يبدو ان الحروب السرية التي تقوم بها اجهزة المخابرات الامريكية وفي مقدمتها وكالة المخابرات المركزية توشك علي العودة وعلي نطاق واسع لاختراق دول مرصودة وتهيئة الاجواء لعمليات خاصة بعيدا عن الجيوش الامريكية وذلك لتعقب اهداف عالية القيمة في البؤر الساخنة التي يصعب العمل العسكري الميداني فيها مثل افغانستان وباكستان واليمن وتعتبر مصيدة للجنود الامريكيين.. وما يؤرق المخابرات الامريكية هو وضع حد لنشاط تنظيم القاعدة الذي توسع مؤخرا وامتد الي منطقة الشرق الاوسط وصار يشكل تهديدا للمصالح الامريكية في الخليج وفي العراق. ويبدو كما ذكرت »نيويورك تايمز« من خلال وثائق عسكرية: ان القيادة الامريكية قامت بتوسيع انشطتها السرية في الشرق الاوسط واسيا الوسطي وشرق افريقيا وبالتعاون مع المخابرات المركزية لضرب الجماعات المتطرفة ومعني ذلك ان ال سي. آي. إيه تعود الي عملياتها السرية لكي تساعد القيادة العسكرية المركزية علي تعقب تنظيم القاعدة والجماعات المتطرفة الاخري المرتبطة به، وقد سمح الجنرال ديفيد بتريوس قائد القيادة المركزية بذلك التصعيد الذي يشمل زيادة المساعدات العسكرية والمخابرات لمساعدة القوات اليمنية علي ضرب اهداف للقاعدة ونشر المزيد من طائرات التجسس بدون طيارين لجمع المعلومات ورصد اهداف وعناصر للقاعدة وضربها في المناطق الجبلية الوعرة في اليمن.. وليس سرا ان المخابرات المركزية تعتمد علي هذه الطائرات في عملياتها السرية وتتعقب من خلالها الاهداف المطلوبة!. وكما ذكرت الوثائق الامريكية ان الهدف من الامر العسكري الذي اصدره الجنرال بتريوس هو: اقامة شبكات يمكنها اختراق او تعطيلة او تدمير اهداف للقاعدة والجماعات الاخري مثل حركة طالبان في افغانستان التي بدأت تنشط في مناطق جديدة وتهيئة الموقف لعمليات عسكرية محدودة تشنها القوات الخاصة الامريكية، او قوات محلية.. وكذا القيام بعمليات خاصة في ايران لجمع معلومات عن برنامجها النووي واقامة اتصالات مع الجماعات المنشقة التي تكون مفيدة في حالة وقوع اي هجوم عسكري امريكي علي اهداف ايرانية وقد سمح امر بتريوس لوحدات العمليات الخاصة بتوجيه ضربات استباقية لها من خلال معلومات المخابرات المركزية!. ويعتبر ذلك بمثابة تغيير في الاستراتيجية العسكرية الامريكية بتوسيع النشاط العسكري السري العمليات الخاصة بدلا من التورط في حروب شاملة مثل ما حدث في العراق.. ولذلك يسمح الامر العسكري بارسال قوات خاصة امريكية لدول صديقة للعمل في الشرق الاوسط والصومال والسودان علي ضوء معلومات مخابراتية وذلك يعني عودة الحروب السرية المحدودة لتجنب الخسائر في الجيوش الامريكية في حالة القيام بحرب استباقية وهي سياسة الرئيس بوش السابقة!. ولكن هناك تحذيرا من مسئولين في البنتاجون من ان توسيع العمليات السرية علي نطاق واسع قد يؤدي الي توتر علاقات واشنطن مع حلفاء في الشرق الاوسط وشبه الجزيرة مثل اليمن.. ولم يعد خافيا ان »الطائرات الامريكية بدون طيار« تقوم بغارات علي مناطق يمنية للبحث عن اماكن عناصر القاعدة وتقصفها.. وتقوم هذه الطائرات بعمليات استطلاع لمساعدة القوات الامريكية في العراق وافغانستان بالاضافة الي معلومات ال سي. آي. ايه التي تحصل عليها من عملائها المنتشرين.. ومحصلة الامر ان الاستراتيجية العسكرية الامريكية صارت تعتمد علي العمليات الخاصة المحدودة لكي تحد من المخاطر التي تتعرض لها الجيوش الامريكية في حروبها!.