وظفوا كل معاول الهدم.. لإسقاط الوطن الذي احتواهم.. مارسوا كل الدسائس.. وارتكبوا كل الموبقات.. دمروا الأقسام.. ونهبوا الدواوين.. وأحرقوا المؤسسات.. وسفكوا دماء الأبرياء.. روعوا الآمنين.. وزيفوا الحقائق.. أداروا بعقولهم الشيطانية.. واحدة من أخطر المؤامرات ضد مصرنا الغالية. ثلاثة أعوام من الخداع.. أغمدوا فيها خناجرهم المسمومة في ظهور أبناء الوطن.. نسجوا خيوط الشر.. في لحظة تحول عظمي كانت تمر بها مصر.. حين انطلق شبابها الطاهر.. ليزيلوا نظاما.. جثم علي قلوب المصريين.. ثلاثين عاما.. أو نيف.. فإذا بعملاء الداخل.. وأذناب الخارج.. ينفذون مخططهم الشيطاني.. يدمرون مؤسسات الدولة.. يقتلون الأبرياء في ميدان التحرير.. يقتحمون السجون.. ويطلقون المجرمين.. وأرباب السوابق.. والمهددين لأمن الوطن.. يفعلون كل نقيصة.. ثم يلصقون جرائمهم برجال الشرطة.. والجيش.. في مخطط بدأ تنفيذه مبكرا.. لإسقاط المؤسسات الوطنية.. كي يزيلوا من طريقهم.. مايحول دون فرض سطوتهم التامة.. علي مقدرات البلاد. هو تاريخ من سفك الدماء.. والتآمر الأسود.. والذي يتصادم مع كل مايحثنا عليه ديننا الحنيف.. فجاء حصادهم في تلك المرحلة الخطيرة من عمر مصر.. ليؤكد ان جمال عبد الناصر.. وبما منحه الله من قدرة فائقة علي قراءة وفهم هذه الجماعة الشاردة.. منذ وقت مبكر.. وفي أعقاب ثورة الثالث والعشرين من يوليو من العام 1952، وما أعقب ذلك من قرارت.. وإجراءات.. إنما استهدفت حماية مصر.. وأمنها.. من هذا التآمر المفضوح.. وهي إجراءات أثبتت الأيام.. والممارسة العرجاء لتلك الجماعة.. ان عبد الناصر حمي مصر من هذا الإرهاب الأسود.. وصان الدولة المصرية من مخاطر جمة.. كان يمكن أن تعصف بها في هذا الوقت. إن المجتمع المصري برمته.. مطالب الآن.. ونحن في سياق إحياء الذكري الثالثة والأربعين للزعيم الخالد، أن يرد الاعتبار للقائد النبيل.. وأن يدرك بكل طوائفه المخلصة، أن نهج عبد الناصر.. ومنهجه في مواجهة تلك الجماعة وعناصرها الإجرامية، إنما هو ترجمة فعلية لمقتضيات الامن القومي. فالجماعة الإرهابية.. والتي لطالما ارتدت ثوب المظلوم، والمغلوب علي أمره، عبر سلسلة من المحطات التاريخية، مع أنظمة الحكم المختلفة.. وماأن أتيحت لها الفرصة لبلوغ سدة الحكم، وتبوؤ مقعد السلطة الأول في البلاد، حتي أبرزت وجهها الإرهابي الحقيقي.. وكشفت عن تركيبة قيادتها ورموزها الاستبدادية، والفاشية، ومارست أقصي صنوف الديكتاتورية.. وراحت تطلق الدعوات، والتحذيرات، بأنها لن تترك الحكم ولو لخمسمائة عام. وتجسد كل ذلك في الممارسة البغيضة، للغربان السوداء، والتي راحت تنتشر كالسرطان في أحشاء الوطن، وتحتل قواعده، ومفاصله الفاعلة، والمؤثرة.. وراحت في مشهد غير مسبوق في التاريخ الحديث، تفرط في عرض الوطن.. وتتحالف مع أعدائه، وخصومه، وتستخدم التمويل المشبوه، الذي وفره حاكم قطر المشبوه، لتنفيذ تعليمات الأسياد.. في واشنطن، الغرب، والدوائر الصهيونية، صاحبة النصيب الأكبر في التآمر علي مصر. عام واحد من حكم الاخوان، كان كفيلا بتعريتهم امام الدنيا كلها، وبدل صورتهم بين أبناء الوطن، من جماعة تتعرض للملاحقة، بسبب مواقفها السياسية ضد النظام، إلي جماعة ارهابية، ومجرمة.. تعمل علي حرق الوطن، وتدمير مقدراته. هو تاريخ جديد.. قديم.. رسم خطواته زعيم الأمة الراحل جمال عبد الناصر.ويواصل شعب مصر العظيم استكمال خطواته.. لخلع جذور الإرهاب من مصر.. والقضاء علي الفئة الضالة.. في حرب.. قد تطول قليلا.. ولكن جل خياراتها محسومة.. لشعب مصر.. وطلائعه الحرة.. بثوراته المجيدة.. والتي ستدحر بعون الله الاستعمار.. وكل عملائه في الداخل والخارج.. وطابورهم الخامس.