قالت مجلة "فورن بوليسي" الأمريكية أن القطريون يرون في "الصحوة العربية" فرصة لتوسيع نطاق نفوذهم الإقليمي من خلال تأسيس حكومات إسلامية تلجأ إلى الدوحة للحصول على الدعم والارشاد. وأوضحت المجلة أن هذه المصلحة المزدوجة سواء بتعزيز النفوذ الخارجي أو إعلاء الايدلوجية التي تتبناها دولة قطر هى المحرك الاساسي للسياسات الخارجية القطرية في مختلف القضايا العربية والاقليمية بدءا من ليبيا وحتى فلسطين.
وأضافت إنه في كثير من البلدان العربية ، رمت هذه الإستراتيجية على احتضان حكومة تتالف من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين أو مجموعات تابعة لها تدين بالفضل إلى راعيها القطري"
وزعمت المجلة الأمريكية أن قرار الدولة القطرية بمناصرة الحركات التابعة لجماعة الاخوان المسلمين في مختلف الاقطار العربية في مجابهة فصائل سياسية أخرى بديلة عنها يحركه دافعين هامين.
أولهما ، كما لفتت المجلة، هو اعتقاد القطريين بأنه في استطاعتهم ممارسة مزيدا من النفوذ على جماعة الاخوان المسلمين أكثر من أي حركة سياسية أخرى ،مشيرة إلى إنه منذ ان تولي الامير القطري السابق حمد بن خليفة آل ثان الحكم في بلاده إبان تسعينيات القرن الماضي ، لمس بوضوح افتقار جماعة الاخوان المسلمين لجهة راعية عربية ما مكنه من جعل قطر حليفا فريدا لا يمكن الاستغناء عنه للجماعة تمدها بكل ما تملكه من نفوذ وإمكانات.
في المقابل، نعمت الحركات السلفية في العالم العربي بدعم ورعاية من قبل المملكة العربية السعودية على مدار فترات طويلة لذا فما كان من الممكن لقطر أن تسعى لدعم هذه الحركات إلا لوجدت نفسها في منافسة ضارية مع حليف إقليمي مثل الرياض لكسب نفوذ على هذه الحركات .
أما عن السبب الثاني ، من وجهة نظر المجلة ، يتمثل في النظرة القطرية لجماعة الاخوان المسلمين باعتبارها الموجة التي ستجتاح مستقبل الامة العربية خلال المستقبل كونها حركة تلقى أصداء لها مع الأكثرية -إن لم تكن الاغلبية-في الدول العربية برغم من الضربة القاسمة التي تلقتها في مصر مؤخرا.
وأضافت:"برغم من إنه من البديهي أن يكون هناك مخاوف لدى قادة قطر حيال الزخم الذي تكتسبه الحركات الشعوبية في الوطن العربي بما في ذلك جماعة الإخوان المسلمين لما تمثله من تهديد على حكمهم وبقائهم في السلطة إلا إنه تبدو الحكومة القطرية على ثقة تامة في قدرتها على احتواء مثل هذه التهديدات في ظل الموارد الغنية التي تنعم بها بجانب دعمها للاخوان في الخارج.
ورأت المجلة أن الاستراتيجية القطرية تشي بأن الانقسامات الأمريكية-القطرية تفوق كونها اختلاف حول في التكتيكات والاساليب كما يؤكد المسئولون الأمريكيون وأن الدور القطري لا يقتصر على سد فراغ القيادة الامريكية في المنطقة .
وأضافت:"فقد ظهرت هذه الحقائق جلية في ليبا عندما أبدت قطر قدرة على احباط الاهداف الامريكية حتى في الوقت الذي انخرطت فيه واشنطن بقوة داخل المعادلة الليبية"
ورأت أن "التشابه السطحي" في الاهداف الامريكية -القطرية إنما يخفي بين طياته انقسامات أكثر حدة وعمقا في رؤية الدولتين للشرق الاوسط ،ربما تلتقي هذه الرؤى في بعض الاحيان سامحة بتعاون مثمر بين البلدين لكنها تتعارض في احيان اخرى .
واستشهدت المجلة في ذلك بالاشارة إلى الحالة السورية حيث تهدف قطر لاجلاس حكومة سورية من الاخوان المسلمين تعتمد على الدوحة بعد سقوط نظام الرئيس السوري بشار الاسد وذلك لن يتم من خلال التسوية السياسية التي قد تضعف من موقف الاخوان المسلمين داخل المعارضة السورية وتطلب منهم تقديم تنازلات وتسويات غير مرحب بها
وعليه ، فالاهداف القطرية تنصب على الدفع بتحرك عسكري أطرافه الجيش السوري الحر وقوى غربية وإقليمية
واختتمت المجلة تقريرها بالقول:"إجمالا لا تعد قطر عدوا او حليفا للولايات المتحدة وحتى برغم عجز واشنطن عن بناء علاقات استراتيجية عميقة مع القيادة القطرية إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة إنها تعارض الدوحة في كل شاردة وواردة بل علي الادارة الامريكي الادراك بأن علاقاتها مع الدوحة ستاخد دائما طابع الصفقات"