الأمومة هي اسمي المشاعر الانسانية عند المرأة وهي ينبوع الحنان والعطاء فلا توجد وسادة أكثر نعومة من صدر الام ولا اعجب من قلب الام.. انها فريدة في نقائها وعمقها وصفائها انها اصل كل ما في الدنيا من خير ورحمة.. ولكن هل عاطفة الامومة ممكن ان تتغير باختلاف العصر والزمان وهل امهات اليوم عاطفة الامومة لديهن اقل من امهات الاجيال السابقة بسبب نزولهن الي العمل بينما امهات وجدات الماضي كن اكثر عطفا وحنانا وهو الاتهام الذي يوجهة البعض.. وهل الامهات أنواع أو بمعني آخر هل هناك ام مثالية وأخري غير مثالية هذا ما يجيب عنه كتاب صدر حديثا بعنوان »الامومة عطاء« للكاتبة الصحفية مني الملاخ ضم في صفحاته الكثير من مشاعر الامومة وعطاء الام ودورها نحو ابنائها وقصصا عن تضحيات الام وكيف تقابل هذه التضحيات في بعض الاحيان بجحود الابناء وعرض نماذج من انواع الامهات وكيف يكون التكريم الحقيقي للام. تحدثت مني الملاخ عن سرعاطفة الامومة وام اليوم والامس واكدت ان الامومة لايمكن ان تتغير باختلاف العصر او المكان ولكن تختلف فقط طريقة اظهار العواطف تجاه الابناء وان الام العاملة جعلت ابناءها يعتمدون علي انفسهم وتساعدهم علي تنمية شخصيتهم وهو اسلوب افضل من تربية امهات زمان كما ان مهمة الام الان اصعب بكثير بسبب زيادة استقلال وحرية الابناء. ويستعرض الكتاب انواع الامهات طبقا لشخصياتهن ورغم ان كل ام تحرص علي مصلحة اولادها وتبذل كل ما تملك في سبيل سعادتهم ولكنها قد لا تصل الي الهدف.. فهناك الام المتفانية والام الهوائية واللامبالية والام الصارمة والقلقة والعصابية والام المثقفة التي تبث ثقافتها بطريق مباشر او غير مباشر لابنائها فينشأون علي حب المعرفة والتشوق الي اقامتها فمن المهم ان تكون الام واعية لدوافع سلوكها وان تشجع ابناءهّا علي التواصل مع الجميع وتعطيه الثقة بنفسه حتي تجني ثمرة ذلك استقرارا له في حياته المستقبلية واعترافا بما قدمته له من جميل. وتتناولت الكاتبة مني الملاخ بعض القصص والحكايات عن الامهات من خلال كتابات كبار الكتاب المصريين وفي الاعمال الادبية العالمية مثل مسرحية الام لجوركي والام لبيرل بل التي نالت عنها جائزة نوبل حيث حاولت ان تخلد كفاح أم من ملايين الأمهات.. ثم استعرضت في النهاية دور الام في حياه انبائها حيث ان هناك وراء كل زعيم أما مثل أم الزعيم أحمد عرابي وأم سعد زغلول وطلعت حرب بالاضافة الي امهات مثاليات في الخفاء كان لهن دور عظيم مع الابناء.