ستكون نبوءة مقبضة، إذا قلت إن السودان يقترب من الهبوط إلي ساحة جاهزة من الفوضي الشاملة، ستقوده إلي متوالية من التفكك، قد تفتح الباب واسعًا أمام وثوب قوي غربية، تتربص به، وتتحين اللحظة لإعادة استعماره وإعادة السيطرة علي مقدراته، وأن الجماعة السرية التي تحكمه باسم الإخوان المسلمين، وتحت عنوان: 'حزب المؤتمر' ستتبوأ مكانًا منبوذًا في التاريخ، ليس باعتبارها آخر سلطة مركزية، أفقدته سلطته المركزية فحسب، ولكن باعتبارها أكثر المعاول علي مسار تاريخ السودان، هدمًا لكيانه، وتفتيتًا لوحدته، وتبديدا لثروته، وإزهاقًا لروحه، وتجريدا له من كل عناصر التوحد، وعوامل الاستقرار، باسم إسلام لا إسلام في قلبه أو روحه، وشريعة لم تجد زاوية واحدة للتطبيق، ففي المشهد السوداني الراهن، يتبدي واضحا أننا أمام دولة تترنح تحت ضغوط متصاعدة، تسعي إلي طمس طابعها المركزي، ودفعها إلي مزيد من الانقسام والفوضي وإدخالها إلي وضع أقرب إلي الحالتين الليبية والصومالية. '1' تقدم تجربة الإخوان المسلمين في حكم السودان نموذجا تشريحيا للنتائج المأساوية، التي يمكن أن تترتب علي منهج حكم الجماعة، والنتائج والآثار الوخيمة التي يلقها نظام حكمها بالشعب والدولة، وهو ما يقطع بأن إسقاط سلطة الإخوان في مصر، كان عملاً تاريخيًا وثوريًا من طراز فريد، شكل استباقًا استراتيجيًا لإنقاذ مصر من براثن حالة من النكوص والتشرذم والفوضي، كانت تسعي بالأساس إلي إفقاد الدولة المصرية مبررات وجودها، وهو ما يضع ثورة الشعب المصري في الثلاثين من يونية في مكانة خاصة رفيعة في التاريخ الوطني، ويرفع ما قدمه الجيش المصري، وما تحمل مسئوليته الفريق أول عبد الفتاح السيسي بشجاعة واقتدار، إلي مصاف أعمال البطولة الفذة، في قلب هذا التاريخ، باعتبارها نقطة تحول فاصلة في المصير الوطني كله. لقد استولي الإخوان المسلمون بانقلاب عسكري علي السلطة في السودان عام 1989، وكان التقدير الشائع في صفوف كافة القوي السياسية السودانية، أن الجماعة لن تقدر علي البقاء في السلطة لبضعة شهور، ولم تكن حسابات هذا التقدير صحيحة بالطبع، فلم تنجح الجماعة في الاستحواذ علي السلطة منفردة، وأن تطرد خصومها من كافة مفاصل الحكم، وإنما تمكنت من أن تتربع فوق سلطة الحكم لمدة أطول من أي نظام سابق، طوت معها ما يقترب من ربع قرن من الزمن السوداني الصعب، كان منهج الجماعة منذ اللحظة الأولي لاستيلائها علي السلطة يكاد أن يكون صورة متطابقة مع الصورة التي عاشتها مصر بعد صعود الدكتور محمد مرسي إلي سدة الحكم، وربما يكون العكس هو الأصح، فما حاولت الجماعة تطبيقه بعد استيلائها علي السلطة في مصر، كاد أن يكون نقلاً حرفيًا للمنهج الذي اتخذته الجماعة بعد استيلائها علي السلطة في السودان، وهو في جوهره نزعة لتأميم الدولة وطرد جميع القوي من مفاصلها، وإحلال نفسها لا محل النظام السابق، وإنما محل الدولة ذاتها، فقد أصبح الانتساب إلي الجماعة سمعًا وطاعةً لها، هو آلية الصعود السياسي، والحراك الاقتصادي، والاجتماعي علي السواء، كما أن الدخول من بوابات منظومة القوة في الدولة السودانية جيشًا وأجهزة أمنية أصبح وقفا علي أكثر العناصر والأفراد تعبيرا عن الولاء لها، واندماجًا في عقيدتها، حتي أن مؤسسات الدولة برمتها غدت بعد أكثر من عقدين من الزمن خالصة لدوائر الجماعة والمتحالفين تنظيميًا وعقائديًا معها، والحقيقة أن جانبًا من فساد منهج الجماعة خلال عام من حكمها في مصر تبدي في جموح سعيها إلي اختزال الوقت وإكمال عملية الاستحواذ علي الدولة بسرعة الطائرة النفاثة، بينما كان الأمر مختلفا في السودان، فقد جرت عملية الاستحواذ بسرعة القطار أحيانا وبسرعة الخيول غالبا. '2' إذا كانت السمة السياسية لحكم الجماعة منذ اللحظة الأولي هو الاستحواذ وتحجيم أنشطة جميع التيارات السياسية الأخري، وفرض الهيمنة علي السلطة، من خلال وعاء سياسي واحد هو حزب المؤتمر الوطني، فإن السمة الثانية تتجلي بوضوح في نمط صراع ممتد داخل كيانها ذاته، وفي قلب الكتلة المهيمنة أدي بدوره إلي سلسلة من الانقسامات في بنيتها، وقد كان الصراع الأكثر حدةً ووضوحًا بعد عقد من الاستيلاء علي السلطة، والذي خلف انقساما عموديا بين البشير الذي كان علي رأس الدولة، وحسن الترابي الذي كان علي رأس الحركة، وقد بلغت سيطرة الثاني حد السعي إلي تهميش سلطة الأول، فقد تقلد مناصب الأمين العام للمؤتمر الوطني، ورئيس المجلس الوطني، وقائد مجلس الشوري.. الخ.. بينما تنادي أنصاره إلي ضرورة أن يجمع بين هذه المناصب وبين منصب رئيس الجمهورية، بينما كان هو نفسه ينادي بتصفية مجلس قيادة الثورة، تحت دعوي إبراز الوجه المدني للحركة، وهكذا حدث الانشطار الأول في كتلة السلطة، وخرج الترابي ومجموعته وأصبحت الحركة التي ترفع راية واحدة باسم الإسلام، والتي تشكلت داخل وعاء أيديولوجي وتنظيمي واحد منقسمة إلي كتلتين متواجهتين متصارعتين هما 'حزب المؤتمر الوطني' الذي أمسك بتلابيب السلطة، و'حزب المؤتمر الشعبي'، الذي سمحت له المعارضة التقليدية بضيق أفق بالغ بأن يدخل تحت عباءتها، وأن يوسع لنفسه مساحة في داخلها رغم كل ما اقترفه من آثام، سواء في مصادرتها أو في مصادرة حقوق الشعب السوداني والافتئات عليها. لقد استبق هذا الانقسام الرأسي في الحركة إطلاق مذكرة معارضة من داخلها، سميت مذكرة العشرة، كان حديثها خالصًا حول تحقيق ضرورات تنظيمية وإدارية باسم وحدة القيادة التي لم تلبث أن انقسمت علي نفسها، وبعد أكثر من عشر سنوات تم إطلاق مذكرة سرية جديدة من داخل دوائر الجماعة أسميت مذكرة 'الألف أخ' حملت توقيع الف عضو من الحركة الإسلامية وتضمنت إدانة للنظام بتفشي صور المحسوبية والفساد، وبروز النعرات الطائفية، لكنها وضعت حلاً في تعرية قضايا الفساد وحسمها، مع التطبيق الفوري للشريعة الإسلامية دون وجل، ولما تم إنكار المذكرة أصلا تلتها محاولة انقلابية من داخل التنظيم الحاكم نفسه، عبرت عن حالة تمرد علي قيادته وقد ضمت عناصر أكثر تطرفا، تعتبر نفسها أكثر تمثيلا للإسلام، وقد كان من بين أهدافها وضع دستور إسلامي، وإضفاء مظاهر إسلامية أكثر وضوحا علي الدولة والمجتمع، معتبرة أن هذه المظاهر لم تعد قائمة، وقد تم التفريط فيها، وكان علي رأس المحاولة صلاح غوش الذي كان رئيسًا لأمن المخابرات والأمن الوطني، والعميد ولد إبراهيم الذي قاد معظم المعارك في مواجهة التمرد المسلح، إضافة إلي قيادات وسيطة مختلفة، تتوزع بين جميع الأجهزة الأمنية، وهكذا فإن نزعة الاستحواذ التي تعبر عن منهج خالص لجماعة الإخوان أنجبت بدورها نزعة انقسام واضح في صفوفها، كما ولدت توجهًا أكثر تطرفًا في قلبها وقد كان الصراع من أوله إلي آخره داخل الجماعة وخارجها، ليس إلا صراعًا مباشرًا علي مقاعد السلطة، ومفاتيح الحكم لصالح الصفوة التي تدير الجماعة، وكافة الأحزاب، ولذلك ليس مدهشا بعد تعمق النفوذ القطري داخل السودان، أن الأموال القطرية ظلت خلال السنوات الاخيرة توزع نفسها بشكل أساسي بين كتلة الإخوان فوق مقاعد الحكم بقيادة البشير، وكتلة الإخوان فوق مقاعد المعارضة بقيادة الترابي. '3' جنبا إلي جنب مع احتكار السلطة، تعددت أشكال احتكار الثروة، وكاد أن يتحول الريف من خلال مشروعات رفعت شعار الإصلاح الزراعي، إلي نمط إقطاعي شائع، تحول بموجبه سكان هذه المناطق إلي أقنان في خدمة الملاك الجدد، مع بقاء الريف أوضاعه الرثة التي ازدادت تآكلا مجرد مصدر للمواد الخام لن تطولها يد التحديث، فلا مشاريع للكهرباء وللمياه النقية أو الصرف الصحي، بينما أصبحت المظالم وقودا سائلا قابلا للاشتعال، في الريف والحضر علي السواء، فقد تمددت جيوش من العاطلين، وخلق الفساد المالي وسوء الإدارة ونمط الرأسمالية القبلية والإقطاع الأسري وسوء توزيع الثروة، أحزمة هائلة من الفقر والفاقة ساهمت إلي جانب أسباب أخري في تعدد صور وأماكن رفع السلاح في وجه الدولة، لكنه بالرغم من عمليات المصالحة ووقف الاقتتال بالمناطق الشرقية وتصفية قوات التحالف وجيش تحرير الأمة وقوات الفتح والأسود الحرة.. إلخ.. وبالرغم ايضا من ان قوات النظام تصدت للعديد من عمليات المعارضة المسلحة كغزو قوات العدل والمساواة لأم درمان، والغارات المسلحة التي تمت علي مدن ولايات دارفور، وكردفان، والنيل الأزرق، وشرق السودان، إلا أن المعارضة المسلحة واصلت ممارسة نشاطها خاصة بعد قيام تحالف بين القيادات المسلحة في دارفور تحت اسم الجبهة الثورية في 11 سبتمبر 2011، ضم حركة العدل والمساواة وحركة جيش تحرير السودان 'اركوي' وحركة جيش تحرير السودان 'عبد الواحد' والأخيرة لها مكتب تمثيل في تل أبيب، بالإضافة إلي الحركة الشعبية لتحرير السودان قطاع الشمال 'عرمانة' وهي مخترقة تمامًا من قبل الأجهزة الامريكية، وقد تحدد هدف الائتلاف في إسقاط النظام، اعتمادًا علي الانتفاضة الشعبية والعمل الجماهيري المسلح، مع رفض جميع دعاوي الحوار معه، والواقع أن أطروحات جميع أشكال المعارضة المسلحة بشكل عام ظلت أسيرة طابع عنصري عرقي أكثر منها تعبيرا عن توجه قومي عام، في الوقت الذي تعثرت الأحزاب التقليدية في مصالح نخبها الضيقة، وقد اصطبغت مواقفها في مواجهة النظام بحس منتهز واضح، سواء في تكوين وتفكيك تحالفاتها أو في سعيها الظاهر للحصول علي قطعة من كعكة السلطة بالمشاركة مع نظام الحكم، رغم مواقفها المعلنة المتكررة عن سعيها إلي إسقاطه، وقد تآكلت بالتالي شعبيتها إلي حدود كبيرة بل كادت ان تكون جزءًا من تراث الماضي المجيد، أكثر من كونها عتبة إلي المستقبل. وهكذا فإن النظام كله بحلقات مؤيديه ودوائر معارضته السياسية الهشة والمصادرة، بدا في صورة كاملة من العجز فهو عاجز عن التغيير، عاجز عن صيانة وحدة التراب الوطني، عاجز عن خلق حالة تراضٍ عام، عاجز عن تحقيق أي صورة من صور التنمية، عاجز عن تغذية مصالح القاعدة الاجتماعية العريضة، وعندما اكتملت مؤامرة انفصال الجنوب، طرح البشير شعار الجمهورية الثانية، علي أنه عنوان لمرحلة جديدة مع اتساع دوائر المخاطر والحرب الأهلية والمعاناة الاقتصادية وتراكم طبقات البطالة والفقر، ثم لم يتفتق الشعار إلا عن إعلان علي لسانه بتطبيق الشريعة الإسلامية، بعد ان أصبح سكان السودان جميعا من المسلمين في أعقاب انفصال الجنوب، وكأن الانفصال كان ميزة وهدفا لتحقيق وحدة الهوية، رغم أن الأزمة قد تعمقت بشدة، ولم يشفع لها ولا له قيامه بإضفاء مسحة طائفية جديدة علي النظام، وتخفيض حدة الخلافات مع المعارضة التقليدية، فقد قام بتعيين أبناء رؤساء الطوائف نوابا لرئيس الجمهورية، وكان في مقدمة نواب الرئيس الجدد ابن الميرغني، وكان يعيش في لندن منفصلاً تمامًا عن عالم السياسة، وابن المهدي الذي كان ضابطا في الخدمات الطبية. '4' لم يترك النظام فرصة سانحة للتقرب إلي الولاياتالمتحدةالأمريكية، إلا وحاول استثمارها دون إبطاء، وقد تصور في لحظة أن قطر تحديدا يمكن لها أن تعبد طريقه إلي قلب أمريكا، وقد تمدد النفوذ القطري لدرجة كبيرة علي هذا الأساس، فقد اشترت قطر كثيرا من الولاءات بالمال، إضافة إلي الاستثمارات التي وظفت أعدادًا من السودانيين، كما دخل القطريون إضافة إلي المشروعات الزراعية والصناعية في مشروعات التعدين، والتحم نشاطهم الاقتصادي بمناجم الذهب التي انتشرت في أنحاء السودان بشكل كبير، وفضلا عن ذلك فقد حقق النظام للولايات المتحدة بعض أهداف مشروعها بخصوص الشرق الأوسط الجديد، من خلال قطر وبتنسيق كامل معها، ولكنه لم يحصد النتائج التي كان ينتظرها، رغم أنه لعب دور الشريك الكبير في التمرد المسلح، الذي أدي إلي سقوط النظام في ليبيا، فالأعداد الأكبر من المقاتلين الإسلاميين الذين لعبوا دورًا مؤثرًا في التمرد تم الدفع بهم من السودان، بل إن نحو 90% من عناصر القاعدة وجدوا طريقهم إلي داخل الأراضي الليبية انطلقوا من الأراضي السودانية، كما أن جانبا من الأموال التي حصلت عليها جماعة الإخوان هنا وهناك، كان السودان مصدرًا مباشرًا لها سواء أكان مصدرها الأصلي قطريا أو نتجت عن الاستثمارات التي منحها النظام للإخوان في السودان، خاصة في قطاعي النفط والتعدين، وفي المرحلة الأولي التي تلت تشكيل المجلس الانتقالي في ليبيا، كان الرئيس السوداني هو الذي يقوم بتهدئة بعض العناصر المسلحة في ليبيا وإقناعها بعدم شق عصا الطاعة علي المجلس الانتقالي، كما توسط لدي تشاد لإيقاف أي دعم لمجموعات مسلحة من الأراضي التشادية مناهضة للأوضاع الجديدة، وفي مقابل ذلك فقد سعت قطر وليبيا بمعونة تركية لدي الاتحاد الأوروبي لتحسين العلاقة بين الغرب عمومًا والنظام، لكن الغرب لم يقبل بذلك، فقد كان خارج استراتيجيته في السودان رغم الخدمات التي قدمها النظام، مساعدة في إسقاط النظام في ليبيا وصعود الإخوان إلي السلطة، والحقيقة أن عائد النظام السوداني من الحالة الليبية لم يكن مجحفا تماما، فقد حصل علي نصيب وافر من الأسلحة الليبية كان أقربها إليه مخازن السلاح في منطقة الجفرة، وقد كانت متخمة بالسلح وتولت كتيبة سودانية نقلها من داخل المنطقة خلال الانشغال بالأزمة الداخلية في ليبيا، لكن المفارقة التي تلت ذلك، تبدت عندما تعرض مصنع اليرموك العسكري في الجزء الجنوبي من الخرطوم لغارة جوية إسرائيلية، فلم تطلق أية أسلحة دفاع جوي علي الطائرات الإسرائيلية عند اختراقها المجال الجوي السوداني، ولا طوال مدة وجودها في أجواء السودان وعملها فوق الهدف، وحتي خروجها من الأجواء السودانية وقد تبين أن اسلحة الدفاع الجوي التي كانت موجودة في ميناء بورسودان، وهي صواريخ أمريكية الصنع، قد اختبرت قدراتها لجنة عسكرية أمريكية قبل 20 عاما، وأنها أرقت بعدم صلاحيتها وحاجتها إلي عملية صيانة شاملة وقد فككتها وأخذتها إلي الولاياتالمتحدة لإصلاحها مع وعد بإعادتها إلي الميناء، وهو وعد لم يتحقق حتي الآن. '5' لقد خرج السودانيون إلي الشوارع غاضبين بصدور عارية، ليس في مواجهة موجة غلاء إضافية بعد قرارات رفع الدعم عن الوقود، ولكن في مواجهة أوضاع بالغة الصعوبة، يتبدي فيها فوق المسرح السياسي عجز شامل بجانبيه حكومة ومعارضة تقليدية، ثم خرج الرصاص لا من فوهات البنادق، وإنما من فوهات عجز السلطة ذاتها، فليس لديها ما توقف به بحر الغضب المشتعل غير البارود، رغم أن البارود يزيده اشتعالا. يبقي السؤال: هل هناك بعد خفي لاختراق أمريكي لما يحدث في السودان، والإجابة نعم بالتأكيد، وهو اختراق عميق يقوده ورثة جارنج الحقيقيون، والذين أقنعوا الأمريكيين أنهم وحدهم يملكون أوراق التغيير في السودان، وتلقوا دعما ماليا ولوجيستيا وعسكريا بغير حدود، وقد تولوا الاتصال بقوي عديدة لتحقيق تصور أمريكي، بإنشاء مجلس انتقالي علي غرار ما حدث في ليبيا، لكنني أعتقد أن موجة الغضب أعلي من أن تحتجز، واقوي من أن تحتوي، وأن الفوضي للأسف الشديد ستكون غالبة بكل ما تحمله من تهديدات بازغة علي البوابة الجنوبية لمصر.